الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

مش هرجع مصر حتى لو دفعوا لى مليون جنيه

مش هرجع مصر حتى لو دفعوا لى مليون جنيه
مش هرجع مصر حتى لو دفعوا لى مليون جنيه


فى تعبير صادق للفنانة هند صبرى فى فيلم عمارة يعقوبيان قالت «مصر بقت قاسية أوى على ولادها»، المقصود بمصر هنا مسئوليها خاصة من ليسوا على قدر المسئولية فتسببوا فى أن تفقد مصر أبطالا باستطاعتهم أن يصلوا بها إلى منصات التتويج دائمًا، فى حين أنها تكرم المحترفين وتغدق عليهم أموالا كثيرة.
على المستوى العلمى وحسب تقرير لمركز هردو لدعم التقرير الرقمى والذى أعد تقريرا تحت عنوان «البحث العلمى فى مصر.. علماء بالجملة ورؤية غائبة» قال إن مصر رحل عنها 86 ألف عالم وباحث لشتى أنحاء العالم.
على الصعيد الرياضى أيضًا الأمور تتجه من سيئ إلى أسوأ، فكل يوم يسافر بطل رياضى هربًا من تعنت المسئولين معه بأن يقفوا عائقًا أمام تحقيق حلمه.
بعيدًا عن تبريرات المسئولين بأن اللاعبين هم الذين لا يريدون تمثيل مصر لم تعد نغمة مقبولة خاصة أن الظاهرة تتفاقم وكلهم لاعبون يهربون من بطش الاتحادات الرياضية ومسئوليها، والأمر أصبح واضحًا أن هناك أزمة فى التعامل مع الأبطال خاصة أن كل اللاعبين الهاربين إلى أوروبا يكونون قد أحرزوا بطولات باسم مصر وفى النهاية يفضلون الرحيل.
الظاهرة بدأت بالمصارع كرم جابر الذى حقق ميدالية أوليمبية لمصر، والذى عرض عليه التجنيس باسم أمريكا، وفى ألعاب القوى سافر معاذ محمد لاعب رمى القرص من مدرسة الموهوبين متوجها إلى قطر، وتم تجنيسه وشارك باسمها فى عدة بطولات، منها بطولة العالم للشباب وتوج بالميدالية الذهبية، بالإضافة إلى محمد عبدالفتاح بوجى لاعب المصارعة الذى تم تجنيسه للعب باسم البحرين، ومؤخرًا اشتعلت أزمة بسبب مصارع الشاورما اللاعب طارق عبدالسلام لاعب مصر السابق للمصارعة، الذى تمكن مؤخراً من الفوز بذهبية بطولة أوروبا للمصارعة، فى وزن 75كجم، لمصلحة المنتخب البلغارى، ليؤكد ذلك أن هناك شيئا خطأ.
الآن هناك حالة جديدة فى طريقها للتجنيس فى طريقها إلى التجنيس بالولايات المتحدة وهو لاعب الچودو المصرى أدهم رمضان والذى سافر إلى الولايات المتحدة فى يونيو 2016 وبدأ فعليًّا التمرين مع لاعبى المنتخب الأمريكى للچودو وهو على أعتاب تمثيل المنتخب الأمريكى بعد انتهاء إجراءات التجنيس، لنظل نطرح السؤال إلى متى سيظل نطرد الأبطال لمجرد وجود فاشلين فى مناصب يستحقونها على مستوى كل الألعاب؟
أين دور اللجنة الأوليمبية؟
«روزاليوسف» اخترقت الحدث لتعرف الأزمة للمشاركة فى حلها وحاورت لاعب الجودو أدهم رمضان الذى قال إنه لاقى تعنتًا من الاتحاد والمدربين وأنه لن يتراجع عن الحصول على الجنسية الأمريكية ولن يعود لمصر حتى لو عرضوا عليه مليون جنيه.
وأشار إلى أنه لو وجد خيرًا ما ترك البلد نهائيًا مؤكدًا أنه يلقى رعاية طبية ورياضية على أعلى مستوى ويستعد للعب باسم أمريكا.
 ما سبب رحيلك عن مصر؟
- تملكنى اليأس من كل القائمين على لعبة الجودو، وهناك فرق بين من يمارسها كلعبة ومن يمارسها عن حب وقناعة والسعى وراء حلم، ولأننى أمارسها عن حب وقناعة حصلت على لقب أحسن لاعب عربى عامين متتاليين 2012-2013  وخمس مرات أول عرب ومرتين أول إفريقيا والخامس على العالم ولازال عمرى 22 عامًا كل هذه الألقاب لم تقنع رئيس اتحاد الچودو الذى لا يهتم باللعبة من الأساس.
 متى بدأت مشكلتك؟
- بدأت مشكلتى بعد بطولة العالم التى أقيمت فى ميامى 2014 بعد أن أجريت عملية فانقلبت أمورى مع المدربين باسم وهيثم الحسينى حيث كانا يستخدمان اللاعبين ممن تحت سن 21 عامًا ويهملون الفريق الأول لتدميره، وظهرت نواياهما السيئة عندما حاول بعض اللاعبين معاتبتهما فكان ردهم: «خد شنطتك وروح مش عايزينك».
 لماذا لم ترفع شكوى للوزير؟
- الوزراء كانوا يستقبلوننا فى مقر الوزارة للتصوير معنا بعد التتويج بالبطولة فقط وبعد التصوير تنفض المقابلة دون أى تواصل مره أخرى، وعندما تحدثت مع المدرب هيثم الحسينى قال لى «مش عاجبك روح اشتكينى للاتحاد أو الوزير أو حتى رئيس الجمهورية، فكان ردى عليه «حسبى الله ونعم الوكيل فيك أنت وأخوك» وإحقاقًا للحق الشخص الوحيد داخل هذا الاتحاد الذى حاول مساعدتنا هو مرزوق على، ولذلك اتفقوا كلهم عليه.
 هل كان هناك تقصير فى صرف مكافآت الفوز بأى لقب؟
- فى بطولة تونس 2014 حصلت على ميداليتين ذهب، رغم إصابتى بكسر فى الترقوة وخلع فى الكتف وقطع فى الأربطة قبل المباراة بيومين، وحصلت يومها على ألف و14 جنيها مكافأة، واستلمت الشيك بعد مرور عام على انتهاء البطولة، كما أقيمت بطولة فى شرم الشيخ بعد بطولة تونس بشهر وحصلت أيضًا على ميداليتين ذهب وتقاضيت مكافأة قدرها 1400 جنيه فى نوفمبر 2016 فى حين أن الشيك تحرر بتاريخ نوفمبر 2015 كما أننى حصلت على الشيك بالصدفة.
 ما النقطة الفاصلة فى أن يتملكك اليأس من كل المنظومة؟
- شعرت باليأس من البدايات، لكنى ظننت أنها مجرد معوقات سأتخطاها يومًا ما لتحقيق حلمى أنا ووالدى بتحقيق ميدالية أوليمبية حتى بدأت أشعر أننى أسحب من رصيدى صحيًا وعلى مستوى دراستى حسّيت إنى داخل حرب خسرانه.
 قرار الهجرة إلى أمريكا كان اختيار منك أم عرض للتجنيس من الاتحاد الأمريكى للچودو؟
- قرار الهجرة كان رغبة شخصية بعد ما شعرت أن الأبواب كلها مغلقة ولازلت مصمما على أن  أصنع شيئا لأسرتى وكنت مقررا أننى لن ألعب جودو مرة أخرى وأن أعمل لمساعدة أهلى، لكن الچودو إدمان مش عايز يخرج من دمى ولذلك ذهبت للتمرين فى واحد من أكبر أندية نيويورك "the New York athletic club"  ووجدت منهم تقديرا للموهبة لدرجة أنى شعرت أن موهبتى لها قيمة وكلهم من أصغرهم لأكبرهم مقامًا وسنًا قالوا لى «مصر خسرتنى» كما تمنى الكثير منهم أن أكون مواطنًا أمريكيًا وأمثل بلدهم فى البطولات الدولية بعدها قررت أن اتجه للتجنيس وتمثيل أمريكا وخاصة بعدما قرر أحد الرعاة التكفل بى ولكن بجوار العمل الذى التحقت به، مع الوضع فى الاعتبار أن أول 3 أيام فى أمريكا كنت بنام فى الشارع واشتغلت شيال فى مدبح وعامل شيشة فى مقهى مصرى فى أمريكا ده غير إنى اشتغلت فتره على عربية هوت دوج فى واشنطن قبل ما أرجع نيويورك لأعمل فى سوبر ماركت بجوار النادى وأمن فى مطعم بجوار شغلى فى السوبر ماركت لتحسين دخلى.
 ماذا تمثل مصر لك الآن؟
- والدى كان يعمل فى السعودية والظروف الاقتصادية تردت للغاية هناك والدتى كانت رافضة فكرة سفرى وكنت لازم أكمل معافرة فى حلمى، زادت الضغوط على لما حسّيت إنى لازم أساعد أسرتى اللى كبرتنى وما كان عندى اختيار تالت، سافرت وهكمل حلمى لنفسى مش من المسئولين، أنا بحب مصر وهفضل أحبها مفيش حد بيكره أمه لكن أنا حصلى مشاكل نفسية وأسرية ودراسية وحتى مع أصدقائى بسبب الچودو، دائمًا كنت حاسس بالذل فى بلدى حتى لما قدمت فى الكلية الحربية والشرطة تم استبعادى طبيًا فى كليهما مع أنى رياضى وخريج مدرسة عسكرية، ومن شعورى بالحزن كتبت على الفيس بوك «خلاص يا مصر بقيت هجى لك ضيف .. يادوب أزورك كل صيف».
 لماذا أمريكا وليس أوروبا؟
- أمريكا فرص العمل فيها أكثر من أوروبا بالإضافة إلى أنى أعرف أصدقاء يعيشون هنا يساعدوننى لو حصل معى أى شيء، بعد ما وصلت هنا ورجعت أتمرن تانى اكتشفت أن ربنا مسهل الأمور وميزانى عندهم مفيش فيه منافسه تقريبًا وده هيسهل موضوع التجنيس وهيخلى إيقاعه أسرع.
 ما الفرق بين مصر وأمريكا حتى الآن وأنت على مشارف إتمام عامك الأول من الهجرة؟
- كل التفاصيل فى أمريكا مختلفة للأحسن منها على سبيل المثال كنت حملت زيادة على نفسى فى التمرين ولما صرخت وقلت آه الكل ساب اللى فى إيده وجرى يطمن عليّ فى حين أن فى مصر، عظمة المرفق اتخلعت وكنت واقع على الارض المدرب باسم قال «شيلوه وارموه بره».
 هل ستتنازل عن الجنسية؟
- بقول أنا مصرى ولا أنكر شغفى ورغبتى القوية فى الحصول على الجنسية الأمريكية لكنى هفضل أقولها أنا مصرى وفخور أنى مصرى.
 ماذا لو تم وعدك بحل مشاكلك مقابل العوده وتمثيل مصر مره أخري؟
- لو عرضوا عليّ مليون جنيه والاحتمال الوحيد الضعيف لعودتى بعد رحيل كل أعضاء اتحاد لعبة الچودو ويجى مكانهم ناس نضيفة.
 ماذا ننتظر منك؟
- سأظل أحارب لتحقيق حلمى لحد ما أموت ربنا خلق كل واحد فينا لهدف وانا اتخلقت علشان أحقق ميدالية أوليمبية كان نفسى تكون لمصر لكن أنا أصبحت على يقين أنها مش هتتحقق ولا ربنا هيوفقنا فى البطولات اللى عدت دى كلها بسبب المسئولين الفشلة والحرامية هما اللى بياخدوا نجاحنا.