الجمعة 4 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الاستعمار البريطاني وإمام المجاهدين




روزاليوسف الأسبوعية : 28 - 08 - 2010


فوجئت في صحيفة الأهرام يوم 15 أغسطس الماضي تحت عنوان «عظماء من الزمن الجميل» بموضوع للزميلة الكاتبة ميرفت شبل جاء فيه أن الشيخ إبراهيم حمروش.. يعد إمام المجاهدين وهو من الشيوخ البارزين الذين تولوا مشيخة الأزهر 1951 فدعا إلي الجهاد ومقاومة المحتل ولما حاصر الإنجليز الشرطة بالإسماعيلية حرض الطلاب علي المقاومة واستثارة الرأي العالمي لتحمل تبعاته في مواجهة هذه المآسي ولكن الملك أعفاه من منصبه 1952 قبل قيام الثورة بقليل، ولد في الخوالد، بمركز إيتاي البارود عام 1880 ونال عضوية كبار العلماء 1934 وقد عارض فضيلته كتابة المصحف بالطريقة الإملائية مخافة تحريفه وأثري المكتبة الإسلامية بمؤلفات عديدة أهمها عوامل نحو اللغة ونال به عضوية كبار العلماء وله مقالات وأبحاث عديدة نشرتها الصحف ورحل عام 1960م.
أعاد لي هذا الموضوع ذكريات أود أن أضيف إليها حقائق تاريخية، وهي أن الشيخ إبراهيم حمروش أصدر تصريحًا فور تعيينه شيخًا للأزهر يحل فيه دماء الجنود البريطانيين في منطقة قناة السويس والتي كانوا قد انسحبوا إليها من أنحاء مصر جميعًا كمحتلين بعد توقيع معاهدة 1936 التي وقعها ثم ألغاها مصطفي باشا النحاس رئيس حزب الوفد الذي تعين الشيخ إبراهيم حمروش في عهده شيخًا للأزهر.. وأثار تصريحه في ذلك الوقت الصحف البريطانية ونشرت صحيفة «التايمز» في صدر صفحتها الأولي أن هذا يعني إعلاناً لجهاد المسلمين ضد المحتلين البريطانيين.
ودبر الاستعمار البريطاني حريق القاهرة مع سلطات السراي والبوليس السياسي يوم 26 يناير 1952 ردًا علي حصار ومعركة جنود البوليس مع قوات الاحتلال البريطانية في الإسماعيلية يوم 25 يناير 1952 الذي أصبح عيدًا للشرطة نحتفل به كل عام حتي الآن.
وكان حريق القاهرة فرصة للاستعمار والسراي لإعلان الأحكام العرفية التي أقال بموجبها الملك حكومة مصطفي باشا النحاس، كما سبق أن أقال جميع الحكومات الوفدية التي وصلت إلي مقعد الوزارة بالانتخابات الحرة.. وأقال أيضًا شيخ الأزهر الشريف الإمام إبراهيم حمروش.
وهكذا تخلص الملك من المعادين للاستعمار البريطاني وشكل أربع وزارات من أحزاب الأقلية خلال ستة شهور حتي قامت ثورة 23 يوليو 1952
- الإسلام.. وأوباما
القرار الذي اتخذه الرئيس الأمريكي باراك أوباما في حفل الإفطار الذي أقامه في البيت الأبيض بمناسبة حلول شهر رمضان.. هو قرار يستحق البحث والتقدير.. لأنه يقف مع الإسلام والمسلمين الذين سبق له أن خاطبهم بعد توليه الرئاسة من القاهرة.
وينهي قرار أوباما ببناء مسجد ومركز إسلامي الجدل الذي أثاره أعداء الإسلام ودافع أوباما عن بناء مسجد باسم حرية المعتقد التي يكفلها الدستور الأمريكي قائلاً: هذا يشمل حق بناء مكان للعبادة ومركزًا للجالية علي ملكية خاصة في منهاتن وفقًا للمراسم والقوانين المحلية، مؤكدًا أن الالتزام بالحريات الدينية دون استثناء من السمات المميزة للولايات المتحدة.
كانت بعض الأصوات المحلية قد عارضت علنًا إقامة مسجد للمسلمين في المنطقة، علي خلفيات دينية، بينما رفض البعض الآخر الاقتراح بحجة الحفاظ علي الموقع لأسباب تاريخية.
ولذا حسم قرار أوباما هذه التناقضات التي تحاول الإساءة إلي الإسلام.. والتي تتجاوب مع ما تقوم به حكومة بنيامين نتنياهو في إسرائيل عندما تمنع المسلمين دون سن الأربعين من الصلاة في المسجد الأقصي في محاولتها المستمرة لتهويد القدس.. وحرمان شعب فلسطين من دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
والأمل أن يرتبط في نسيج واحد.. دفاع أوباما عن حق المسلمين في بناء مسجد ومركز ثقافي لهم.. ومعارضته لما تقوم به حكومات التطرف الصهيوني التي يتزعمها حاليًا بنيامين نيتنياهو، وباراك وليبرمان من خطوات غير إنسانية وغير دينية.. وذلك حتي يتجدد الأمل في مفاوضات مباشرة تحقق السلام الشامل والعادل.. وتعيد لمنطقة الشرق الأوسط الأمن والاستقرار.