السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

شقراء «بوتين».. آخر جواسيس «حرب الجميلات» بين موسكو وواشنطن

شقراء «بوتين».. آخر جواسيس «حرب الجميلات»                                        بين موسكو وواشنطن
شقراء «بوتين».. آخر جواسيس «حرب الجميلات» بين موسكو وواشنطن


فى مطار لوس أنجلوس بالولايات المتحدة، لفتت أنظار المسافرين بسبب جمالها وملابسها المثيرة، الأمر الذى كان سببا فى استجوابها وتفتيشها، خاصة أنها روسية الجنسية.
فيكتوريا بونيا عارضة الأزياء الروسية، والوجه الإعلامى للمجلة الشهيرة بلاى بوى، وجد فى حقيبتها بطاقات لـكاميرات فيديو خفية، ورغم اتهامها بالتجسس لصالح روسيا، فإن الشرطة الأمريكية أفرجت عنها بعد حملة إعلامية على مواقع التواصل الاجتماعى.
وبحسب صحيفة الديلى ميل البريطانية فإن فيكتوريا البالغة من العمر 37 عاما، يتم استجوابها من قبل ضباط فى مطار لوس أنجلوس بالولايات المتحدة، وكان من ضمن الأسئلة التى تمت مواجهتها بها كان سؤالا عن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين وووكالة «كى جى بى» أو «إف إس بى» المخابراتية الروسية، الغريب أن الشرطة الأمريكية أفرجت عنها بعد حملة إعلامية على وسائل  التواصل الاجتماعى عنها.
وتقول فيكتوريا إنهم عند تفتيشها فى المطار الأمريكى وجدوا بطاقة أعمال عن شركة تنتج كاميرات فيديو خفية فى حقائبها، ومن هنا بدأ التعامل معها كجاسوسة خاصة أن جنسيتها روسية، وهو ما سبب حالة من الهوس، فالأمريكيون لديهم حالة هلع من الروس بشكل خاص ويتعاملون مع الشعب الروسى وكأنه جيش من الجواسيس.
وأضافت فيكتوريا أنها كانت خائفة من أنها قد تتعرض للاعتقال بعد أن اكتشف المسئولون الأمريكيون فى المطار البطاقة، وتم أخذها للمكتب للاستجواب، ولكن الغريب أنهم لم يسألوا عن البطاقة بل وجهوا كل الأسئلة حول بوتين، موضحة أن الضباط قالوا لها نصا «دعينا نتحدث عن رئيسك بوتين» وبعد ذلك بدأ السؤال عن وكالة المخابرات الروسية.
فيكتوريا ملكة جمال روسيا قد أعلنت مؤخرا انفصالها عن نجل رجل الأعمال الأيرلندى أليكس سمورفيت، وهى أيضا نجمة تليفزيونية وممثلة ومذيعة ولديها  الملايين من المتابعين على مواقع الإعلام الاجتماعية مثل الفيس بوك وتويتر، وصفحتها على إنستجرام تتميز بأنها دائما ما تضع بانتظام صورها التى توضح نمط الحياة التى تعيشها، ولديها 1.9مليون متابع على تويتر وما يقرب من خمسة ملايين متابع على إنستجرام.
ومنها صور لها وهى تقف على الشاطئ فى دبى، بالإمارات العربية المتحدة، ووصفتها الصحيفة بأنها القنبلة الشقراء.
ووفقا للتقرير فإن فيكتوريا قالت إنها بدأت تضحك عندما بدأوا استجوابها، ولم تصدق ما يحدث لها، واعتقدت أنهم كانوا يمزحون، حتى طلبوا منها نفس الشيء للمرة الثالثة.
وبعد أن تم الإفراج عنها كتبت فيكتوريا القصة على الإنترنت للمشاركة مع الأشخاص الذين تعرضوا لنفس موقفها وحكوا تجاربهم الخاصة من الشرطة فى الولايات المتحدة وبعض من متابعيها قالوا إن الضباط الأمريكيين كانوا يريدون ببساطة قضاء بعض الوقت مع امرأة جميلة مثلها، وقال آخر إنها تبدو كفتاة بوند نسبة لسلسلة أفلام الجاسوسية الشهيرة «جيمس بوند».
فيكتوريا كانت تعمل فى موسكو منذ سن 16 كنادلة فى أحد المطاعم ثم جاءت المفاجأة الكبيرة عندما تألقت فى برنامج تليفزيون الواقع الأكثر شهرة فى روسيا، «دوم - 2» وهى ما تماثل كيم كاردشيان نجمة تليفزيون الواقع الأمريكى.
القبض على فيكتوريا يؤكد أنه لا تزال اللعبة دائرة بين جهاز المخابرات الأمريكية «CIA» وجهاز المخابرات الروسية «FSB» أو «KGB» سابقا ولن تنتهى رغم غطاء الدبلوماسية والأقنعة المزيفة أثناء اللقاءات والمناسبات الدولية، فوراء تلك السياسات الخارجية تحاك المؤامرات وتخطط عمليات التجسس لاقتحام الآخر والوصول لأكبر قدر من المعلومات السرية بكل الطرق المباحة وغير المباحة.
فالعمليات الاستخباراتية الأمريكية والروسية كثيرة وتتميز بالاستمرارية وكأنها تدار على عدة مباريات كل يوم يكون النصر حليف العم سام ويوم آخر يكون الفوز من نصيب الدب الروسى، والاثنان يقومان باستخدام الجميلات عادة لتنفيذ خططهما الجاسوسية وكان من أبرز جميلات روسيا أيضا آنا تشابمان التى لا تزال تثير جدلا كبيرا، وهى بالفعل تم كشف عملها كجاسوسة منذ عام 2010 حيث قامت الولايات المتحدة بالقبض على شبكة جاسوسية مكونة من عشرة أشخاص من بينهم عميلة المخابرات الروسية آنا تشابمان والتى تعمل الآن كعارضة أزياء ولكنها فى نفس الوقت تمارس عملها السابق كجاسوسة وثبت ضلوعها فى الإبقاء على إدوارد سنودن مبرمج وكالة الأمن القومى الأمريكى الهارب داخل موسكو بسبب جمالها الفائق.
ولا يزال الجواسيس الروس والأمريكان يسعون للعمل داخل الولايات المتحدة وروسيا تحت غطاء من السرية، وذلك للوصول للمعلومات الاقتصادية والعسكرية والسياسية، فالحرب المخابراتية بين الدب الروسى والعم سام دائرة من قبل ظهور حتى أجهزة المخابرات المتخصصة مثل الكى جى بى KGB أو السى أى إيه CIA، حيث تكون جهاز المخابرات الروسى عام 1954 وبعد انهيار الاتحاد السوفيتى، تمت إعادة تسميته عام 1991 بجهاز FSK أو خدمات مكافحة المخابرات الفيدرالية وفى عام 1995 تم تغيير اسمه إلى FSB أو خدمات الأمن الفيدرالى للاتحاد الروسى، ويعد جهاز المخابرات الروسى أكبر جهاز مخابرات فى العالم فبه 480 ألف عميل موظف، ولكن عدد العملاء السريين ليس معروفا ولكنه يقدر بالملايين وقد أفادت مجلة تايم الأمريكية  عام 1983 أن الـKGB هى المنظمة الأكثر فعالية فى العالم من حيث جمع المعلومات.
وتتميز المخابرات الروسية أن لها خدمة عسكرية وتحكمها قوانين ولوائح الجيش.
وقد نجح التجسس الروسى داخل الولايات المتحدة فى جمع المعلومات الاستخبارية العلمية والتكنولوجية والعسكرية والنووية بل واستطاع جهاز المخابرات الروسية خلال الحرب الباردة فى تجنيد حتى عملاء من الـFBI.
فى المقابل نشأت وكالة المخابرات المركزية CIA إحدى الوكالات الرئيسية لجمع الاستخبارات فى الحكومة الفيدرالية للولايات المتحدة إبان الحرب العالمية الثانية بأمر من الرئيس الأمريكى الراحل هارى ترومان لتحل محل مكتب الخدمات الإستراتيجية الذى أسسه الرئيس الراحل فرانكلين روزفلت وذلك تحت ضغط الاستخبارات العسكرية ومكتب المباحث الفيدرالى.