الأربعاء 31 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

تصدير عوالم الفرس لمصر وإسرائيل

تصدير عوالم الفرس لمصر وإسرائيل
تصدير عوالم الفرس لمصر وإسرائيل


بعيداً عن تلك الصور النمطية والمعروفة عن المرأة الإيرانية بعد الثورة الإسلامية فى إيران التى قادها «الخومينى»، كسرت بعض الإيرانيات التابوهات ليجعلن لأنفسهن مكاناً فى عالم الرقص الشرقى والمصرى تحديداً، بعضهن عملن فى مصر فى كبرى الفنادق وأثرن جدلاً كبيراً فى العديد من وسائل الإعلام وصرن حديث وكالات الأنباء العالمية، ليعدن لبلادهن ويروجن لأنفسهن بسجل تاريخهن العملى فى احتراف الرقص الشرقى  والصعيدى ويقمن بتدريسه فى العديد من دول العالم.. ليزا اللذيذة، تأتى فى مقدمة الراقصات الإيرانيات اللاتى أثرن الجدل حيث تمكنت من إنشاء مدارس عديدة للرقص الشرقى فى مصر ولندن وعدد من دول العالم، وقامت بتدريب راقصات مصريات وما زالت تتواصل مع بعضهن حتى بعد خروجها من مصر.. نافا أهارونى، نموذج آخر للراقصات الإيرانيات اللاتى عملن فى مصر تحمل الجنسية الإسرائيلية أيضاً وتقدم عروضاً مصرية وصعيدية فى تل أبيب.
وبعد مرور سنوات طويلة على خروجهما من مصر، عادتا للترويج لنفسيهما من خلال سيرة عملهما الشخصية فى الفنادق الكبرى والعديد من الحفلات التى شهدتها مصر قبل 25 يناير بسنوات طويلة، ليزيد  هذا الأمر من قيمة ما يقدمانه أمام جمهور الرقص الشرقى فى العالم.
∎ ليزا اللذيذة.. 21 عاما من الرقص الشرقى فى مصر
منذ مطلع الألفية الثانية بدأت تنتشر ظاهرة الراقصات الأجنبيات واللاتى أتين من العديد من دول العالم وبالتحديد من روسيا، لينافسن الراقصات الشرقيات المصريات فى واحدة من أشهر وأبرز الفنون لديهن، وذلك فى الوقت الذى تراجع فيه هذا اللون من الفنون فى مصر، لاسيما بعد اعتزال أشهر الراقصات المصريات كنجوى فؤاد وسحر حمدى وزيزى مصطفى وغيرهن، وهو ما فتح الباب أمام الأجنبيات لاحتراف هذا اللون من الفنون فى مصر.
عبر موقعها الإلكترونى على شبكة الإنترنت نشرت «ليزا» العديد من صور حفلاتها فى مصر وبالتحديد فى حفل مهرجان الرقص الشرقى بالأهرامات عام 2010  الذى قامت فيه بتقديم عدد من العروض الاستعراضية، مع بعض الراقصات والراقصين.
وقالت «ليزا» فى موقعها إنها عادت إلى لندن بعد احترافها للرقص الشرقى فى مصر وقدمت عروضاً شرقية لمدة 12 عاماً جعلتها متمكنة من الرقص الشعبى الصعيدى والفلكور المصرى، مضيفة أنها قامت بالرقص فى كبرى الحفلات التى أقيمت عند سفح الأهرامات التى شهدت حضور كبار الشخصيات الدبلوماسية فى العالم مثل الأمير تشارلز، وباربرا بوش، زوجة الرئيس الأمريكى الأسبق جورج بوش الأب، وعدد من كبار الشخصيات البارزة فى مصر، ومن ثم فإنها تعتبر نفسها راقصة شرقية أجنبية استثنائية نظراً للمكانة التى وصلت لها فى تلك الفترة فى مصر ، وهو ما استغلته فى الدعاية عند الإعلان عن دروس جديدة للرقص لها فى دول العالم، حيث إنها تجيد العامية المصرية والفارسية والفرنسية والإنجليزية وهو ما مكنها من الوصول لشريحة كبيرة من جمهور الرقص الشرقى فى العالم، كفرنسا وإنجلترا وأمريكا واليابان والعديد من دول الخليج ومصر.
وتضيف أنها خلال إقامتها فى مصر لأكثر من عشر سنوات كانت تلتقى بعازفين مصريين من البدو على وجه التحديد، بدعوى أن لديهم طابعاً موسيقياً خاصاً، مشيرة إلى أنها قامت بمزج بعض الحركات الإيرانية إلى الطابع المصرى لتكون شخصية مستقلة غير بعيدة عن روح الرقص الشرقى الذى يعشقه المصريون.
وفى تصريح «ليزا» لشبكة «بى بى سى فارسى» قالت إنها جاءت إلى مصر فى الوقت الذى تراجع فيه الرقص الشرقى لأسباب عديدة أهمها الأسباب الدينية، حيث تسبب هذا الأمر فى اعتزال العديد من الراقصات ورفض الكثير من المصريين لهذا الفن بدعوى أنه يخالف الشريعة الإسلامية، مشيرة إلى أن اختيارها الرقص فى مصر تحديداً كان بدافع حرصها على مستقبل الرقص الشرقى الذى كان مهدداً بالانقراض، على حد وصفها.
وتقول «ليزا»: «الرقص الشرقى فى دماء المصريين منذ الفراعنة، وهو ما توثقه المعابد الفرعونية فكيف يمكن أن يختفى من مصر؟».
لم تفقد «ليزا» التواصل مع الراقصات المصريات اللاتى عملت معهن فى مصر، حيث ضمت صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» عدداً من الراقصات واللاتى يتواصلن معها لمتابعة بعض العروض الاستعراضية التى تقام فى مصر عند الأهرامات كل عام.
كما احتفظت بصورها فى مصر التى تضمنت عدداً من الأماكن الأثرية فى مصر القديمة كشارع الغورية والمعز لدين الله والحسين.
 قصة الراقصات الشرقيات فى مصر لها بعد آخر فبعضهن له جنسية أخرى إلى جانب الجنسية الأم كالإسرائيلية، وهو ما يزيد الغموض ويثير التساؤل حول أسباب اختيارها لمصر لاحتراف الرقص الشرقى، فبعض الراقصات الإيرانيات اللاتى على علاقة صداقة بـ«ليزا» يجدن العبرية ويتواصلن بها عبر حساباتهن الشخصية وهو ما يدفعنا للنظر بمنظور آخر إلى أسباب تواجدهن فى مصر، لاسيما مشاركتهن فى مهرجانات الرقص التى تقام سنوياً عند سفح الأهرامات.
∎ نافا أهارونى.. الإيرانية الإسرائيلية
من أشهر الإيرانيات اللاتى حملن الجنسية الإسرائيلية عملن فى مصر لفترة ليست بقليلة، وبالتحديد ما قبل 25 يناير واللاتى روجن لأنفسهن فى إسرائيل من خلال مدارس الرقص اللاتى عملن بها بأنهن صاحبات باع طويل فى احتراف وإتقان الرقص الشرقى كنجمات مصر المحترفات، فإجادتها للهجة المصرية فتحت لها باباً للعمل فى العديد من الفنادق الكبرى والقرى السياحية فى العديد من المحافظات.
ربما استطاعت «أهارونى» إخفاء جنسيتها الإسرائيلية كى تتمكن من الوصول لأكبر شريحة فى مصر دون أية منغصات تحول دون إبعادها ، فعبر شبكة الإنترنت باتت تروج لنفسها بالعديد من مقاطع الفيديو التى صورت لها فى عدد من الحفلات على أرض مصر وهى ترقص بالعصا والجلابية الصعيدى وتغنى بعض الأغانى الشعبية والفلكلورية، حيث انتهجت لنفسها أسلوباً بعيداً نوعاً ما عن أسلوب واستايل «ليزا» فى الرقص، فالأولى كانت تحرص على الالتزام بالرقص الكلاسيكى المصرى كتحية كاريوكا وسامية جمال، بينما «أهارونى» تعمدت اتباع مدرسة الفن الشعبى الذى يصل للطبقات الشعبية بشكل أسرع، وهذا يبدو على حركاتها وأسلوب اختيارها لبدل الرقص التى يغلب عليها الطابع الشعبى المبتذل إلى حد كبير.
وبحسب بطاقة التعريف التى أعدتها وزارة الخارجية الإسرائيلية فى قسمها الفارسى، عبر موقعها الإلكترونى فإن نافا أهارونى، ولدت فى إيران لأبوين إيرانيين يهوديين هاجرا إلى إسرائيل ومعهما ابنتهما التى صارت فى مدة قليلة من أشهر راقصات الرقص الشرقى فى تل أبيب، ودائمة الظهور فى التليفزيون الإسرائيلى ودائماً ما تؤكد فى أحاديثها على أصولها الإيرانية، مضيفة أن والديها اعتادا سماع الألحان الشرقية، التى ساهمت فى تذوقها لها وشجعاها على الرقص الشرقى.
وذكرت الخارجية الإسرائيلية أن «أهارونى» أصبحت حاضرة فى العديد من الحفلات التى تشهد حضور كبار الشخصيات السياسية فى إسرائيل لتقدم لهم عروضاً شرقية مختلفة، وأنها فى الوقت نفسه استطاعت أن تقيم عدداً من الحفلات فى مصر وأنها قامت بعمل العديد من ورش العمل لاحتراف الرقص، مشيرة إلى تقديمها حفلات فى ألمانيا وتركيا واليونان.
ونشرت على موقع «يوتيوب» مؤخراً عدداً من الحفلات لها فى مصر، ولم تذكر تاريخ السنوات التى قامت فيها بتقديم مثل هذه العروض، غير أنها أكدت عبر صفحتها على «فيس بوك» أنها لم تكن مقيمة فى مصر وتتواصل مع جمهورها بالعبرية والإنجليزية.
وعلى الرغم من عدم إقامتهما فى مصر فى الوقت الراهن، فإنهما قامتا باستغلال أرشيفهما فى الدعاية لمدارسهما فى العديد من دول العالم، والسؤال: هل كان عملهما على عدم انقراض هذا الفن أم لأسباب أخرى؟.∎