مصير حلمى وسعد فى مذبحة «الأضحى»
طارق مرسي
أكثر من ظاهرة تشهدها سينما عيد الأضحى هذا الموسم والتى تكشفها شاشات العرض بعد غدا أولها عودة نجوم الشباك بعد غياب عن المنافسة وهما محمد سعد وأحمد حلمى فى مغامرة جديدة يخوضها كل منهما بعد اتجاه بوصلة الإيرادات لتقليص تأثير نموذج البطل الشعبى محمد رمضان فى مقابل أبطال جدد لأول مرة حسن الرداد والثنائى بعد انفصال ثالثهما شيكو وهشام ماجد وهى ظاهرة تكاد تكون متكررة وتعصف بأى تجمع ناجح، وتعيد للأذهان تجربة ثلاثى أضواء المسرح جورج وسمير والضيف أحمد.
ثانى الظواهر هى عودة ظاهرة الإخوة الأعداء فى شخصيتى دنيا وإيمى سمير غانم، تخوض كل منهما تجربة مختلفة فالأولى مع أحمد حلمى فى فيلم «ألماظ» والثانية مع الوجه الذى يقدم نفسه لأول مرة بطلا «حسن الرداد» وبعد أن جمعتهما الدراما فى «نيللى وشريهان» فرقتهما السينما فى منافسة لا نعرف سوف تحسم لمن، وفى الوقت نفسه تجسد نفس الحالة فى نموذج شيكو وهشام ماجد «حملة فريزر» فى مواجهة أحمد فهمى فى فيلم «كلب بلدى» الثلاثى الناحج تحولوا إلى أعداء منقسمين.
أما ثالث الظواهر فهى حالة الارتباك التى أصابت أصحاب الأفلام المتنافسة وتمثلت فى تغيير أسماء الأفلام أكثر من مرة وهى ظاهرة لأول مرة تحدث فى موسم واحد والمبررات غير واضحة أو منطقية وربما تعود لعدم الاستقرار على الاسم التجارى الجاذب للجمهور.
أما رابع الظواهر فهى إصرار «محمد رجب» على دخول المربع الذهبى ببطولة جماهيرية بعد تعثر محاولاته السابقة وخصوصا «سالم أبو أخته» و«الخلبوص» وربما تكون هذه الفرصة هى الأخيرة فى مشوار «أكون» أو «لا أكون».
بخلاف الظواهر فى سينما العيد فإنها سوف تشهد أيضا مغامرات كبيرة ربما تكلف صاحبها خسائر فادحة لعل أخطرها استقرار محمد سعد على الظهور بشخصيته الحقيقية والتخلص من «الكاركترات» التى اشتهر بها بدءا من «اللمبي» ثم كركر وبوحة ومشتقاتهم وبعد تراجع أسهمه على مذبحة التكرار قرر تقديم نفسه من جديد بشخصيته الحقيقية وهى فى الواقع تؤكد موهبته وإمكانياته الأصلية، ولكنها قد تعصف بنجوميته الكبيرة لاعتياد الجمهور على «الفارسير» محمد سعد الذى يفجر الضحك بإيفيهاته الكوميدية التى منحته الشهرة والمجد والمؤكد أن «سعد»يترقب ردود فعل الجمهور فى اختبار حقيقى وفاصل فى مشواره الفنى رغم التلويح بشخصية «حنكو» التى يجسدها على غرار بوحة وكركر.
أما النجم أحمد حلمى وهو المتخرج من رحم «عبود على الحدود» مثل «سعد» فإنه يعود إلى السينما بعد غياب عامين بعد ما قدمه عام 2014 تجربته «صنع فى مصر» وشهدت السينما خلال العامين تغيرات كبيرة أسفرت عن تبدل صورة البطل والمزاج العام للجمهور فى ظل أزمات مطردة لا تتوقف بعد ثورتى مصر.. «حلمي» الذى احتفظ لسنوات طويلة بصورة راسخة للكوميديا الهادفة بمضامين نسفت أكذوبة خلو الأعمال الكوميدية من المعنى مع تميز مشروعه بمخاصمة الابتذال والافتعال والخروج على النص.. فتش فى أوراقه القديمة وعاود التعاون مع مخرجه المحبب خالد مرعى بعد أن قدم معه قبل 8 سنوات ثلاثة أفلام ناجحة وهى «آسف على الإزعاج» و«بلبل حيران» و«عسل أسود».. ولم يكتف «أحمد» بالاستعانة بمرعى بل إنه استدعى «دنيا سمير غانم» الذى قدمها معه فى فيلم «إكس لارج» والذى حطم فيه الأرقام القياسية فى الإيرادات والمسجلة لزميله محمد سعد.
فيلم «لف ودوران» الآن - و«ألماظ حر» سابقا لأحمد حلمى محاولة لاسترداد الزعامة والعودة وإلى تراك المنافسة من جديد.. وأمام «حلمي» فرصة جديدة لتعثر طرح فيلم «محمد رمضان» وربما تأجيله.. هذا التأجيل الذى يكون لأسباب سياسية سينمائية حتى لا يدخل «رمضان» فى زحمة غير مضمونة فى حضرة «سعد» و«حلمي».. ورغم هذا فإن كل الاحتمالات واردة.>