الأربعاء 8 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

فلول.. إستبن.. والله أعلم!

فلول.. إستبن.. والله أعلم!
فلول.. إستبن.. والله أعلم!


زوجتى العاقلة.. الخبيرة بشئون المحمر والمعمر.. وصوانى البطاطس والمكرونة بالبشاميل.. المشغولة دوما بالمسلسلات والإعلانات والكليبات والأغانى.. زوجتى هذه هجرت المطبخ فجأة.. زهدت شغل البيت.. قاطعت قنوات الرقص والتمثيليات.. احترفت شغل السياسة.. فتسمرت أمام شاشة التليفزيون وقد هجرت الزاد والزواد.. تتابع الأخبار والموجز والتوك شو.. ولم تكتف.. بل استضافت الجارات والصديقات لمتابعة ما تيسر من أحداث الساعة فى ندوات يومية.. يتبادلن الآراء والأفكار.. ويحللن الموقف فشر خبير استراتيجى محترف.. ويتكلمن فى الانتخابات وقانون العزل والإعلان الدستورى وحيثيات الإدانة وأسباب البراءة.. وأزمة التأسيسية والتوافق الوطنى.. إلى آخر هذا الهرش مخ الذى حرمنا من صوانى المسقعة وصحون الفتة والبامية بالعكاوى التى راحت أيامها يا حرام!
 
بالأمس.. جلست المدام تفسر ما خفى من بواطن الانتخابات.. قالت: أنتم معشر الرجال قليلو الأصل.. تستمتعون بتعذيب البشر.. تمارسون السادية على جمهور الناخبين.. مع أن المسألة واضحة وضوح الشمس الساطعة!
 
قالت المدام: إن عيبكم معشر الرجال أنكم مترددون.. تعانون العجز والإحباط مع أنها لحظة فارقة فى تاريخ مصر.. وعد غنمك يا جحا.. تجد أنهما اثنان من المرشحين لا ثالث لهما.. ومع هذا رحتم تتخبطون بين مرسى وشفيق والمسألة ليست معقدة هكذا.
 
هل تعلمون أيها الرجال أن شفيق يحظى بالإجماع فى صفوف الزوجات والجنس الناعم واللطيف.. فهو وسيم شيك يشبه نجوم السينما الخواجات.. ثم إنه أرمل طازة.. ومن غير المستبعد أنه يبحث عن بنت الحلال.. ولا تنس أنه منحاز للمرأة يقف وراءها على الحلوة والمرة.. عكس مرسى الذى يبدو متشددا مع بنات حواء.. دعك من تصريحاته الأخيرة تؤكد أنه لا يمانع فى تعيينها نائبا له.. إنه تصريح يدخل فى باب الضرورات التى تبيح المحظورات.. وهل لاحظت أن الشيخ الحوينى أنذره صراحة أن تعيين المرأة فى منصب قيادى كفر وحرام؟
 
عيب شفيق الوحيد.. أنه فلول خالص.. وجميع أعضاء حملته من الفلول.. وأصدقاؤه ومعارفه من الفلول.. وجميع تصريحاته الوردية تذكرنا بتصريحات رجال الحزب الوطنى زمان.. وهى تصريحات تفطس من الضحك عن الأمن والأمان والرخاء والاستقرار.. وهو كلام يليق بالشعراء الرومانتيكيين.. ولا يليق أبدا بالسياسيين المحترفين الذين يزنون كلامهم بميزان الذهب قبل أن يطلقوا تصريحا واحدا.
 
هرشت زوجتى صلعتها اللامعة ثم صرخت بعصبية: هل لاحظت أن الأخ مرسى يبشرنا بحاجة اسمها مشروع النهضة.. هو كلام إنشاء.. هو يعلم أننا نعلم أنه كلام فى الهواء.. للاستهلاك المحلى.. أو قل إنه كلام الليل المدهون بزبدة.. ونحن لا نمانع أبدا فى إعطائه الفرصة لرئاسة مصر.. لولا أن الثنائى صفوت حجازى ومحمد البلتاجى يحيطان به فى الرايحة والجاية.. هما يشبهان بهروز والمليجى.. جوز الخفر مع العمدة صلاح السعدنى فى «ليالى الحلمية».. غيابهما أفضل من حضورهما.. وفى كل مرة ينطقان كفرا ويستفزان السامعين.. وينفران الناخبين والناخبات عندما نتصور أن بهروز والمليجى سوف يصبحان من القادة فى المستقبل القريب..!
 
تدخلت حماتى فى الحوار العاصف.. قالت وهى تغالب دموعها إنها حزينة لصعود شفيق الذى لا تحبه.. لكنها غاضبة لوجود مرسى الذى لا لون له ولا طعم ولا رائحة ولا حضور ولا شعبية.. وأنها كانت تتمنى نجاح بثينة كامل التى لم تتمكن من جمع التوكيلات الشعبية.. مع أنها اشترت كام جلابية فلاحى لزوم التصوير والدعاية الانتخابية!
 
قالت زوجتى تنهى الحوار: إن ساعة الحسم قد دقت بالفعل.. وعلينا أن ندقق فى الاختيار بين شفيق الفلول ومرسى الاحتياطى.. فمن نختار بالضبط؟!
 
قبل أن أجيب وأتكلم.. صرخت المدام: غلط.. أنت دائما تختار المرشح غير المناسب.. فكر مرة أخرى!