السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

«مضيق تيران» أغنية نادرة لمحرم فؤاد تؤكد مصرية الجزيرتين

«مضيق تيران» أغنية نادرة لمحرم فؤاد تؤكد مصرية الجزيرتين
«مضيق تيران» أغنية نادرة لمحرم فؤاد تؤكد مصرية الجزيرتين


بعيدا عن الوثائق التاريخية، والخرائط الجغرافية العديدة التى تثبت مصرية تيران وصنافير، الفن قال كلمته، وأكد بصوت عال وبديع مصرية الجزيرتين.
فداخل مكتبة الإذاعة المصرية تم العثور على أغنية قديمة يرجع تاريخها إلى ستينيات القرن الماضي، وتحديداً عام 1967م. الأغنية تؤكد مصرية (تيران وصنافير) التى صنعت لهما هذه الأغنية خصيصاً لتأكيد أهميتهما ودوريهما فى معركة المواجهة مع العدو الإسرائيلى. الأغنية بعنوان  (مضيق تيران)، وسجلتها الإذاعة المصرية فى 5 يونيو 1967 بصوت  محرم فؤاد، وهى من تأليف محمود سلامة، وتلحين ليلى حسين الصياد.

وتقول كلمات الأغنية: «مضيق تيران مليان حيتان متسلحين للمعركة، وعلى الحدود جنود أسود فوقهم نسور طالعة تدور بالنفاثات الفاتكة، يوم الخلاص قرب خلاص يلا نفوق للمعركة، جم الصهاينة يعتدوا والأمريكان جم يسندوا قاموا العرب واتوحدوا، وبالجيوش حاوطوا العدو، إلى الأمام يا عائدين وياكوا كل المؤمنين، وناصر الشعب الأمين بيقودنا للنصر الأمين».
ومع كلمات الأغنية وخلف صوت محرم فؤاد سنظل نردد ولن نتعب من التأكيد على مصريتهما التى يشهد عليها التاريخ منذ بزوغ فجره وقبل أن تولد دويلات حاولت وتحاول التطاول على وطن بحجم مصر.
سنظل نقولها تيران وصنافير مصريتان بحكم التاريخ وبحكم الدلائل والوثائق والمستندات والطوابع والأغنيات وحكم القضاء. فذاكرة الوطن مازالت تحمل عبقهما وهويتهما المصرية، وكذلك الحدود الجغرافية والإنسانية والتراثية، فـ«تيران وصنافير» مصريتا الهوى والهوية وملكية خاصة للمصريين الذين ضحوا بكل غال ونفيس فداء لهما ومن أجلهما.
فى نفس العام الذى ظهرت فيه أغنية «تيران وصنافير» لـ«محرم فؤاد» ظهرت أيضاً طوابع بريدية تحمل صورة الزعيم «جمال عبدالناصر» وخلفه خريطة مصر توضح أن (تيران وصنافير) مصريتان من وجود اسميهما على الخريطة. الطوابع التى ظهرت عام 1967 تحمل اسم الجمهـورية العربية المتحــدة، وهو الاسم الذى لم يتغير منذ إعلان الوحدة بين «مصـر وسـوريا» من عام 1958م وحتى عام 1961م، ورغم الانفصال تم الاحتفاظ بالاسم، إلى أن أصبح الآن ومنذ أوائل السبعينيات (جمهورية مصر العربية).
ومن المعروف دولياً أنه ليس من عادة الدول حسب ميثاق هيئة البريد الدولية وضع أسماء لمناطق أو مدن أو جزر على طوابعها لدول غيرها، وهو ما يعنى أن وضع مصر لجزيرتى (تيران وصنافير) على طوابع تخصها أنهما مصريتان، ولو لم تكن كذلك لما وضع اسماهما على طابع مصري. والذى يعد كشهادة تاريخية بمصرية جزيرتى «تيران وصنافير» أكدتها وثائق المكتبات الدولية التى تحتفظ بأهم وأندر الوثائق ومنها مكتبة برلين والأمم المتحدة وغيرهما والذين أكدوا مصرية «تيران وصنافير» منذ فجر التاريخ من خلال 17 خريطة وقراراً رسمياً ووثيقة تاريخية، مثلما أكدتها أغنية «محرم فؤاد»، وطوابع البريد المصرية، وشهادة الزعيم «جمال عبدالناصر» بكونهما جزراً مصرية، وجزءاً وامتداداً لأرض سيناء، الخاضعة للسيادة المصرية.
الشهادة التى أدلى بها «عبدالناصر» من وطنيته وغيرته على كل شبر من أرض وطنه، جعل الكثيرين يغضبون من ابنته «هدى عبدالناصر» التى خرجت عليهم بأكذوبة تؤكد سعودية «تيران وصنافير» مستندة فى ذلك على قصاصة ورق وجدتها فى بدلة والدها! رغم أن شهادة «ناصر» بمصرية (تيران وصنافير) مسجلة صوت وصورة من خلال إحدى خطبه التى يؤكد فيها سيادة مصر على الجزر التى تقع فى مدخل مضيق (تيران) والذى يفصل (خليج العقبة) عن «البحر الأحمر»، وتبعد جزيرة (تيران) عن جزيرة (صنافير) نحو  2.5 كيلو متر، وتبلغ مساحة الجزيرة 80 كم2.
 «عبد الناصر» قال فى خطبته المسجلة توثيقيا على أسطوانات وشرائط فيديو وكاسيت: «مضيق تيران يتبع المياه الإقليمية المصرية، ولقد طبقنا عليها حقوق السيادة المصرية، ولن تستطيع قوة فى العالم مهما بلغت أن تمس حقوق السيادة المصرية، وأى محاولة من هذا النوع ستلحق بالمعتدين أضرارا لا يتصورونها، وأنا أقول ذلك بوضوح لكى تعرف كل الأطراف موقفها».
وفى مقطع آخر أكد «عبدالناصر» أن جزيرة «تيران» مصرية، وأن القوات المصرية أنشأت جمركاً فى الجزيرة لتفتيش السفن الأمريكية والبريطانية.
  العديد من المؤرخين والرحالة وصفوا (تيران وصنافير) كجزئين مصريين مهمين فى كتاباتهم عن رحلاتهم لمصر، منهم «الإدريسي»، وهو عالم مسلم توفى عام 1160م إبان عصر النهضة. وقال فى كتابه: «نزهة المشتاق فى اختراق الآفاق» أن الرحلة من «مصر» إلى «المدينة المنورة» تكون عبر «أيلة-» «أم الرشراش» أو «إيلات» حاليا - وورد فى نص كلامه: «أن هناك طريقاً أخرى يسلكها البعض ويصفها بأنها تبدأ من مدينة «عين شمس» ثم إلى قرية «المطرية» حتى يصل المسافر شرقا إلى «القلزم»- «السويس» حاليا- وصولاً إلى «تيران» داخل الحدود المصرية».