شهود تحرش جامعة الفيوم: سمعنا بس مشفناش
حسين فتحي
تسيطر قضية عميد كلية دار العلوم، المتهم بالتحرش بزميلته الدكتورة تحية عبد التواب أستاذ النحو والصرف بالكلية، على الأحداث بجامعة الفيوم التى وصلت بسرعة البرق إلى نيابة قسم الفيوم، حيث باشر أحمد حسيب وكيل نيابة القسم، التحقيق فى الاتهام الذى وجهته السيدة لرئيسها بمحاولة التعدى عليها جنسيا، وهو ما يؤكد المدعى عليه أنه تلفيق للنيل من سمعته.
وأمام نيابة الفيوم بسكرتارية تحقيق روبى عشرى وتحت إشراف المستشار محمد الخولى المحامى العام الأول لنيابات المحافظة، قالت الدكتورة تحية عبد التواب، 37 عاما، وتقيم بقرية دسيا، وتتهم الدكتور صابر مشالى عميد الكلية بالتحرش بها داخل مكتبه، يوم السبت قبل الماضى فى نحو الساعة الرابعة عصرًا.
وفى إجابتها عن سؤال المحقق عن كيفية التحرش بها، أوضحت أنها دخلت لعميد الكلية لمناقشته فى بعض الأمور التى تخص القسم، وفجأة نهض واتجه نحوها وقام بوضع يده على ذراعها قائلا «عايزة كل حاجة تخلص، ريحينى وأنا أريحك».
وتؤكد المدعية أن «عميد الكلية يقصد المعنى السيئ من التحرش»، مستكملة: «قمت بالصراخ وقذفته بحذائى وخرجت مسرعة خارج المكتب أستغيث بالموجودين، وشاهدتنى زميلتى الدكتورة أمانى أستاذ اللغة الفارسية، وعامل البوفيه واسمه وليد عبد النبى».
وتنوه أستاذة النحو أنها حكت لزميلتها ما حدث من العميد، فاصطحبتها من يدها، بعد أن أحضر لها عامل البوفيه «فردة» حذائها التى تركتها داخل مكتب العميد، ثم اتجهنا لمكتب الدكتور خالد حمزة رئيس الجامعة، وحكت له الواقعة ثم تقدمت بمذكرة بما حدث.
وتأكيدا على صحة كلامها، قالت الدكتورة إن معها «سى. دي» لمظاهرات الطلاب وهم يرفعون لافتات ضد عميد الكلية، فى اليوم التالى للواقعة بعدما سمعوا عنها، لأن الواقعة حدثت فى يوم إجازة للطلاب»، ثم شددت على أنه لا توجد بينها وبين العميد أى خلافات، وأن علاقتها به علاقة عمل.
أما الدكتورة أمانى حامد أستاذ اللغة الفارسية بكلية دار العلوم بجامعة الفيوم، فقالت خلال التحقيقات إنها كانت فى دورة المياه وسمعت هرج ومرج صوب مكتب العميد ووجدت الدكتورة تحية منهارة فهدأت من ثورتها، حيث كانت ترتدى حذاء فى قدم والأخرى من دون حذاء، فسألتها عما حدث فحكت لها.
غير أن الشاهدة أكدت أنها لم تشاهد شيئا بعينيها، قبل أن تشدد على أنها حضرت لتشهد بأن زميلتها كانت فى حالة انهيار بسبب ما فعله العميد، الذى نفت بدورها وجود أى خلافات لها معه.
ثم جاء الدور على عامل البوفيه الخاص بمكتب العميد، الذى قال: إنه لم ير شيئا لأنه كان مشغولا فى عمل بعض المشروبات داخل البوفيه القريب من مكتب عميد الكلية، لكنه أضاف أنه لم يشاهد عميد الكلية وهو يضع يده على ذراع الدكتورة تحية.
وفيما يخص دوره فى القصة، قال وليد «شاهدت الدكتورة تصرخ وتطالبنى بإحضار حذائها من داخل المكتب، فقمت بإحضار الحذاء وأعطيته لها وبعدها انصرفت إلى خارج الكلية ولم أشاهدها مرة أخرى».
وعقب التحقيقات، قررت نيابة قسم الفيوم تكليف المقدم وائل عبدالحى رئيس مباحث قسم الفيوم، بإجراء التحريات حول الواقعة وتقديم أى أدلة ممكنة لبيان الحقيقة.
أما الدكتور صابر مشالى عميد الكلية، فقال خلال اتصال تليفونى إنه لم يمثل للتحقيق بعد، وأكد أن الواقعة بمجملها ملفقة للنيل منه لحساب بعض أعضاء هيئة التدريس السابقين التابعين لجماعة الإخوان، وأنه لم يقم بوضع يده على جسم الدكتورة من الأساس، وكان يقصد بكلمة «ريحينى» التفاهم فى الشغل فقط، خاصة أنها لم تقم بعملها على خير وجه، وأنها فقط تريد افتعال أزمة.
ويتساءل العميد: «ماذا يعنى قيام الطلاب بتحطيم كاميرات المكتب قبل تفريغها وقيامهم بالتظاهر ضدى ورفع أحد وكلاء الكلية على الأعناق؟»، ويلوح بأنه حقق نجاحات كبيرة خلال الفترة القصيرة التى تولى فيها الكلية، حيث أحضر الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف والدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف قبل الواقعة بأيام، كما أنه أصغر عميد تولى هذا المنصب على مدار تاريخ جامعة الفيوم، وأن الأساتذة الكبار يشهدون بتاريخه العلمى وكفاءته فى إدارة الكلية، بحسب تعبيره.
ويضيف: «من غير المعقول أن شخصا عاقلا يقوم بوضع يده على سيدة من دون سابق معرفة، ولا يجوز أن يتم ذلك بالمصادفة»، موضحا أن «ما حدث هو مجرد تصفية حسابات بهدف إبعادى عن الكلية، والتحقيقات ستكشف الحقيقة ومن الصادق ومن الكاذب ومن وراء هذه الواقعة للتشهير بى، وستكشف التحقيقات أيضا من الذى استدعى الطلاب فى اليوم التالى لمحاولة تحطيم مكتبى».
وفى نهاية الاتصال، قال العميد: «أنا والله العظيم مظلوم.. مظلوم.. وحسبى الله ونعم الوكيل فيمن ظلمنى».>







