الثلاثاء 17 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

فرقة حسب الله تلعن الـDJ

فرقة حسب الله تلعن الـDJ
فرقة حسب الله تلعن الـDJ


كثيرون شاهدوا فيلم «شارع الحب»، وأعجبوا بالشخصية الكوميدية التى قدمها عبدالسلام النابلسى، «حسب الله الـ16» قائد الفرقة التي عانت في الفيلم من أوضاع مزرية وصعوبات مالية، لكنها كافحت من أجل بقاء فنها، لكن أغلب المشاهدين لا يعلمون أن هناك بالفعل فرقة اسمها «حسب الله» موجودة في شارع محمد علي بوسط القاهرة.
شارع محمد علي الشهير بفرقه الموسيقية تغيرت ملامحه، لتصبح محلات «موبايلات» وأثاث، وكان في السابق واجهة يرتادها كل من أراد تنظيم حفلة، أو إحياء مناسبة اجتماعية «زفاف وحنة» وغيرهما.

فرقة «حسب الله» أشهر واجهة للشارع القديم، أطلق عليها الاسم نسبة لمؤسسها محمد محمد حسب الله، والذى انطلق بها من قلب شارع محمد على عام 1860 وهو عازف فى الفرقة الموسيقية العسكرية داخل قصر عابدين.
الفرقة لاقت صدى وانتشارا كبيرا، فعزف أعضاؤها فى أشهر حفلات رجال الدولة، بدءاً من الخديوى عباس والملك فؤاد وفاروق، لتصبح جزءاً من التراث والفلكلور الشعبى المصرى، حتى وصل صيتها إلى كل أنحاء العالم العربى، لكن هذه الفرقة العريقة تعرضت إلى التهميش تحت قيادة آخر جيلها من العازفين، وأصبحت مهددة بالاندثار بعد بلوغ عازفيها الشيخوخة، وعزوف الشباب عن الانضمام لها.
 يجلس أعضاء فرقة حسب الله للفنون الشعبية فى أحد المقاهى الشعبية فى شارع محمد على، وهو مقهى «نجيب السواق» آخر ما تبقى من مقاهى مشاهير الفن الشعبى فى شارع محمد على، وعند سؤال  أحد العاملين فيه عن فرقة «حسب الله»، قام بالنداء على أحد الأشخاص، وهو سامى بيومى، والذى ادعى بأنه قائد فرقة «حسب الله»، وعند التأكد من مصداقيته علمنا من أهالى الشارع أن هذا الشخص كاذب، وسبق أن ادعى مراراً وتكرارا أنه من قادة فرقة «حسب الله»، وقام بتشكيل مجموعة من  المدعين، وزعموا بأنهم أعضاء الفرقة الأصليين، ونتيجة لهذه الادعاءات الكاذبة، شارك هؤلاء المدعون مع الفنان أشرف عبدالباقى فى مسرح مصر.
أما قائد الفرقة الحقيقى فكان فى الظل، بعيدا عن الأضواء الإعلامية محتفظا بذكريات جيل كامل من الفنانين والمشاهير،  رجل تجاوز الـ 75 عاما ويدعى عزت الفيومى، بدأ مشواره الفنى فى شارع محمد على عام 1962 بفرقة الشاويش محمد حسب الله وابنه.
يقول عزت الفيومى: إن فرقة حسب الله تنسب إلى محمد على حسب الله بيه، والذى حصل على البهوية من البشاوات الذين كان يحيى لهم حفلاتهم،  وكان مجنداً بالجيش المصرى فى قصر عابدين وحينما توفى عام 1965 قام ابنه على حسب الله بقيادة الفرقة التى كانت تطلب لإحياء الأفراح بالأرياف ثم حققت شهرة كبيرة، فأصبح يطلبها كبار العائلات والفلاحون وذاع صيتها، فانتشرت فى الموالد بجميع محافظات الجمهورية فى طنطا والإسكندرية وقنا ودمياط والقاهرة، وفرقة حسب الله كانت ومازالت تحيى «أفراحاً وأعياد ميلاد وسبوع»، ولكن انخفض الطلب عليها الآن، فأصبح عملها بأيام الخميس والجمعة والسبت فقط،  والسبب فى قلة الطلب على الفرقة هو انتشار «الدى جى» وأغانى المهرجانات الشعبية، فللاسف  «سميعة» هذه الأيام اختلفوا عن «سميعة» زمان الذين تذوقوا الفن المصرى الأصيل.
مضيفا: كان  شهر جماد أول وجماد آخر ورجب وشعبان أشهر مواسم للفرقة، أما الآن فلا يوجد مواسم أو أشهر محددة يزداد فيها الطلب على الفرقة، فنقوم الآن بحفلات فى الشوارع وفى بعض المناطق الشعبية كترسا والمنيب والشيخ عتمان وصفط اللبن وفيصل وأبو قتادة، كل يوم جمعة وسبت.
قائد فرقة حسب الله يؤكد أن تعليم الشباب اليوم العزف على آلات الفرقة كما فى السابق أمر صعب، حيث كانت تتواجد أماكن لتدريس العزف على تلك الآلات كمسرح الجيزة الذى كان متخصصاً فى تعليم ذلك الفن، ثم تحولت ملكيته للحكومة فيما بعد.
 الوريث الشرعى لفرقة «حسب الله»، أكد أن الفرقة شاركت فى العديد من الأعمال الفنية، حيث كانت تعزف خلف الكاميرا بدلا من الفنان أنور وجدى حينما كان يستخدم آلة «الترومبه» فى فيلم دهب، وكذلك كانت تعزف بدلا من فرقة «حسب الله» فى فيلم شارع الحب للفنان عبدالحليم حافظ، وقد غضب الحاج حسب الله من مشهد الملوخية بين الفنانة زينات صدقى والفنان عبدالسلام النابلسى، ورفع دعوى قضائية ضد القائمين على الفيلم، إلا أنه قد تم التصالح بعد اعتذار القائمين على العمل له، الفرقة كذلك عملت مع فنانين مشاهير أمثال محمود شكوكو وشفيق جلال وصابرين والراقصات لوسى وهندية وفيفى عبده التى كانت تعمل معنا أثناء وجودها فى شارع محمد على، وأيضا شاركناها فى بعض أفلامها..
وعملنا كذلك فى العديد من الأعمال الفنية كمسلسل المال والبنون وليالى الحلمية وزيزينيا وأميرة عابدين والتوأم وحارة المعز وأمير الشعراء وأبوضحكة جنان وأرابيسك.
وشاركت الفرقة أيضا فى أفلام أمير الظلام وبخيت وعديلة والنمس لعادل إمام، وأفلام المدبح والباطنية لنادية الجندى، وأفلام الإمبراطور ومعالى الوزير والجنتل لأحمد زكى، وأفلام شوارع من نار والمطارد لنور الشريف، والفرن ليونس شلبى، وبياضة لرشدى أباظة وفيلم مية مسا لفريد شوقى، وفيلم كعب عالى ليسرا.
وشاركت الفرقة فى مسرحيات «المتزوجون، وفارس وبنى خيبان، وأخويا هايص وأنا لايص» لسمير غانم، ومسرحية الدبابير ليونس شلبى.
ومن ألمع العائلات التى كانت دائمة التعامل مع فرقة حسب الله عائلات السادات، حيث تم إحياء حفل زفاف ابنة طلعت السادات، وأيضا بعض من أفراد عائلة مبارك.
وكانت أكثر الأغانى التى يطلبها المستمعون من الفرقة، أغانى أم كلثوم كأغنية مصر التى فى خاطرى وفى دمى، وأغانى عبدالحليم كأغنية قولولوا الحقيقة وبحلم بيك، وأغانى محمد فوزى كأغنية حبيبى وعنيه، وبعض الأغانى الوطنية.
وعن مشاركة الفرقة فى برنامج  «آرابز جوت تالنت» قال الفيومى، إن دعوة الفرقة للمشاركة فى البرنامج تأتى من خلال القائمين على إدارة البرنامج وتكفلهم بكامل النفقات، فالحالة المالية للفرقة لا تسمح بالانتقال والترحال  كسابق عهدها فى الماضى، حيث كان أجر الفرقة بالحفلة خمسين قرشا وأصبح الآن ألف جنيه.