الأمن مقصر.. ولن نترك حق «بنت الكنيسة»

روزاليوسف الأسبوعية
تلقى أحداث سحل وتعرية امرأة كبيرة السن مسيحية بقرية الكرم فى محافظة المنيا التى اشتعلت بسبب (شائعة حب) بين مسيحى ومسلمة بظلالها الكئيبة والمهينة على أهالى القرية.
ومما يزيد سخونة المشهد أن المنيا محافظة كثيرا ما تتجدد فيها أحداث طائفية بسبب علاقات حب أو نزاع على الأرض أو فرض لسطوة.. وفى تلك الأجواء تنشط الجماعات المتطرفة لتستغل الشعور الدينى لدس أفكارها المسمومة فى عقول البسطاء.
هذا ما يقوله الأنبا مكاريوس أسقف المنيا الذى لم ينف ولم يؤكد ما إذا كانت جماعة الإخوان وراء الفتنة، لكنه قال بين السطور هذا المعنى مرارا.
ــ لماذا نفى محافظ المنيا حدوث اعتداءات على الأقباط؟
كان هذا قبل اجتماعنا به.. وخلال الاجتماع واجهنا المحافظ بكل الحقائق التى لدينا وأوضحنا له الصورة كاملة وأقتنع أن هناك تعديا وقع على بعض منازل الأقباط وتم حرقها وإتلاف الممتلكات وسرقتها وتجريد سيدة مسنة من ملابسها.
ــ هل هناك تنسيق مع مسئولين بالدولة للتعامل مع الأزمة ؟
هناك العديد من الجهات التى تزور المنيا حاليا وتقوم بتقصى الحقائق واعداد التقارير لاتخاذ بعض الإجراءات القانونية.
ــ ما تلك الجهات؟
هناك عدد كبير من نواب مجلس النواب يجتمعون حاليا فى المنيا كلجنة تقصى حقائق لإعداد تقارير تقدم فى المجلس وسيتم بمقتضاها استجواب وزير الداخلية.
ــ هل ترون أن هناك تقصيراً أمنيا فى التعامل مع الأحداث؟
أجهزة الأمن بالمدينة كانت على علم بوقوع الاحداث قبلها وقد نصح رئيس المباحث الشاب القبطى أشرف عبده الذى طالته الشائعة بمغادرة المدينة هو أسرته حفاظاً على حياته وهو ما كان.. فلماذا لم يتخذ الأمن من التدابير ما يحول دون وقوع تلك الأحداث؟
ــ ما الإجراءات التى كان يمكن اتخاذها؟
هناك فرق بين التعامل الأمنى مع الأحداث والتعامل الجنائى فالتعامل الأمنى يهدف فى المقام الأول لمنع الجريمة قبل وقوعها، وهو ما كان يوجب على الأمن نشر بعض القوات بالقرية تحسباً لوقوع تلك الأحداث.
هناك حس أمنى لدى رجال الأمن يستشعرون به ما يمكن أن يحدث من جرائم خاصة أن هناك معلومات قد توافرت لديهم أن هناك احتقانا طائفيا فى القرية وبالتأكيد لديهم من الإجراءات الأمنية ما يحول ضد وقوع الجرائم، ولكن تلك الإجراءات لم تتخذ.
ــ وماذا عن التعامل الجنائي؟
التعامل الجنائى هو التعامل مع جريمة تمت بالفعل، وهذا التعامل لم يكن أيضاً على المستوى المطلوب فرغم إبلاغ الأمن فور وقوع الأحداث فإن قوات الأمن لم تتواجد إلا بعد مرور ساعتين من وقوع الأحداث مما أدى إلى اشتعال المنازل ونهبها.
ــ لماذا تأخر إصدار بيان المطرانية ستة أيام بعد وقوع الاحداث؟
لم نتأخر فى إصدار البيان، ولكننا كنا ندرس الصيغة التى سوف يخرج عليها البيان فالسيدة التى تمت تعريتها كانت ترفض الحديث عن الامر لما يمثل ذلك من إحراج وعار لها وفضلت أن تحبس آلامها وتتحمل الظلم الذى وقع عليها، ولكنها لم تستطيع أن تتحمل كثيرا وذهبت وقدمت بلاغا بما حدث.
ــ ما تفاصيل تعرية السيدة وتجريدها من ملابسها؟
قام شخصان من المعتدين بسحب السيدة خارج منزلها ومزقا ثيابها من عليها حتى تعرت تماما كما ولدتها أمها، وتم الدفع بها فى عرض الشارع وسط سبها ولعنها والتعدى عليها بالضرب المبرح، ولم تجد السيدة غير الاختباء تحت إحدى السيارات تجنباً للفضيحة إلى أن قامت إحدى السيدات الكريمات بإدخالها إلى منزلها وأعطت لها ملابس وغطتها.. هذا مع العلم بأن المشهد استغرق دقائق معدودة.
ــ هل تم تجريس السيدة وزفها فى شوارع القرية؟
لا لم يتم هذا مطلقا،ً ولم يحدث وهذه ليست معلومات لدينا، ولكن السيدة جاءت لنا وحكت كل ما حدث معها بالتفصيل.
ــ كيف تعاملتم مع المتضررين من الحادث؟
قمنا باستدعائهم مع الآباء الكهنة بالقرية واستمعنا لشكواهم ووقفنا على حجم الضرر الذى أصاب كل منهم وقدمنا لهم المساعدات المالية والعينية المتاحة.
ــ هل تقدم المتضررون ببلاغات ؟
لا لم يتقدم أى أحد منهم ببلاغات ولكن تم استدعاء البعض منهم بمعرفة النيابة العامة لسماع أقوالهم والإدلاء بشهادتهم حول الأحداث
وقد تم القبض على 5 أشخاص من الجناة وليس كلهم وهناك بعض الأسماء مازالت مطلوبة.
ــ ذكر بيان المطرانية أن المعتدين عددهم 300 ؟
نعم ولكن ليس جميعهم مشاركين فى الأحداث فهناك من خرج مع المحرضين مشاركا فى القطيع كما أن هناك أيدى خفية توجه هذا القطيع.
ــ من هى الأيدى الخفية التى توجه القطيع؟
لا أستطيع أن أجزم بتلك الجهات التى تحرض على الفتنة داخل المنيا فالأمر يتكرر كل أسبوعين أو ثلاثة أسابيع ودائماً فإن ردود الأفعال فى بعض المشكلات تفوق بكثير الأفعال، فمثلا ليس من المنطقى أن تؤدى شائعة عن علاقة لا يوجد عليها أى دليل لإشعال قرية.
إذن هناك من يستغل مستصغر الشرر لإشعال النار.. لكنى لا أستطيع أن اتهم أحدًا.
ــ ألا ترى أيدى للإخوان والسلفيين فى الاحداث؟
لا نريد خلط الأوراق بين الأحداث الإرهابية التى تقع وبين تلك الأحداث الطائفية التى تنشأ نتيجة الطبيعة القبلية للمجتمع فهذا كفيل بتسويف قضيتنا.
المطلوب أن يعاقب الجناة من المحرضين ويأتى للسيدة حقها.
ــ من هم هؤلاء المحرضون؟
هناك أسماء لدى جهات التحقيق كما أن التحقيقات سوف تسفر عن المتسبب والمحرض على الأحداث ولن أكشف أى أسماء احتراما للتحقيقات التى تجرى وحفاظا على سريتها.
هل هناك مساع لاحتواء الأزمة؟
رفضت كل المحاولات لتسوية الأمور بشكل ودى فلن يفرض علينا كل مرة صلح جائر يضيع حقوقنا.. أرفض الجلسات العرفية فكلها جلسات إذعان ورضوخ ولكننى أطالب بإعمال القانون أيا كانت النتائج.
ــ هل هناك دور لبيت العائلة فى الأزمة؟
رفضت أيضا مساعى بيت العيلة فأنا أرفض تطييب الخواطر فهذه كلها مداهنات لعمل توازنات مجتمعية على غير أساس فكيف لنا عمل تلك التوازنات وهناك انتهاك لسيادة القانون وكيان الدولة؟
ينبغى علينا أولا تأكيد هيبة الدولة ثم نسعى بعد ذلك لعمل تلك التوازنات وهذا الأمر سابق لأوانه الآن فكل ما نريده الآن هو إعمال القانون وقد رفضت محاولات كثيرة من المسئولين لعمل صلح جائر تضيع فيه الحقوق.
ــ هل هناك تواصل مع قداسة البابا؟
نعم هناك تواصل دائم ومستمر مع قداسة البابا تليفونياً ونطلع قداسته على كل المستجدات أولاً بأول وهو يتابع معنا كل كبيرة وصغيرة.
ــ هل تم الاتفاق مع قداسة البابا على إجراءات بعينها؟
لا توجد بعد أى إجراءات تتخذها الكنيسة ولكن قداسة البابا أصدر بياناً من النمسا أوضح فيه موقف قداسته وطالب بضبط النفس وتعقب الجناة.
ــ هل سيقطع البابا زيارته للخارج بسبب الأحداث؟
لا أظن ذلك فجدول زيارات البابا فى الخارج يسير كما خطط له وهناك بالداخل من يتابع الأحداث.
ــ هل تم القبض على أى من أقباط القرية؟
لا لم يحدث ذلك.