حجز جثمان طفل 16 يوما لحين وجود «شهادة فقر»!

تخلت القنصلية المصرية بالرياض عن مواطن مصرى تعرض لكارثة فى الغربة، ففى موقف مؤلم وحزين لجأ المواطن إلى قنصلية بلده بالرياض لتحقيق حلمه ودعمه فى نقل جثمان طفله. مسئولو القنصلية طالبوا الأب بدم بارد بشهادة فقر ويغلقون أمامه الأبواب ثم يجتمعون مع قيادات الإخوان على شرف جثة الطفل الراحل.
المشكلة تخص مواطنًا مصريًا من محافظة أسوان يدعى سليم حمدان سليم يعمل بالسعودية منذ أكثر من 20 عامًا بالإحساء بالمنطقة الشرقية.. الرجل كان يعيش مع أسرته - زوجته وأربعة أولاد - ماتت الزوجة منذ شهور قليلة، فأخذ ولديه إلى السعودية لإكمال الدراسة ويوم الثلاثاء 22 سبتمبر قبل وقفة عيد الأضحى المبارك، يوم عيد ميلاد ابنه 12 عامًا الذى طلب احتفالاً بالمناسبة لم يعرف أن القدر كتب نهايته، كان الطفل يجرى فرحًا فى حديقة الملك فهد بن عبدالعزيز وذهب بجوار أحد أعمدة الإنارة وسط بعض المياه وعندما لمس عمود الإنارة سقط على الأرض وسط صرخات الجميع، حمل الأب ابنه بسرعة إلى أحد المراكز الطبية القريبة من الحديقة الذى فشل فى إنقاذه، ثم إلى مستشفى الملك فهد بالمنطقة الشرقية وحاول الأطباء إنقاذه دون جدوي.
والد الطفل لجأ إلى القنصلية المصرية بالرياض واتصل بمساعد القنصل أمين حسان الذى يتباهى بأن والده كان عضو أمانة السياسات ومن المقربين لجمال مبارك وبدلا من دعم الأب وإرسال مندوب من القنصلية للمطالبة بحقوقه وتحمل القنصلية نقل جثمان الطفل على نفقتها حوله مساعد القنصل إلى الموظف المختص الذى عنف  والد الطفل وأخبره أن القنصلية ليس لديها ما تقدمه له وعندما طلب الأب دعم القنصلية فى نقل الجثمان على نفقتها بناء على تعليمات قيادات الدولة ووزارة الخارجية، طلب منه إحضار شهادة فقر من مصر!! لكى تتولى القنصلية نقل ابنه.
الأب طلب من القنصلية إرسال مندوب للمطالبة بحقوق ابنه الذى لقى مصرعه لإهمال الحديقة ولم يهتم أحد من العاملين بالقنصلية بمطالبه.. وأصبح أمام الأب أمران كلاهما مر إما أن يوافق على تشريح جثة ابنه لإثبات مصرعه بالكهرباء والحصول على حقوقه.
والأمر الثانى أن يجمع نفقات نقل الجثمان من أقاربه وأهله ويرسله إلى مصر، بعد أن ظل الجثمان 16 يومًا بثلاجة الموتى واستمرار الحزن بين أهله بأسوان لأن إكرام الميت دفنه.. تحمل الأب تكاليف محاولة إنقاذ ابنه فى المستشفى التى بلغت أربعة آلاف ريال، ثم اشترى الصندوق ودفع جميع تكاليف عودة جثة ابنه ودفنه بأسوان.
أقارب والد الطفل استغاثوا بوزير الخارجية ومساعد الوزير لشئون القنصلية لسرعة التدخل لتحريك القنصلية بالرياض.
سليم حمدان والد الطفل قال إنه وكل محاميًا للمطالبة بدية ابنه وأنه يسعى لتوصيل ما حدث معه إلى وزير شئون الهجرة ولن يتوقف عن المطالبة بحقوقه.
والمؤسف أن القنصلية عقدت قبل إجراء المرحلة الأولى من الانتخابات لقاء ضم القنصل ماجد نافع وأمين حسان مع عدد من القيادات الإخوانية بالجالية لبحث عودة صندوق رعاية المصريين بالسعودية الذى سيطر عليه الإخوان وحضر اللقاء كل من ممدوح كرام وخضر حجازى، وفرج الله يوسف وأشرف الكرم ود. أشرف حمودة ويوسف النحاس ومصطفى المزمل وجميعهم كانوا يعملون بصندوق رعاية المصريين وجمعية التطوير الإخوانية ومعروف آراؤهم وانتماءاتهم من خلال صفحات التواصل الاجتماعى.