الإثنين 11 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

مستشفى أبوالريش التخصصى لـ«قتل الأطفال»

مستشفى أبوالريش التخصصى لـ«قتل الأطفال»
مستشفى أبوالريش التخصصى لـ«قتل الأطفال»


مستشفى أبو الريش للأطفال بلا أدوية، ما إن تقول ذلك لأحد إلا ويعتقد للوهلة الأولى أنك تمزح، الأطفال يموتون ويصابون بأمراض وعاهات مستديمة، لنقص أدوية رغم بساطتها وانخفاض سعرها إلا أنه ليس لها بديل.

طفل انتظره الوالدان وحملته أمه 9 أشهر يموت لأن وزارة الصحة تتقاعس عن توفير الدواء لمستشفى الأطفال الأشهر فى القاهرة بسبب المديونية.
ما إن تدخل «أبو الريش» إلا وترى آباء وأمهات، الدموع فى أعينهم مكتومة، قلوبهم متوقفة على خبر، إما توفير الدواء أو خبر الوفاة، وانتظار البلاء أصعب من البلاء ذاته.
من قائمة النواقص وعلى سبيل المثال لا الحصر، «أكتوزنك» فيتامين بى للعظام، لا يمكن الاستغناء عنه ونقصانه يؤدى إلى سقوط شعر الرأس ومشاكل فى الجلد، حقن «بى كوم»، فيتامين آخر يحتاجه الأطفال بشدة، و«ابيكوزيم» فيتامين خاص بالأعصاب يتحكم فى أعصاب الطفل وعدم تناوله يسبب اضطرابًا فى الأعصاب، بالإضافة إلى أن هناك شركات لا تتعامل إلا بخلفية اقتصادية وتتجاهل الدور الإنسانى تمامًا فتستورد اندوكسان بـ 75 جنيهًا ويُباع فى السوق السوداء بـ 500جنيه، وشركة أخرى «البيورنثول» بــ 47 جنيهًا ويُباع فى السوق السوداء بـ 250 جنيهًا.
1600 صنف دواء نواقص حسب آخر إحصائيـة رسمـية، منهمـا نسبة لا تقل عن  10 % أدوية ليس لها بديل.
الوضع المأساوى فى أبو الريش دفع شخصيات عامة إلى اقتراح التبرع لصالح المستشفى لإنقاذ الأطفال خاصة أن هناك من ذهب منهم إلى المستشفى ورأى الوضع بعينه وحالة الأطفال التى كانت واضحة فى عين الآباء والأمهات،
أولياء الأمور يجلسون بأبنائهم خارج المستشفى وداخلها على البلاط وعلى الكراسى المتزاحمة بالعشرات فى كل مكان يتوسلون لمسئولى المستشفى لإنقاذ أطفالهم من الموت البطيء.
أطباء بالمستشفى لم يجدوا حيلة إلا الاستغاثة بالمتبرعين لتوفير ما يمكن توفيره من قائمة الدواء الغائبة، وهناك قائمة بأسماء الأدوية تعرض على المتبرعين فور دخولهم المستشفى وبمجرد أن يعلم الآباء والأمهات أن أحد المتبرعين دخل المستشفى يهرولون إليه لعل وعسى يكون قد أتى الدواء الذى يحتاجه أبناءهم.
«أم صفية» إحدى الأمهات اللاتى ينتظرن الفرج على أرصفة مستشفى أبو الريش، والتى قطعت 9 ساعات سفر من سوهاج إلى القاهرة لتبحث عن أدوية الأورام لطفلتها التى لم تتجاوز 3 سنوات، وكلما رأت رجلًا يدخل المستشفى سألته هل أنت متبرع؟! علها تجد دواء ابنتها الذى يطمئن قلبها المذبوح، المشهد أكثر مأساوية أنها لا تعرف اسم الدواء فتكتبه على ورقة وإذا نامت بجوار سور المستشفى وسمعت صوت سيارة قادمة تجرى وكأنها تريد اللحاق بقطار لتوقف السيارة لتسأل قائدها هل هو متبرع أم لا وهل يستطيع أن يحضر لها الدواء؟!
أم صفية قالت إن أحد الأطباء قال لها إن الدواء الذى تحتاجه ابنتها موجود فى صيدلية بوسط البلد، لكن سعره يتجاوز الـ 2000 جنيه، وأنها توسلت لأحد المتبرعين ليحضره لها فإحدى الممرضات نصحتها بذلك حتى تنقذ ابنتها من الموت.
«أم محمد» والدة أحد الأطفال الذى يعانى من نقص الدواء تقول: لابد من حل، طفلى يحتاج إلى علاج للأورام وغير متوافر فى المستشفى ويصل إلى آلاف الجنيهات كحصة علاجية لثلاثة أشهر ويأخذه بشكل يومى، وغير متوافر والجميع يعلم ذلك فحالاتى يوجد منها العشرات أمام المستشفى منذ الصباح ونفترش الطريق لننتظر التبرعات وكل أم تستطيع جمع المبلغ المطلوب منها لتوفير الدواء.
محمد والد الطفل ناجى، قال: ابنى مصاب بحمى روماتيزمية ويحتاج «أرتامين» مضاد حيوى، غير متوافر الآن وحالة ابنى تتدهور والأطباء قالوا أن عدم توفير الدواء يعنى وفاة ابنى خلال أيام». مضيفًا أنه كلما سأل الأطباء عن سبب نقص الدواء قالوا أن السبب يرجع إلى نقص الدولار.
وأضافت أم شيماء: طفلتى عمرها 4 سنوات، فى حاجة شديدة لمحلول الأطفال الذى لابد أن يتوافر له كل يومين وحالتها تتدهور وجسدها يضعف منذ أسبوع لم أحصل على المحلول ونصحنى الأطباء بحقن «بى كوم» عبارة عن فيتامينات إلا أنها غير متوافرة بالأسعار المدعمة.
د. فاطمة طبيبة مسئولة عن الأدوية بمستشفى أبو الريش قال: إن هناك 10 أصناف من الأدوية الأساسية للأطفال غائبة فى معظم صيدليات المستشفيات الحكومية وعلى رأسها أبو الريش، ونقصانها يؤدى إلى الوفاة وعندما يحضر أى متبرع نكتبه له لعله يحضره لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من حياة أطفال الدقيقة تفرق فى بقائهم على قيد الحياة من الأطفال، وهناك حالات وفاة من الأطفال حدثت بسبب نقص الدواء بالفعل ومن هذه الأدوية فى المقدمة ثلاثة أدوية ليست موجودة وليس لها بدائل والأطفال فى أمس الحاجة إليها وهى «أرتامين» الخاص بعلاج حمى البحر المتوسط والحمى الروماتيزمية ويعد مضادًا حيويًا، و«ايزوميل إف إل» لبن للأطفال ولا يستطيع الطفل التخلى عنه ونقصانه كغذاء رئيسى له يؤدى تدريجيا إلى الصرع والتخلف العقلى، «اميوران» خاص بتقوية مناعة الطفل وفى حالة نقصانه يؤدى إلى ضعف المناعة وتعرض الطفل  لأى مرض يودى بحياته سريعا.
وأضافت فاطمة: إن القائمة الأهم من الأدوية الناقصة فى مستشفى أبو الريش الجامعى تضم  دواء «اكتوزنك» وهو عبارة عن فيتامين بى للعظام لا يستطيع الطفل التخلى عنه ونقصانه يؤدى إلى تساقط الشعر ومشاكل فى الجلد، «حقن بى كوم» وهو نوع فيتامين آخر يحتاجه الأطفال بشدة، و«ابيكوزيم» فيتامين خاص بالأعصاب يتحكم فى أعصاب الطفل وعدم تناوله يسبب أزمة فى أعصاب الطفل، «فوليك أسيد» دواء يعوض الجسم عن بعض العناصر الذى لا يستطيع جسم الطفل توفيرها ونقصانه يصغر جسم الطفل تدريجيا، «كوناديون» نوع من الدواء الذى يساعد الطفل على وجود سيولة فى الدم ويضمد أى جراح قد يتعرض لها الطفل بدون تلوث ونقصانه يمنع السيولة فى الدم.
د. ولاء فاروق مدير إدارة النواقص بوزارة الصحة قالت: إن أزمة الأدوية فى مستشفى أبو الريش الجامعى تعود إلى أن المستشفى عليه مديونيات بالملايين، ومن هنا تم إيقاف توريد الدواء إليها حتى السداد.
د. أسامة رستم نائب رئيس غرفة صناعة الدواء باتحاد الصناعات المصرية، قال إن هناك أزمة فى 1600 صنف دوائى بينهما 25 صنفًا غير متوافرة على الإطلاق وليس لها بدائل، بالإضافة إلى أن هناك أزمة فى المخزون الرئيسى للمواد الخام الموجود حاليا.
الإدارة المركزية للشئون الصيدلانية التابعة لوزارة الصحة قالت فى نشرتها الشهرية إن نواقص الدواء بشكل رسمى 22 صنفًا ليس لها بديل فى الصيدليات وهى أدوية علاج الذبحة الصدرية وضغط الدم المرتفع وجلطات المخ ومنع الحمل ومرضى السكر وأمراض الكلى وأمراض الكبد والتئام الجروح والأمراض النفسية من بينها أدوية الأطفال.



- 3 حالات وفاة بين أطفال مركز أورام الفيوم.
- حالتان فى مركز أورام المنصورة.
- شكاوى رسمية من مستشفيات سوهاج وأسيوط والوضع السيئ يتفاقم.
- أطباء أبوالريش يطلبون التبرع بشكل ودى من الأهالى بأدوية لإنقاذ الأطفال.
- 25 صنف دواء ضمن قائمة النواقص ليس لها بديل.