فيروس «سى» يحاصر 3 قرى بالمنوفية
رحمة سامي
ظاهرة غريبة تنتشر بين مواطنى قرى محافظة المنوفية، حيث تزداد نسبة الإصابة بفيروس «سى وبى» بشكل ملحوظ، فى ثلاث قرى وتجاوز عدد حالات الإصابة أربعة آلاف مواطن خاصة بين النساء.
أهالى القرى نظموا قوافل طبية لإجراء التحاليل التى كانت نتيجتها صادمة بتفشى المرض اللعين بين المواطنين.. الاتهامات وجهت إلى المياه التى يتناولها المواطنون المختلطة بالصرف الصحى، والعابرة فى مواسير أكلها الصدأ، والخضروات التى تروى بالمياه الملوثة بمخلفات كاسحات الصرف وغيرها.
«روزاليوسف» التقت مع أهالى قريتى زاوية ناعور ونادر لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء تفشى المرض بين المواطنين.. محمد عبدالمولى بدأ حديثه بالتأكيد أن السكان قاطعوا مياه الصنابير، ولجأوا إلى الجراكن التى يباع الواحد منها «بجنيهين» بعد انتشار أمراض السرطان وفيروس «سى وبى» بين سكان قريتنا والقرى المجاورة.
فى معمل تحاليل بالقرية التقينا مع الممرضة نجلاء، فقالت: «قمنا بتجهيز القافلة للتجول داخل القرية والقرى المجاورة نتيجة لزيادة نسبة المرض بشكل ملحوظ فى الفترات الأخيرة، وتم تخفيض تكلفة التحليل لمساعدة المواطنين، ولاحظنا أنه توجد أسر كاملة تحمل فيروس «سى، وبى» منها حالة أصيب الأب فى البداية ثم انتقل المرض إلى الأسرة بأكملها، وحالات أخرى مثل إصابة الأب والأم، أو الأخوة فى نفس الأسرة.
وأثناء تواجدنا بالمعمل تحدثنا إلى أحمد ربيع الذى أتى ليعرف نتيجة تحليله لفيروس «سى، وبى» ويجرى اختبارًا لوالدته حيث اتهم المياه بأنها السبب الأساسى فى انتقال الفيروس، والذى أكد أن 60% من أهالى القرية مصابون بالمرض، وأن أسرته بأكملها مصابة، المكونة من والده ووالدته وشقيقه بالإضافة إليه.
وأشار إلى أن حلاقى القرية يلعبون دورًا كبيرًا فى نقل العدوى من خلال أدوات عملهم خاصة شفرة الحلاقة التى تستخدم لأكثر من فرد.
الدكتور محمد قنديل بمركز التحاليل بالقرية، أكد أن القافلة التى فحصت قرى زاوية الناعورة، ونادر، جزيرة الحجر، وجدت أن نسبة المصابين بالمرض 35% من بين الذين أجروا التحليل.
مشيرًا إلى أن نسبة النساء الحاملات للفيروس فاقت الرجال، كما يوجد نحو عشر أسر كاملة فى زاوية الناعور حاملة للمرض، لافتًا إلى أنه لا يوجد أطفال يحملون الفيروس إطلاقًا نتيجة للتطعيم ضد «الفيوسويبدا» من سن 18 إلى 45 عامًا.
وقال إن أغلب طرق نقل العدوى ترجع إلى الحلاقين، وغياب نظام الصرف الصحى عن القرية، والأملاح المتراكمة فى جسد الفلاحين فى القرية من مياه الشرب.
ويقول ممدوح جزر عمدة قرية نادر، التى تعد من أكثر القرى الحامل أهلها فيروس «سى، وبى»: القرية بأكملها قامت بتركيب فلاتر المياه منذ 5 سنوات حتى تستطيع استخدامها والبعض يقومون بشراء جراكن المياه المفلترة،لافتاً إلى أن الكثير من الأهالى يستخدمون الترع فى تنظيف الأوانى، وحتى لا يمتلئ خزان المياه الخاص بالمنزل، ونفس المكان يتم فيها غسيل الملابس الخاصة بحاملى الفيروس مما يسهل انتشار الفيروس.
عماد حمدى، أحد أعضاء حملة «فينا خير»، ذكر أن الحملة بدأت فى مايو الماضى لفحص أهالى القرى بالتنسيق مع وكيل وزارة الصحة بالمنوفية.
إجمالى الحالات الخاضعة للتحاليل 8028، والمصابون بالفيروس «سى» 1147، ومائة حالة بفيروس «بى»، وأن 318 حالة تلقت العلاج المجانى بمستشفى حميات ميت خلف، و12 حالة قاموا بشراء العلاج على نفقتهم الخاصة، أما الحالات المصابة بالسرطان فلا تتجاوز 15 حالة.
وصرحت المهندسة سهام الخياط، رئيس الوحدة المحلية بالقرية أن مشكلة الصرف الصحى فى طريقها للحل، حيث يجرى البحث الآن على مكان مناسب لتنفيذ المشروع.







