عودة «فلول الجبلاية» والله المستعان
ثروت البعثي
فى الوقت الذى اشتعلت فيه معركة انتخابات الرئاسة، والاستعداد لجولة الإعادة انقلبت الأوضاع داخل وخارج اتحاد الكرة بعد أن تزايدت فرصة فلول الجبلاية فى العودة لإدارة شئون اللعبة فى الانتخابات القادمة، والمقرر لها رسميا بعد دورة الألعاب الأولمبية التى ستقام فى لندن فى شهر يوليو القادم، حيث جرت مناقشات واجتماعات شهدتها كواليس الجبلاية فيما بين بعض أعضاء اللجنة التى تدير الاتحاد حاليا، وبين بعض أعضاء مجلس إدارة الاتحاد المقال والذين يحق لهم الترشيح فى الانتخابات القادمة وفى مقدمتهم أحمد مجاهد وكرم كردى وجمال محمد على، بالإضافة إلى هانى أبو ريدة نائب رئيس الاتحاد المستقيل والذى مازال عضوا بالاتحاد بحكم عضويته بالاتحادين الإفريقى والدولى.
وتعد عملية التسويف التى تتبعها اللجنة التى تدير شئون الاتحاد من العوامل الرئيسية الأولى فى زيادة فرص فلول الاتحاد السابق فى العودة لإدارة الاتحاد، خاصة أن خطة تلك اللجنة نجحت حتى الآن فى عدم الدعوة لعقد جمعية عمومية غير عادية للاتحاد لإفساد خطة المعارضة فى الإطاحة بفلول الجبلاية وحرمانهم من الترشيح فى الانتخابات القادمة، خاصة مع بداية العد التنازلى لدورة الألعاب الأولمبية، والتى بمجرد الإعلان عن افتتاحها يصبح من المستحيل إجراء أى جمعية عمومية ليس فى اتحاد الكرة فقط وإنما فى جميع الاتحادات، حيث إنه من الطبيعى ووفقا للائحة والقانون، ويقتضى الأمر توجيه الدعوة لعقد جمعية عمومية فى اتحاد الكرة لانتخاب مجلس إدارة جديد، وبالتالى ليس من المنطق توجيه الدعوة لجمعية عمومية غير عادية تتمكن معارضة الجبلاية من خلالها إسقاط مجلس إدارة الاتحاد المستقيل أو المقال، بالإضافة إلى أنه مازالت لجنة الجبلاية تتعلل إلى الآن بعدم وصول تعديلات اللائحة التى ينتظر اعتمادها من الاتحاد الدولى «الفيفا» وحصولها على الدعم الكامل من المجلس القومى للرياضة بعدم توجيه الدعوة لجمعية عمومية غير عادية حتى لا تتاح الفرصة للمعارضة لتنفيذ أهدافها.
وقد خرج سمير زاهر رئيس الاتحاد المستقيل من اللعبة تماما، وأصبح هانى أبو ريدة الوحيد الموجود فى بؤرة اهتمامات الفلول باعتباره المرشح لمنصب الرئيس، وهو الذى كان يدير الأمور فى الفترة السابقة بالتنسيق مع رجاله فى الاتحاد بعد الإطاحة برجال سمير زاهر جميعا ولم يعد باقيا منهم إلا عزمى مجاهد واتفقوا جميعا على التخلص منه بعد الانتخابات، فى إطار خطة توزيع المناصب داخل الاتحاد على رجال هانى أبو ريدة، ورغم محاولات مجدى عبدالغنى المستميتة فى العودة إلى اتحاد الكرة أملا فى حصوله على منصب إدارة شئون اللاعبين إلا أنه تم الاتفاق على عدم منحه تلك الفرصة والإطاحة به أيضا، وما يجرى الآن معه من مشاورات لمجرد تنويمه فقط، ولكن تم الاتفاق على عودة حازم الهوارى للجنة الكرة الخماسية وسحر الهوارى عضو بمجلس الإدارة كسيدة منتخبة ولرئاسة لجنة كرة السيدات، بينما سيتم إسناد لجنة شئون اللاعبين إلى أحمد مجاهد، بينما سيكون كرم كردى فى الصورة أيضا، وعلى أن يرجع أنور صالح لمنصبه مديرا تنفيذيا للاتحاد بعد أن أدى دوره بنجاح فى تنفيذ خطة إجهاض الجمعية العمومية غير العادية، وبالنسبة لأحمد شوبير فمازالت حوله بعض علامات الاستفهام، لكن سيتحدد موقفه بصفة نهائية بعد انتخابات الرئاسة يومى 17,16 يونيو القادمين، فإما أن يشعر بالأمان المطلق ليتقدم للترشيح لمنصب نائب الرئيس مع هانى أبو ريدة، أو يقفز للترشيح لمنصب الرئيس ويناطح أبو ريدة فيه.
فى نفس الوقت الذى لوح فيه الدكتور كرم كردى عضو مجلس الإدارة المستقيل بأنه إذا لم يشعر بالأمان تجاه هانى أبو ريدة فسوف يتقدم أيضا للترشيح على منصب الرئيس، وهذا ما دفع بعض الأندية الأعضاء بالجمعية العمومية إلى محاولات الاتصال بهانى أبو ريدة باعتبار أنهم يرفضون الانشقاق وأنه لابد من مواجهة قوية مع المعارضة، خاصة أن قوامها بالفعل ليس قليلا وتعمل بتنسيق غير عادى منذ فترة طويلة ويقودها تيار له أياد فى الجمعية العمومية من بينهم فايز عريبى رئيس نادى طنطا وإيهاب صالح والدكتور عمرو عبدالحق رئيس نادى النصر السابق.
وترفع جبهة الفلول شعار العودة ضد تيار أصحاب المصالح الخاصة فى اتهام صريح لجبهة المعارضة لإجهاض مخططها فى اكتساب أرضية جديدة فى الوقت الذى ترفع جبهة المعارضة شعار التصدى ضد الفلول، باعتبار أن هانى أبو ريدة كان عضوا بمجلس الشعب قبل الثورة وأنه لا ينبغى له العودة لإدارة شئون الاتحاد.
فى الوقت الذى مازالت المشاورات السرية مستمرة بين الأهلى والزمالك قطبى الكرة المصرية لرفضهما التام خضوع اتحاد الكرة لسيطرة الفلول من المعارضة، وأن كلا من الجبهتين لا تصلحان لإدارة الكرة المصرية، وأنه حان الوقت للسيطرة على الكرة المصرية إداريا مثلما تتم السيطرة عليها جماهيريا وفنيا، ويقود تلك الحملة حسن حمدى رئيس النادى الأهلى وممدوح عباس رئيس نادى الزمالك، خاصة أن الأسلوب الذى تدار به اللعبة الانتخابية هو نفس الأسلوب القديم وبنفس العنوان ونفس القواعد حتى المجلس القومى للرياضة يلعب نفس الدور فى إدارة لعبة الانتخابات فى اتحاد الكرة ويحمى الفلول بغض النظر عن تغيير رئيسه من حسن صقر إلى عماد البنان، خاصة أن الأخير أيضا يقوم بحماية واضحة للجنة اتحاد الكرة فى إجهاض عقد الجمعية العمومية غير العادية، وما يجرى ويحدث بداخله من قرارات تكون تحت مسمع ومرأى من المجلس القومى للرياضة، والذى يصمم على أن يعود الفلول للجبلاية بشتى الطرق.