الجمعة 23 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي

القاهرة بلد الـ 90 ألف مطلقة

القاهرة بلد الـ 90 ألف مطلقة
القاهرة بلد الـ 90 ألف مطلقة


لم يعد وجود امرأة تحمل لقب «مطلقة» غريبا أو مستهجنا فى بلد يضم 4 ملايين مطلقة، وتتعدد الأسباب التى تدعو السيدة إلى الخروج من قفص الزوجية، إدمان الزوج ولجوئه إلى العنف والخلاف السياسى خلال السنوات التى أعقبت ثورة 25 يناير الذى فرق بين الأزواج، للدرجة التى جعلت بعض السيدات يفضلن لقب «مطلقة».
 لم تتخيل سماح سعد، أن حلمها بالزواج مثل أى فتاة سينتى بالانضمام إلى نادى المطلقات بعد أقل من شهر واحد على ارتباطها.
سماح -27 سنة - تعرفت على زوجها بالطريقة التقليدية رشحها أحد معارفها للزوج -37 سنة- فالتقيا فى منزلها للتعرف على أسرتها، ثم تزوجا، وسرعان ما شعرت بالقلق عندما لم يقترب منها زوجها طيلة 3 أيام، لكنها اكتشفت أنه مدمن على العادة السرية ويفضلها عن حميمية اللقاء الزوجى.
تتعدد الأسباب التى تدفع سماح وكثيرات غيرها إلى الهروب من قفص الزوجية، الذى لم يعد يتسع للنساء، تبدأ من الفشل الجنسى من الطرفين لأسباب متعددة أو الخيانة الزوجية، أو التوترات التى تصيب الطرفين إذا كانا من أوساط مختلفة أو تعرض الزوجة لعنف من جانب فارس الأحلام.
تكشف الإحصائيات الرسمية عام ,2014 ارتفاعا لافتا لنسب الطلاق، وصلت لـ 9,10٪ عن عام ,2013 استحوذ الريف منها على نسبة 7,45٪، بزيادة 2,15٪ عن العام السابق، وبلغ نصيب المناطق الحضرية 3,54٪ بزيادة 6,7٪ وفقا لإحصائيات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء الذى أشار إلى أن 3719 حالة كانت عن طريق لجوء الزوجات إلى طلب الخلع.
 وأكدت الدكتورة دعاء عبدالسلام، المتخصصة فى علم النفس العلاجى، مؤسسة حملة (نساء لمستقبل أفضل)، أن عدد المطلقات حسب آخر إحصائية  فى عام 2009 بلغ 4 ملايين مطلقة أغلبهن شابات منهن 90 ألفا فى القاهرة.
 وقالت إن محاكم الأسرة تنظر 250 حالة طلب طلاق يوميا بمعدل حالة كل ثانية، ومعظم طالبات الافتراق عن أزواجهن من بنات الطبقات الميسورة، رغم أنهن يخشين لقب مطلقة، لافتة إلى أن الفقيرات فقط اللاتى يرفضن الإعلان عن  كونهن مطلقات.
ونبهت مؤسسة (نساء لمستقبل أفضل) إلى أن أسباب الطلاق متشابهة بين نسبة كبيرة من السيدات منها الشعور بالندية بين طرفى العلاقة، وخيانة الزوج، وتأتى الأسباب المادية مثل عدم قدرته على الوفاء بمتطلبات الأسرة فى ذيل القائمة إذ إن السيدات لديهن القدرة على التعايش مع الأوضاع المالية الصعبة، وأخيرا إدمان الزوج المخدرات ما يعنى بالنسبة للمرأة عدم قدرته على المشاركة فى تكوين أسرة.
 ويعتبر الجنس عنوان أى زواج- لذا يتسبب الفشل فى ممارسته أيًا ما كان السبب- فى الانفصال ولو بعد يوم واحد من الزواج.
تقول (ميادة. م) 24 سنة، إن زوجها البالغ من العمر 31 سنة، لم يستطع ممارسة علاقة حميمية معها، وبعد 20 يومًا من محاولاته الفاشلة استخدم أسلوب (الدخلة البلدى) فى فض بكارتها، مما سبب لها ألمًا نفسيًا لم تتحمل معه استمرار الحياة  فطلبت الطلاق وحصلت عليه.
 أغرب الأسباب التى تدعو لإنهاء الحياة الزوجية بين رجل وسيدة، كان الخلاف السياسى وهو أمر ظهر بوضوح بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو، حيث طُلقت نعمات التى تعيش فى مدينة نصر، بعد 16 سنة قضتها مع زوجها المنتمى إلى جماعة الإخوان الإرهابية، ورغم أنها شاركت إلى جواره فى اعتصام رابعة، إلا أن موقفها تغير بسبب إصابة أحد أبنائها فى المظاهرات التى نظمتها الجماعة حيث رفضت المشاركة فى فعاليات التنظيم الإرهابى أو مجرد تأييده باللسان.
أما رضوى التى تعيش فى العباسية فانفصلت بعد 6 سنوات من الزواج حيث طردها زوجها الإخوانى، بسبب موقفها المؤيد لثورة 30 يونيو، خاصة مع فشله فى إقناعها بتأييد الجماعة والمشاركة فى الفعاليات المناهضة للقوات المسلحة.
 ولم يعد لقب مطلقة مخيفا أو جالبا لشعور السيدة بالعار أو عقدة النقص، حيث بدأت أعداد كبيرة من النساء بالتعامل مع الأمر بشكل إيجابى مثل تأسيس محاسن 33 سنة إذاعة على الإنترنت لتوعية الفتيات بالأسباب التى قد تحولها إلى مطلقة.
استعانت محاسن، بـ13 فتاة و7 شباب متطوعين، أغلبهم من خريجى كليات الإعلام والمدونين لمساعدتها فى إطلاق راديو المطلقات حيث قدمت (22 برنامجا منها (قبل ما تقولى يا طلاق) و(طليقك على ما تعوديه).
ويطلق أهالى شارع أبو بكر الصديق بمنطقة إمبابة، على إحدى العمارات اسم (عمارة المطلقات) لأن جميع سكانها من السيدات اللاتى فارقن أزواجهن منهن جدة وزوجة وحفيدة.
اعتياد مسألة الطلاق وصل إلى حد تنظيم بعض السيدات والشابات حفلات بمناسبة انفصالهن عن الزوج، حيث توجد دعوات تشبه دعوات حفلات الزفاف، إلى الأهل والأقارب والأصدقاء، وترتدى المطلقة فستانا أبيض، الفارق أن التورتة تحمل عروسة وزوجا مقلوبا، رأسه فى الكريمة.
 وترى سوسن فايد، أستاذ علم النفس بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية أن أسباب هذه الظواهر، محاولة مواجهة الفشل  فى استمرار علاقة اجتماعية للحصول على دعم نفسى، ورحبت بوجود روابط للمطلقات واعتبرتها أمرًا إيجابيا.
ولفتت إلى أن حفلات الطلاق مجرد تقليعة من جانب السيدات الأغنياء اللاتى يعشن فى بيئة منفتحة.∎