عميد جامعة بدرجة «عنتيل»

حسين فتحي
فضيحة اتهام عميد جامعة الفيوم بالتحرش بعضوة هيئة التدريس داخل مكتبه، أشعلت الجامعة وطلابها، ليتحول الحرم الجامعي إلى ساحة اتهام متبادل بين أطراف عديدة وساحات للتظاهر والمطالبة بإقالة العميد قبل ساعات من إقامة المؤتمر الثانى والعشرين، لتبادل التدريب الطلابى بين عشر دول عربية والذى تنظمه الجامعة. الغريب في الأمر أنه بعد الحادث بدقائق خرجت مسيرة من طلاب جماعة الإخوان الإرهابية للتنديد بالواقعة حاملين أستاذا جامعيا ومطالبين بتنصيبه عميدا الأمر الذي يثير تساؤلات عديدة، فهل للجماعة يد فيما حدث، أم أنها مجرد تصفية حسابات بين العميد وأعضاء هيئة التدريس، أم أنها مجرد سوء تفاهم؟
تعود وقائع القضية التي حدثت بداية الأسبوع الماضى، عندما خرجت أستاذة النحو الدكتورة تحية عبدالتواب أحمد (31 سنة تقيم بقرية دسيا التابعة لمركز الفيوم) وهى تصرخ خارج مكتب العميد الدكتور صابر مشالى: «إلحقونى العميد كان عايز يتحرش بيا .. مسك أيدى وقالى ريحينى وأنا أريحك» وهناك اشتعلت الأحداث وكأن هناك سيناريو كان معداً سلفا، حيث خرج عشرات الطلاب المنتمين للجماعة الإرهابية محاولين الفتك بالعميد، كما تطوع بعض من أعضاء هيئة التدريس فى التشهير بعميد الكلية، وبعدها انطلقت مسيرة من طلاب الجماعة الإرهابية نحو مبنى رئيس الجامعة وهتفوا بسقوط العميد ورفضهم لاستمراره، ثم عاد هؤلاء الطلاب إلى الكلية رافعين الدكتورمحمد أبو المجد معتبرينه عميدا للكلية!
الدكتورة تحية عبدالتواب أحمد، صاحبة واقعة التحرش تروى:«هناك مشكلة خاصة فى قسم النحو والصرف، وأنا أحد أطرافها حيث سحب منى العميد التوقيع على أى أوراق، فذهبت إلى مكتبه للاستفسار عن طريقة لحل المشكلة، فوجئت بالعميد ينفعل علىَّ بصوت عال أنا «معين من فوق وميشغلنيش حد» ثم فوجئت به يضع يده على ذراعى قائلا «ريحينى وأنا هريحك».
وتضيف: «لم أتمالك نفسى وقمت بخلع حذائى وألقيته عليه، ثم أطلقت الصراخ حيث تجمع العشرات من الطلاب نحو المكتب وحاولوا الاعتداء عليه.
وتشير الدكتورة تحية إلى أن تقاليدها الريفية لا تقبل هذا العبث والتجاوز فى الكلام والتصرفات .
وقالت إنها تقدمت ببلاغ ضد العميد بقسم شرطة الفيوم، وللمحامى العام لنيابات الفيوم،وقيد برقم 3758 لسنة 2016 إدارى الفيوم - وحررت مذكرة لرئيس الجامعة، الدكتور خالد حمزة تتضمن ما حدث من وقائع، ومرفقة بأسماء بعض الشهود.
على الجانب الآخر يقول الدكتور صابر مشالى، عميد الكلية، والمتهم بالتحرش إن هذه الدكتورة مدفوعة من عناصر تنظيم الإخوان الذين يملأون الكلية، وأن ما حدث من اتهامى بالتحرش شىء لا يصدق، خاصة أننى متزوج ولدىًّ 5 أولاد وهذه الأشياء لا يمكن أن أفعلها.
مؤكدا أن الواقعة مدبرة خاصة أنها جاءت قبل ساعات من عقد المؤتمر الدولى للتبادل الطلابى بين جامعة الفيوم وجامعات من 10 دول عربية .
ويضيف أن أسلوب التظاهر واستدعاء وسائل الإعلام هو أسلوب جماعة الإخوان، وأن وراء تحريض الدكتورة، عميد الكلية ووكيلها السابقان واللذان كانا ينتميان لجماعة الإخوان واللذان تم استبعادهما العام الماضى.
وقال إن أعضاء هيئة التدريس المتعطشين لمنصب العميد هم وراء تأجيج الوضع واشتعاله لإبعادى من موقعى .
أخذنا بعض آراء وأقوال شهود عيان من داخل الجامعة كي نتعرف على الحقيقة كاملة، فقالت الطالبة «م أ» بالفرقة الثالثة: «أثناء امتحان الشفوى فوجئنا بالدكتورة أمانى بقسم الفارسى تصرخ وتقول العميد بيتحرش بزميلتى».
وتضيف أن بعض الطلاب قاموا بنزع كاميرا المراقبة الخاصة بمكتبه حتى لا يتم التعرف عليهم ثم قام 3 من طلاب الاشتراكيين الثوريين و6 أبريل ومعهم طلاب الإخوان بإشعال المظاهرات فى الكلية.
أحد الأساتذة بكلية دار العلوم قال إن عميد الكلية وقع فريسة عدم قدرته على احتواء المحيطين به من أعضاء هيئة التدريس والعاملين معه, خاصة أن الدكتور مشالى نجح بشكل كبير فى تحفيز الكثيرين ضده وجعل من نفسه هدفا سهلاً لاصطياده، وهو ما حدث فى واقعة الدكتورة تحية.
وأوضح أنه يعلم بقيام أجهزة رقابية بالتحرى عن الواقعة، وتساءل عن سر قيام بعض الطلاب بتحطيم ونزع كاميرات المراقبة الموجودة أمام وداخل مكتب عميد الكلية، وهو ما يدل على وجود دراسة وترتيب للواقعة وربما وجود علم مسبق بالحادث.
الدكتور خالد حمزة رئيس جامعة الفيوم قال فور علمه بالواقعة، دعوت لمجلس جامعة طارئ صباح اليوم التالى للواقعة حيث تقرر إسناد الإشراف على الكلية للدكتور أحمد جابر شديد خلال فترة الامتحانات مع إحالة الواقعة للنيابة العامة وبعدها يتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضد المدان.
وأشار رئيس جامعة الفيوم إلى أن الواقعة لو صحت بعد التحقيق لايمكن السكوت عنها وسيكون هناك جزاء رادع.