الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

البابا تواضروس فى مواجهة «فتنة أرميا»

البابا تواضروس فى مواجهة «فتنة أرميا»
البابا تواضروس فى مواجهة «فتنة أرميا»


لا يزال الأنبا أرميا يمثل صداعا فى رأس الكنيسة المصرية، ولا تزال دائرة المقاومة لتصرفاته وسيطرته على بعض الدوائر داخل الكنيسة تتسع يوما بعد يوم، وعلامات الاستياء على وجوه بعض الأساقفة داخل المجمع المقدس من تصرفات أرميا تزداد كل فترة، ومن الواضح طبقا لما توفر لدينا من معلومات أن البابا تواضروس قرر التدخل لحسم ملف الأنبا أرميا بشكل نهائى حتى لا يصل بالكنيسة إلى طريق مغلق بسبب تجاوزاته المستمرة.
الملف الإعلامى داخل الكنيسة يستحوذ هذه الأيام على اهتمام المجمع المقدس حيث تمتلك الكنيسة عدة قنوات فضائية ومطبوعات تتحدث باسمها ويتحكم فيها بعض الرموز الكنسية على رأسهم الأنبا أرميا، وانعقد يوم الخميس الماضى المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية والذى ترأسه البابا تواضروس الثانى بحضور 114 أسقفا من جملة 124 اتخذ المجمع المقدس عدة قرارات حاسمة بعضها يتعلق باللجان الإعلامية للكنيسة. حيث نشرت بعض  المواقع الإليكترونية يوم الخميس الماضى نقلا عن مصدر كنسى، رفض ذكر اسمه، أن المجمع المقدس أجمع فى جلسته الختامية على اختيار الأنبا بيشوى مطران دمياط، وكفر الشيخ، كمقرر للجنة القنوات الفضائية. وأن المجمع بحضور البابا تواضروس  قرر إنشاء لجنة فرعية للميديا «الصحافة الورقية، والإليكترونية»، يشرف عليها الأنبا توماس أسقف القوصية، كما أوصى المجمع بتعاون لجنتى شئون المهجر، والإعلام، بعمل إصدارات مجمعية متخصصة، للإجابة عن التساؤلات الجارية بين الشباب فى مصر والمهجر.
بالطبع هذا القرار المفاجئ الذى أصدره المجمع للسيطرة على فضائيات الكنيسة التى يتحكم فيها الأنبا أرميا الأسقف العام، والأمين العام المساعد لبيت العائلة المصرية لم يكن وليد اللحظة بل هو نتاج مناقشات ومداولات دارت فى اجتماع المجمع المقدس الأخير والذى كشف لنا أحد مصادرنا داخل الكنيسة - الذى رفض الافصاح عن هويته - جزءًا من كواليسه، حيث أكد لنا المصدر أن البابا تواضروس بدأ فى التصدى للممارسات التى تحدث داخل الفضائيات التابعة للكنيسة والتى يديرها الأنبا أرميا وفتح ملف قناة مار مرقس التابعة للكنيسة، وملف تحركات الأنبا أرميا الغامضة والتى تحدث دوما بعيدا عن أعين الكاتدرائية، وآخر الوقائع التى تؤكد انتفاضة البابا تواضروس ضد نفوذ أرميا تمت فى إحدى جلسات المجمع المقدس وفى حضور البابا وكبار الأساقفة.
فى بداية الجلسة طالب الأنبا بيشوى جميع الأساقفة الحاضرين بزيادة المخصصات التى يدفعها الأساقفة للقنوات المسيحية من أجل تطوير إمكانياتها، ومن المعتاد أن يساهم أغلب الأساقفة بدفع مبالغ مالية لدعم القنوات التليفزيونية التابعة للكنيسة، وقبل أن ينتهى الأنبا بيشوى من مناشداته للحضور، قاطع أحد الأساقفة حديث الأنبا بيشوى متسائلا بنبرة تحمل غضبًا مكتومًا: ماذا نعلم نحن عن تلك القنوات وما بنود إنفاقها وما هى أرباحها وأين تذهب هذه الأرباح؟
هنا تدخل البابا تواضروس داعما ما قاله الأسقف عن قناة مارمرقس موجها سؤاله للجميع حول طبيعة ما يحدث داخل هذه القناة الناطقة باسم الكنيسة قائلا: ماذا أعرف أنا عن قناة مار مرقس؟ وما مصادر الأموال الكثيرة التى تدخل الحسابات البنكية التابعة للقناة؟ وفى أى اتجاه يتم إنفاق هذه الأموال؟
 كما أكد البابا تواضروس أنه لا يعرف شيئا عن المديرين والممثلين والعاملين فى هذه القنوات ولم يلتق أبدا بالوجوه التى تدير أهم قناة قبطية ولا يعرف على أى أساس يتم اختيار العاملين.
بالتأكيد كلمات البابا تواضروس كانت تستهدف بشكل غير مباشر الأنبا أرميا لأنه المسئول الأول عن هذه القنوات وتحديدا قناة مار مرقس، حيث يتعمد الأنبا أرميا إخفاء جميع التفاصيل المتعلقة بقنوات الكنيسة عن الجميع وعن البابا تواضروس نفسه، وكما أكد مصدرنا لم يعلق الأنبا أرميا على ما قاله البابا تواضروس وبعض الأساقفة وسكت تماما أثناء الحوار.
مصدرنا صرح بأن البابا يشعر بالغضب من تصرفات الأنبا أرميا الذى يسعى لتأسيس قوة موازية للبابا داخل الكنيسة يتزعمها بنفسه، مؤكدا أن أرميا يتخذ قرارات وخطوات مصيرية دون الرجوع للبابا وأن الكاتدرائية تعرف تحركات أرميا من الإعلام، وأن هناك توجهًا داخل الكنيسة لكبح جماح الأنبا أرميا.. ويكمل المصدر تصريحاته قائلا: «بعد تحركات الشيخ أحمد الطيب لتأسيس بيت العائلة المصرية - وهى هيئة تجمع الأزهر الشريف والكنيسة الأرثوذوكسية والكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الإنجيلية والكنيسة الأسقفية الإنجليكانية. تم تأسيسها فعليا فى 2011 وتعيين الأنبا أرميا أمينا عاما لبيت العائلة كممثل للكنيسة الأرثوذوكسية يتعمد الأنبا آرميا إخفاء أى تفاصيل تتعلق بتحركاته أو لقاءاته مع قادة بيت العائلة، ويسافر أحيانا معهم دون الرجوع للبابا أو إبلاغه بتحركاته.
من المعروف أن قناة مارمرقس إبان حكم محمد مرسى تسببت فى استياء العديد من الأقباط بعد أن قام مذيع بالقناة التى يرأسها الأنبا آرميا الأسقف العام، بعمل مقدمة دعا فيها للرئيس المعزول أن يكون الله فى عونه ضد الملايين من المواطنين المصريين الذين نزلوا للشوارع  لإسقاط حكمه فى 30 يونيو 2013.
بالإضافة إلى أن القناة كانت من أهم الداعمين لمحمد مرسى بحكم العلاقة الوطيدة التى جمعت الأنبا أرميا ومرشد الإخوان محمد بديع.
كنا نشرنا فى عدد سابق محاولات الأنبا آرميا المستمرة للسيطرة  الكاملة على الكنيسة وعلى الشعب القبطى، مستخدما العديد من الوسائل التى جعلته يستحق عن جدارة لقب «الأسقف القوى» داخل الكنيسة، ومن ضمن هذه الوسائل تدشين العديد من المواقع الإليكترونية التى تحمل اسمه، هذه المواقع التى يمكن اعتبارها بمثابة لجان إليكترونية تلتهم بشراسة كل من يحاول الاقتراب أو الكشف عن ممارسات الأنبا أرميا أو انتقاده.
ومن ضمن هذه الوسائل أيضا مجلة باسم «مصر الحلوة» التى يعتبرها البعض منافسة لمجلة «الكرازة» التى يترأسها البابا تواضروس، وهى لسان حال الكنيسة، كما يشرف الأنبا أرميا على قناة مارمرقس، وهى لسان حال الكنيسة أيضا، وتواجه القناة انتقادات مستمرة بسبب الإعلانات المضللة التى تذيعها والخارطة البرامجية التى يراها البعض بعيدة عن خدمة شعب الكنيسة. وسيطرة أرميا على القناة جعلته يجمع تبرعاتها وإيرادات إعلاناتها التجارية دون رقابة.
كما أسس أيضا الذراع الثانية لخدمة ذاته باسم المركز الثقافى الأرثوذكسى الذى يعمل كجزيرة منفصلة عن الكنيسة الأرثوذكسية لتأسيس مركز قوة داخلها ضد البابا ورجاله، ويقوم من خلالها بتجنيد عدد من الشباب الكنسى وتأليبهم على البابا تواضروس وإجبارهم على التظاهر ضده باعتباره يتخلى عن عقيدة الكنيسة الأرثوذكسية.
حاولنا الاتصال بالأنبا أرميا أكثر من مرة للرد على ما ذكر لكنه لم يرد على هاتفه الخاص.∎
وأقرأ أيضاً
البابا يشعلغضب الصعايدة ص27