كباريه قداسة الأنبا أرسانى

عادل جرجس
زيارة الأنبا أرسانى أسقف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية إلى إسرائيل مارس الماضى لأداء مناسك زيارة الأماكن المقدسة كانت القشة التى قصمت ظهر البعير وأخرجت الأقباط عن صمتهم وتسببت فى اشتعال ثورة ضد أرساني، فالرجل لا علاقة له بحياة الأسقف الراهب الزاهد فى الحياة الذى يفنى نفسه من أجل صلاح شعبه، فهو يعيش كملك أو سلطان وسط رعيته لا يرتدى إلا أفخر أنواع الحرير، ومولع باستخدام الذهب النقى المصنوع بدقة ومهارة، فصليب يده ذو الحجم الكبير من الذهب الخالص النقى المصنوع بدقة ويعد تحفة فنية أبدع فيها صانعها، كذلك الأيقونة التى يعلقها فى صدره حتى الأوانى المستخدمة فى الصلاة كلها من الذهب الخالص.
الأنبا أرسانى نظرا لضخامة حجمه والسمنة المفرطة لم يجد سيارة يستطيع أن يدخل فيها. ويستعملها فى تنقلاته فقامت إحدى أفخر شركات صناعة السيارات العالمية بناء على طلبه بتصميم سيارة (ليموزين) خاصة به فارهة الطول والعرض، والسيارة عبارة عن مسكن خاص متنقل به كل أنواع الرفاهية، وهو ليس أسقفا عاديا بل هو ملك متوج داخل الكنيسة فى هولندا، يتعامل مع شعبه على أنه بطريرك فيكفى أنه استنسخ لنفسه كرسياً من الكرسى البابوى ليجلس عليه ويضع على رأسه تاجاً لا يضعه فى الكنيسة إلا الأب البطريرك فهو المترفع عن العامة وملتصق بالصفوة الذين يغدقون عليه هداياهم الذهبية التى ترد لهم فى صورة منافع ومصالح، نظرا لما يحيط به نفسه من غطرسة وكبرياء فقد أطلق عليه حرافيش الكنيسة فى هولندا لقب (جلالته).
منع زيارة القدس
مع اقتراب عيد القيامة العام الماضي، الذى يقوم فيه بعض الأقباط بزيارة القدس للتبرك بالأماكن المقدسة تلك الزيارات التى منعها البابا شنودة، واستمر المنع مع مجيء البابا تواضروس الثاني، وهناك عقوبات كنسية توقع على من يخالف، ومازالت مقاطعة القدس موقفاً وطنياًَ تاريخياً تتبناه الكنيسة القبطية فى مواجهة الاحتلال الصهيونى للأراضى الفلسطينية، ومع اقتراب حلول العيد قام أرسانى بتذكير شعبه بتحريم زيارة القدس، وأن من يرتكب ذلك الفعل الشنيع سوف يكون موقف الكنيسة معه حازما وتوعد بالويل والثبور وعظائم الأمور لكل من يذهب إلى القدس.
الأنبا أرسانى فجأة قام بتنظيم رحلة على مستوى سياحى وذهب مع صفوه لزيارة الأراضى المقدسة وهو ما أشعل غضب الشعب القبطى فى هولندا وتوالت الرسائل على الكاتدرائية فى العباسية مطالبين قداسة البابا بمحاكمة ارسانى وعزله لمخالفته لقوانين الكنيسة الباباوية وذهب لزيارة القدس فى رحلة امتدت 11 يوما، ولكن أرسانى استطاع بعلاقاته برجالات البابا فى المقر الباباوى أن يمنع أصوات الشعب من أن تصل إلى أسماع قداسة البابا.
بارون القمار
(روزاليوسف) حصلت على وثائق حول وقائع فساد داخل الكنيسة فى هولندا، رغم رفض الجميع الحديث عن فساد أرسانى فهو وثيق الصلة بكل دوائر المال والأعمال ورجال الدولة، ويستطيع أن ينتقم من أى شخص يسرب معلومات عنه، لكن (رضا نيقولا) وهو رجل أعمال يمتلك سلسلة مطاعم فى هولندا تحدث بكل صراحة وجرأة وفتح لنا خزائن أسرار إيبارشية هولندا فقال : (يستمد الأنبا أرسانى قوته وجبروته من التحكم فى سيل من مصادر التمويل فهو البارون المسيطر على بزنس (ماكينات القمار) فى هولندا، وقد بدأ أرسانى فى تكوين ثروته منذ نحو 30 سنة، حيث كانت الإيبارشية من الإيبارشيات الفقيرة، وكان جميع المهاجرين الأقباط لا يملكون قوت يومهم وكانت أسهل وسيلة لجمع الأموال هى العمل فى (ماكينات القمار)، فكانت الشركات المالكة لتلك الماكينات تعرض علينا أن نقوم بتأجير أحد المحلات نظير أن تقوم الشركة بدفع الإيجار وتضع عددا من (ماكينات القمار) حسب مساحة المحل، على أن يتم اقتسام صافى الربح من تلك الماكينات بنسبة 49 ٪ للشركة و51 % لصاحب المحل، وكانت تدر علينا ربحا وفيرا يصل إلى ألفى جيلدر هولندى يوميا، أى ما يعادل أربعة آلاف جنيه مصري، واستفدنا جميعا وتمكنا من تكوين ثروات من (ماكينات القمار) استخدمناها فى إقامة مشروعات خاصة بنا فيما بعد، وكنا نقوم بالتبرعات بسخاء للكنيسة وكان الأنبا أرسانى وقتها راهباً موفدا من قبل قداسة البابا شنودة الثالث لتأسيس الإيبارشية وعلى ما يبدو فإن بزنس (ماكينات القمار) قد استحوذ على اهتمام أرسانى فقام بجلب شباب من مصر، وقام بتأجير محلات لهم ووضع ماكينات القمار بها ويكون دخلها بالكامل لصالح الراهب والكنيسة نظير رواتب وإقامات للوافدين الجدد).
وعن كيفية تنامى هذا البزنس يضيف (نيقولا): هناك 2000 كنيسة فى هولندا معروضة للبيع من إجمالى 13000 كنيسة، وعدد الكنائس المعروض للبيع مرشح للزيادة نتيجة انتشار الفكر العلمانى والقانون الهولندى لا يمنع بيع الكنائس وتحويلها إلى متاجر أو حانات أو حتى مساكن ويقوم الأنبا أرسانى بشراء هذه الكنائس المعروضة للبيع وتحويلها لأندية قمار ويديرها شباب مصرى يملك تلك النوادى صوريا، أما المالك الحقيقى الخفى البعيد عن العين فهو الأنبا أرساني).
بورصة السمسرة
لم يكتف البارون أرسانى ببزنس ماكينات القمار، ولكنه أنشأ بورصة داخل الكنيسة للسمسرة تحت ستار (كنتين) وناديٍ اجتماعي، ففى هذا الكنتين يجتمع صفوة الأقباط فى هولندا وتتم على موائد الطعام عقد صفقات البزنس بين رواد الكنتين وينتشر فى الكنتين سماسرة أرسانى لـ(توفيق راسين) فى البزنس، وعند إتمام الصفقات تذهب عمولة السمسرة للأسقف، والكنتين ليس مجالا للبزنس فقط ولكنه للتعارف وتكوين العلاقات بين بعض الرجال والنساء، فهناك من لديه تصريح زواج، بعد أن طلق زوجته ويبحث عن زوجة جديدة، وهناك من جاء لتكوين علاقات غير زوجية، وفى كل هدا فإن السماسرة جاهزون لتلبية كل رغبات زبائن الكنتين والروايات كثيرة عما يتم داخل الكنتين.
الكاهن ذئب النساء
يقول نيقولا عن تجربته الشخصية: تزوجت عن حب من زوجتى وأكرمنى الله بإنجاب طفلين كانا ثمرة هذا الزواج وكنا نعيش فى سعادة مثل أى زوجين، ولكن سعادتنا هذه لم تدم طويلا، فلقد التف حول زوجتى رفاق السوء وطلبوا اصطحابها إلى «الكنتين»، وما هى الا فترة وجيزة حتى دبت الخلافات بيننا وتحولت حياتنا إلى جحيم، وبالصدفة عرفت من طفلًْى الصغيرين بأن القس «ي» دائم التردد على منزلى فى غير وجودى وواجهت زوجتى ولكنها ثارت فى وجهى وذهبت إلى الكنيسة لطلب الطلاق، ذهبت إلى الأنبا أرسانى وشكوت له فقال لى حاول ضبطهما وهما معاً وأخيرا وقع الطلاق ولكن الأمر العجيب هو أن الكنيسة منحت زوجتى «تصريح زواج ثان» ورفضت منحى مثل هذا التصريح .
إشعال قضية مريم
لانعرف بعد لماذا يريد بارون هولندا إشعال نار الطائفية داخل مصر من على بعد؟ ففى خطوة غير محسوبة قام الأنبا أرسانى بتحريض من تم تعريفه بأنه رئيس الاتحاد الأوروبى للجاليات المصرية عن استعداد الاتحاد لعمل فحص جنائى لأوراق الطالبة مريم ملاك ـــ الشهيرة بطالبة الصفر ـــ لدى جهة هولندية مستقلة ومعتمدة من قبل وزارة العدل الهولندية وعلى نفقته الخاصة، وذلك حال عدم قبول النيابة بالتقرير الفنى الاستشارى الذى أعدته الدكتورة منى الجوهرى للقضية وعدم إنصاف الطالبة مريم من قبل النيابة، بعد أن أجرى رئيس الاتحاد اتصالات بإدارة هندسة الطب الشرعى الوطنى التى أبدت استعدادها الكامل لعمل الفحص لأوراق الطالبة هذا الإجراء لايوجد له أى مبرر، خاصة أن أوراق الطالبة تم فحصها مرتين من قبل الطب الشرعى والنيابة العامة وأثبتت التقارير أن أوراق الإجابة تخص الطالبة وأنها نقلت الأسئلة فى ورقة الإجابة وأنها تستحق الصفر فلماذا المزايدة على القضاء المصرى ومؤسسات الدولة ولمصلحة هذا التشكيك
«روزاليوسف» حاولت الاتصال بالأنبا أرسانى عن طريق المدير المالى بالمطرانية فى هولندا الذى أفاد أن نيافته مشغول فى الاحتفال بعيد رهبنته، وسوف يخبره ليرد علينا فى وقت لاحق نظن أنه لن يأتى وهنا يتبقى لنا بعض الأسئلة التى نطرحها على الكنيسة وعلى رأسها قداسة البابا، ومنها إلى متى ينتهك رجال الكهنوت قرار حظر زيارة القدس ويذهبون إلى هناك ويحرمون ذلك على العامة، فالأنبا أرسانى ليس الأول ولا الأخير؟ وهل حان الوقت لكى تفعل الكنيسة منظومة رقابية مالية ومحاسبية على مصادر أموالها.