«مازنجر» يحارب «داعش» قريبًا

هالة أمين
ليس الأمر خيالًا علميًا، ولا فيلمًا من أفلام هوليوود، فالحروب المقبلة هى حروب الآليين، وسيكون مسرحها على الأرجح منطقة الشرق الأوسط كالعادة، فمثلما كان العراق إبان العدوان الأمريكى معملا للسلاح الأمريكى، ستكون الحرب الجديدة ضد الجماعات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم الدولة الإسلامية «داعش».
فقد نصح «لوكاس بينتو» المحلل الأمريكى والمحامى الدولى الرئيس باراك أوباما باستخدام جيش من الجنود الآليين لهزيمة تنظيم داعش وجميع الجماعات الإرهابية. بينتو نشر تقريره فى مجلة The Diplomat اليابانية، موضحًا فيه أن الذكاء الاصطناعى قد يوفر مزايا تكتيكية أعلى من الجنس البشرى، وأن إدخال جيش من الآليين سيرفع من القدرة على اختيار أهداف حاسمة دون تدخل بشرى. وقال بينتو إن الإعلام الغربى هاجم الروبوتات القاتلة بشكل كبير خلال الأشهر الأخيرة، رغم أن تلك التكنولوجيا ستعمل على اصطياد الإرهابيين، حيث إن الحرب السياسية والعسكرية على داعش تكلف الكثير من حياة الأبرياء وتدمر دولًا بأكملها. وبالإضافة إلى استخدام الروبوتات العسكرية لمحاربة الإرهابيين، يمكن أن تستخدم الروبوتات لتعزيز أهداف سلمية، مثل حماية القوافل الإنسانية ومخيمات اللاجئين، والمدارس، والمستشفيات، والمتاحف، وستكون تحت الإشراف البشرى والسيطرة عليها. وأضاف «بينتو» أن التطورات والإبداعات العلمية المتطورة لابد أن تعمل على إحلال السلام العالمى عن طريق استخدامها كسلاح لهزيمة الإرهاب، فيما أكد باحثون أن الجنود الآليين سيكونون جيش المستقبل والذى يمكن أن يتصوره البعض أنه أحد أفلام الخيال العلمى فى هوليوود. وسيكون هذا الإجراء حلا ثوريا فى الحرب ويماثل اختراع القنبلة الذرية أثناء الحرب العالمية الثانية، وسيكون نصف الوحدات العسكرية الأمريكية بشرية والنصف الآخر آلية، وربما تؤدى تلك الخطوة إلى جعل آلات عديمة الضمير تقوم بالعمل القذر نيابة عن الجنود. وتأتى الولايات المتحدة فى مقدمة الدول التى تسعى لإنشاء جيش من الآليين، كما أن روسيا والصين وباكستان وإيران تسعى لمثل هذا الجيش الآلى، وقد بدأت تلك التغييرات بالفعل مع استخدام الطائرات بدون طيار أو الآلات القادرة على التعامل مع القنابل فى مناطق الحروب، ولكن القلق الكبير أن يتم استخدام الجنود الآليين أيضا من قبل الإرهابيين لتنفيذ العمليات الإرهابية. ويحرص الجيش الأمريكى على تصميم جنود آليين للقيام بمجموعة أوسع من المهام بدءاً باصطياد القناصة إلى الخدمة فى الحراسات الليلية، وتوجيههم فى مهمات تجسس. وأوضحت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن من مميزات هذه الآليات أنها لا تحمى الجنود فقط بل إنها لا تحيد عن هدفها أبدا وتستخدم عينا رقمية لا تطرف، أو ما يعرف بالتحديق المستمر الذى يكشف أصغر حركة، كما أنها لا تصاب بالفزع تحت وابل النيران. ومع ذلك فإن الفكرة القائلة بأن وجود رجال آليين مزودين ببنادق قد يكملون أو يحلون محل الجنود البشر مازالت مصدر خلاف كبير، ولأن الآليين يمكن أن يشنوا هجمات بأقل مخاطرة للناس الذين يعملون معهم، فإن المعارضين يقولون إن المحاربين الآليين يقللون عوائق الحرب ويجعلون الدول أكثر تهورا فى استخدام السلاح بدون تفكير، ويؤدى ذلك إلى سباق تسلح تقنى جديد. ويقول مراقبون إن الحروب ستبدأ بسهولة جدًا وبتكاليف أقل بكثير مع تزايد الاعتماد على الآليات، لكن المدنيين سيكونون فى خطر أكبر بسبب التحديات فى التمييز بين المقاتلين والأبرياء. وأشارت الصحيفة إلى أن المشكلة برزت بالفعل مع طائرة «بريداتور» والتى تجد أهدافها بمساعدة جنود على الأرض لكنها كانت تدار آليا من الولايات المتحدة ولأن المدنيين فى العراق وأفغانستان ماتوا نتيجة أضرار غير مباشرة أو تحديدات خاطئة، فقد سببت بريداتور معارضة دولية وأثارت اتهامات بجرائم حرب، ولكن يرى آخرون أن أنظمة الأسلحة المراقبة ببرامج حاسوب لن تتحرك بدافع الغضب أو الحقد، وفى حالات معينة تستطيع أن تتخذ قرارات أفضل من البشر فى ساحة القتال. ووفقا للتقرير فهناك أنواع كثيرة من الجنود الآليين تتضمن العديد من التقنيات التى يمكن أن تستخدم فى أجواء مختلفة فى الجو وتحت الماء وعلى الأرض، ومنها أنظمة آلية تحت الماء تتحكم بذكاء فى أسراب الدلافين لكشف الألغام المائية وحماية السفن فى الموانئ. وقالت شبكة فوكس نيوز الأمريكية إن الجنرال روبرت كون رئيس قيادة قسم التدريب والتثقيف فى القوات البرية الأمريكية صرح بأن الحرب التى ستتم عبر جنود آليين قادمة، موضحا أن الجيش الأمريكى يعمل على التغيير إلى قوة أصغر تكون أشد فتكا وأسرع على الانتشار والحركة من خلال استبدال الجنود التقليديين بجنود آليين وآليات ذكية. وأشار الجنرال كون إلى أن هناك مهمات فى الجيش يمكن أن يقوم بها جنود آليون وبذلك يتم تقليل عدد الأفراد قائلا: إن القوى البشرية هى السبب الرئيسى لارتفاع التكاليف. ورأى التقرير أن استبعاد الجنود البشر عن الحرب سيلغى أيضا وازع الضمير فى فعل الحرب، وقد اعتبر المخرج البرازيلى أن الولايات المتحدة انسحبت من فيتنام لأن الجنود الأمريكيين كانوا يلقون حتفهم وكان هناك ضغط شديد لإنهاء الحرب، مضيفا أن أمريكا انسحبت من العراق لأنها لاقت خسائر بشرية كبيرة والآن حين تستغنى عن الجنود وتستعيض عنهم بجنود آليين فستختفى تلك الروح وستستمر الحروب حتى الإبادة، لأن الجندى البشرى ربما يعصى أمرا صادرا إليه ويجادل بأنه أمر لا إنسانى فى حين أن الاستعاضة عنه بآلة تجعل أى انتقادات كهذه غير واردة، ولذلك فإن الجندى الآلى سيغير العالم. كما كشفت صحيفة «تايمز أوف إنديا» عن أن الصين تعمل على تحديث روبوتات تتسم بأن لديها مهارات وإمكانيات عسكرية متطورة، وذلك بهدف اكتساب بيانات مهمة تتعلق بالقيادة والسيطرة والدعم. وقالت الصحيفة إن الحكومة الصينية أماطت اللثام عن بحث يحمل اسم «التوظيف المتنوع للقوات المسلحة فى الصين» مضيفة أن القوات المسلحة الصينية تولى اهتماما كبيرا بالجنود الآليين، مؤكدة وجود هؤلاء المقاتلين الآن فعليا. وكانت أمريكا قد اتهمت الحكومة الصينية بتعمد اختراق شبكات الكمبيوتر الدفاعى الأمريكى للتجسس؛ بهدف سرقة تقنيات تفيد فى تطوير برنامجها للتحديث العدسكرى الذى يتسارع بوتيرة كبيرة. وقدمت وزارة الحرب الأمريكية البنتاجون تقريرا إلى الكونجرس يتناول التطور العسكرى الصينى، وتضمن التحذير من اقتراب بكين من تحديث طائدرات ستيلث متقدمة التكنولوجيا، وبناء أسطول من حاملات الطائرات لتعزيز انتشارها العسكرى فى أعالى البحار. وجاء فى التقرير أن الصين تتجسس على الشبكات الإلكترونية، وهو ما يشكل خطورة وتهديدا، لأن من يستطيع القيام بهذه الاختراقات للتنصت يستطيع استهداف البرامج والشبكات بهجمات. وتقوم الشركات الروسية المصنعة للأسلحة، دائما، بابتكار العديد من التقنيات والمعدات الحديثة التى تزيد من قوة الجيش الروسى ودعم الترسانة الحربية الخاصة به، وقد ابتكرت شركة «أورال فاجون زافود»، سلاحا جديدا وهو عبارة عن حيوانات مفترسة تحمل أسلحة ثقيلة، وفى الحقيقة هى ليست حيوانات حقيقية ولكنها روبوتات، قال نائب المدير العام للشركة المصنعة إلكسى جاريتش، إن الوحوش المستقبلية التى تحمل الأسلحة، ستتمكن من لفت الانتباه خلال الفترة المقبلة.