السبت 19 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

انتهت مرحلة النضال المسلح ضد النظام ودخلنا فترة الحوار السلمى

انتهت مرحلة النضال المسلح ضد النظام ودخلنا فترة الحوار السلمى
انتهت مرحلة النضال المسلح ضد النظام ودخلنا فترة الحوار السلمى


يؤكد قادة التحالف الوطنى السودانى أن مرحلة النضال المسلح من النظام الحاكم قد انتهت، وبدأت مرحلة النضال السلمى، للخروج من مأزق الحكومة الإسلامية، سعد نصر الدين السيد أحد القادة إبان اشتداد المعارك بين قوى المعارضة السودانية ونظام الإخوان المسلمين الحاكم فى الخرطوم فى سنوات التسعينيات من القرن الماضى دعا إلى تأسيس حزب علمانى ينتمى إليه المسلم والمسيحى واللادينى والوثنى يعبر عن التحالف الوطنى.
تحدث سعد الذى يشغل منصب نائب رئيس المجلس المركزى لحزب التحالف الوطنى السودانى وأحد قادة الجبهة الوطنية العريضة فى حواره مع «روزاليوسف» بالقاهرة عن تجربة التحالف وعلاقته  بالحركة الشعبية وانفصال جنوب السودان، وموقفه من التسوية السياسية الجارى الإعداد لها فى أديس أبابا، وأطروحة التحالف الفكرية والسياسية والموقف على الساحة السودانية.
∎ حدثنا عن تجربة التحالف السودانى.. الميلاد.. الفكرة.. الجسد؟
- نشأ التحالف عندما استدرك بعض السياسيين وضباط الجيش ممن ساهموا فى التجمع الوطنى الديمقراطى للانتفاضة فى العام 1985 خطورة انقلاب الجبهة الإسلامية (الإخوان المسلمين) فى30 يونيو1989 بقيادة (البشير - الترابى)، فسعى الضباط إلى التواصل والتفكير، وفى الوقت الذى قام النظام باستفزاز كل الكيانات السياسية والحزبية وكل قطاعات الدولة المدنية والعسكرية، قامت مجموعة من الضباط الأحرار بتنظيم أنفسهم فى كيان سياسى عسكرى، الهدف  منه تحقيق عمل عسكرى مناهض للجبهة الإسلامية، واتفقوا على أهمية الالتحام بين العسكريين والمدنيين معا، فدعوا إلى تجميع هذه القوى بالتركيز على من شاركوا فى الانتفاضة ضد جعفر نميرى، وكان الرأى أن النظام لن يذهب إلا بنفس الطريقة التى أتى بها وهى القوة، وقدم العمل العسكرى وقتها على السياسى، لأن النظام تحدى المجتمع السودانى ككل وقال رئيسه: (من زرعنا فى هذه الأرض عليه أن يقتلعنا) و(نحن أتينا بالقوة ومن يرد ذهابنا عليه أن يستخدم القوة) وغيرها من عنتريات النظام الإسلاموى.
∎ كيفية مواجهة نظام الإسلاميين؟
- فكرة مواجهة النظام الإسلاموى قائمة وموجودة عبر عنها  العميد(م) عبدالعزيز خالد والقائد العام للجيش فى الديمقراطية الفريق أول فتحى أحمد على والفريق عبدالرحمن سعيد واللواء (م) الهادى بشرى، وهؤلاء كانوا يمثلون القيادة الشرعية للجيش، واختلفوا فى كيفية التصدى للنظام بالقوة، واختلف العميد عبدالعزيز خالد مع هؤلاء القادة وقام بإنشاء التحالف الوطنى السودانى وقوات التحالف السودانية، ونشأت حركة مقاومة وطنية مسلحة وقاد الميدان وقتها عبدالعزيز خالد، كان ذلك فى العام 1994 ثم وقع العميد عصام الدين ميرغنى نيابة عن التحالف السودان على ميثاق التجمع الوطنى الديمقراطى الذى ضم أغلب الأحزاب السياسية السودانية، وقام التحالف بنشاطه العسكرى منفرداً فى البداية ونشاطه السياسى مع بقية الأحزاب، وضم التحالف مفكرين وعلماء وعسكريين وشق طريقه فى الميدان وصارت قوات التحالف السودانية رقما لا يستهان به فى السياسة السودانية.
ونشاط التحالف فى البداية كان يركز على ضم ضباط الجيش المحالين إلى المعاش والعسكريين، ثم بدأنا فى ضم مجموعات من الطلاب والمرأة والنقابات الشرعية والمهنيين والشباب، وكان العمل مركزاً فى الريف وأطراف السودان المختلفة وهى ما عرفت بمناطق الهامش لاحقاً.
∎ قدرة التحالف على النشاط الثورى المسلح؟
 -كنا محظوظين، فقد قام نظام الإخوان فى السودان بدعم حركة الجهاد الإسلامية الإريترية، ودخلت الحكومة الإريترية فى خصام مع نظام (البشير - الترابى)، وسمحت لنا إريتريا بالتحرك من داخل أراضيها، وكنا نقوم بالدخول والخروج الآمن من وإلى أسمرا التى قدمت لنا بعض المساعدات العينية، وقمنا بمعارك ضارية ضد النظام ومن أشهرها معركة «اللفة» وغنمنا منها ما قيمته مليون وسبعمائة وخمسين ألف دولار من سلاح وعربات، وحررنا بعض المناطق فى شرق السودان من أيدى النظام.
ولكن أغلب السلاح كان يأتى من معاركنا مع النظام، كذلك كان المجال مفتوحا لنا عبر إثيوبيا وقمنا بتحرير بعض المناطق ومارسنا فيها إدارة المناطق والعمل المدنى وأجرينا انتخابات فى منطقة «مينزة»، حيث انتخب السكان المحليين قياداتهم وشيدنا مدارس ومراكز صحية ومستشفى، كما ساهم التحالف فى بناء الكثير من المدارس وترسيخ التعليم وقيمة الديمقراطية والسلام فى تلك المناطق، وبدأ فى رفع الوعى بالنسبة للمواطن وحقق التحالف عيشة كريمة من خلال إدارته لتلك المناطق وقام بتأسيس منظمة أمل التى عملت فى الشرق  وقامت بدور فعال فى الشريط الحدودى والأراضى المحررة بدءاً من «قوقان» وحتى «قرورة» فى أقصى الشمال الشرقى، وفتحت قوات التحالف العيادات وساهمت مع  المواطنين فى العلاج وتوفير الغذاء  وتأمين الطرق وحفر الآبار الجوفية لاستخراج المياه وتجميع الرعاة من المناطق والقرى ليتمكنوا من زيادة دخولهم وتحسين أوضاع معيشتهم.
∎ تأثير الحرب الإرتيرية الإثيوبية:
-تفاقم الأوضاع بين إثيوبيا وإريتريا واشتعال الحرب بينهما أدى إلى ابتعاد أديس أبابا وتحالفها مع الخرطوم، وانعكس ذلك الوضع على قوات التحالف السودانى وأغلقت جميع المنافذ التى كنا نستغلها للوصول إلى الجبهة الشرقية فى القطاع الشمالى، واُحتجز المواطنون فى قرى «يابوس» والمناطق المتاخمة لإثيوبيا، وتغير الحال من صداقة حميمة إلى عداء سافر نتج عنه تفكيك قواتنا فى إثيوبيا، وخيروا مقاتلينا ما بين الذهاب إلى السودان وتسليم أنفسهم أو البقاء فى معسكرات اللجوء، إلى أن جاءت بعض المنظمات الحقوقية، وتمكنت من إيوائهم واستخرجت لهم البطاقات والأوراق الثبوتية وأعادتهم إلى قراهم ومأواهم الأساسى.
وفى الجبهة الوسطى المتاخمة للحدود الإريترية والتابعة للتحالف، حاولت بعض قياداتنا المضى قدما فى برنامج الوحدة مع الحركة الشعبية بقيادة الزعيم جون قرنق، ولتلك المحاولة دور فى تفكيك وإضعاف التحالف السودانى، حينما تآمرت بعض القيادات من الجناح السياسى ودفعوا بانضمام التحالف إلى الحركة بدون ضوابط، وهذا ما يعرف بالانقسام الثانى، لأن الانقسام الأول قاده الأستاذ «عبدالعزيز دفع الله»، وكان رئيس الدائرة السياسية وقتها، والانقسام الثانى كان بقيادة تيسير محمد أحمد على، وكان يشغل أيضاً رئيس الدائرة السياسية، وكان متطلعاً لإكمال الوحدة فى غمضة عين دون أن يسبقها دراسات وأسس ثابتة، بحيث يتمكن التحالف السودانى والحركة الشعبية من وضع أسس السودان الجديد إلا أن دكتور تيسير عجل بهذه الخطوة واتضح أن هناك اتهامات بينه وبين رئيس المكتب التنفيذى العميد عبدالعزيز خالد، خرجت إلى السطح واتهم تيسير عبدالعزيز خالد بموالاة نظام الخرطوم وهذا أمر لم يكن صحيحا والتاريخ أثبت ذلك، والتحالف صمد فى مواجهة الانقسامات، وتمكن ببراعة من استعادة مقاتليه وإدخالهم السودان بهدوء دون أن يشعر بهم أى أحد حتى لا يتعرضوا لأذى من النظام واستجمعنا قوانا وانتظمنا فى بناء الحزب الذى ننشده سياسياً وتنظيمياً وقد انتهت مرحلة النضال المسلحة لعوامل عديدة منها الحرب الإثيوبية -الإريترية، ودخلنا مرحلة النضال السلمى، ضد حكومة الطغمة الباغية ونأمل أن تنتهى بانتصار الشعب السودانى على النظام الإسلاموى.
∎ موقف التحالف من الدين والدولة:
- موقف التحالف واضح فى هذه الأمور فهو حزب ليبرالى من ناحية التوجه السياسى يدعو الى قيام دولة مدنية وإلى عدم استغلال العرق أو الدين أو الجنس فى العمل السياسى، وبالتالى فهو من الأحزاب وحسب التصنيف العام الجارى الآن فهو حزب علمانى وينبذ فكرة الأحزاب الدينية، وينتمى إلى حزبنا المسلم والمسيحى واللادينى والوثنى.
∎ هل من أمل فى التسوية السياسية؟
- كل هذه التسويات المطروحة لا تؤدى إلى حل أزمة السودان فمشكلة السودان الحالية هى إزالة حكم تنظيم الإخوان المسلمين الذى سيطر على البلاد زهاء الـ26 عاما  ولم تبق له نظرية وإلا طبقها وفى ما يتعلق بمبادراتهم وادعائهم بأنها ستفضى إلى سلام وهى دائما تفضى إلى المزيد من الاحتقان وتشرذم النسيج المجتمعى فى السودان فهى مبادرة يراد منها تضليل الرأى العام المحلى والخارجى، ونحن نؤمن إيمانا قاطعا بضرورة زوال هذا النظام، ونعمل على ذلك والمعارضة طوال الـ26 عاما ظلت تعمل على تفكيك النظام، منذ أن كانت دعوة شيخهم «حسن الترابى» الذى قال للرئيس: (اذهب إلى القصر رئيساً وسأذهب إلى السجن حبيساً)، وهم الآن يحاولون إعادة ذات السيناريو ونفس الرجل يريد أن يكرر للمرة السابعة، ويجب أن تكون الأخيرة فقد بدأ «حسن الترابى» بالمشروع الحضارى وانتهى بعدم تحضر السودان وبدعوته إلى ذهاب السودان، ولكن المعارضة ظلت تقاوم هذا التيار والكيان، ظلت تقاومه بشبابها ورجالها ونسائها وهذا النظام لا يملك أى شىء مما أتى به، بل تخلى عن أغلب شعاراته، وهو الآن فى أواخر أيامه يتهالك نحو نهاياته، بينما المعارضة فى أولى درجات التعافى ويجب علينا نحن -المعارضين- أن نتفق ونتوحد  فى كتلة واحدة لإزالة النظام والإتيان بالبديل الديمقراطى المنشود، وكلنا ننشد الديمقراطية والدولة المدنية والسلام ولن تأتى هذه المطلوبات إلا بذهاب هذه العصابة من سدة الحكم فى السودان.∎