الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الكورة أجوان.. والتعليق «قلة أدب»

الكورة أجوان.. والتعليق «قلة أدب»
الكورة أجوان.. والتعليق «قلة أدب»


تجلس الأسرة لمشاهدة المباراة المرتقبة، بعدما أعدت العدة لساعتين من المتعة، وجعلت على منضدة طبقا فيه «لب وسودانى»، وإبريق شاى بالنعناع.
يطلق الحكم صافرته، ترتفع وتيرة المباراة، هجمة مرتدة.. ويطلق المعلق لفظا خارجا، ويسقط الجميع فى الذهول.
 هذه ليست حادثة استثنائية، فكثيرا ما يخرج معلقو كرة القدم عن الآداب، ولا يتورعون عن إطلاق الألفاظ التى تخدش حياء الأسرة المصرية، ومنهم من يمارس «الردح» على الهواء مباشرة، ما يجعل مقولة «الرياضة أخلاق» مقولة جوفاء،  فالرياضة أو بالأحرى التعليق الرياضى كثيرا ما يصبح «قلة أدب».

واللافت أن أخطاء أو تجاوزات المعلقين اللفظية، لا تقتصر على الأحياء الجديدة منهم، فالمعلق الشهير والأقدم على الإطلاق محمود بكر، كثيرا ما يتلفظ بمفردات «غير لائقة»، ومن مواقفه  أنه شتم حارس مرمى الداخلية أحمد فوزى إثر تسببه فى هدف  فى فريقه، بلفظة خادشة للحياء، عبر قناة النيل الرياضية الحكومية وكان المبرر آنذاك أنه لم يعلم أنه على الهواء، أما مدحت شلبى الشهير بـ«شلبوكا»، فلا يتورع عن إطلاق النكات الخارجة، بينما يُذكر لحمادة إمام الأب أن شتم لاعبا ارتكب «فاول» ضد ابنه حازم قائلا: «حاسب يا حيوان».
 تلك أمثلة تذكرها، مع مراعاة التقاضى عن أخرى أكثر خروجا عن الآداب، بما يليق بأخلاقيات المهنة، لكن.. ما المعيار الذى يمكن تطبيقه لمنع هذه التجاوزات؟
 المحلل الرياضى أيمن يونس يقول: هناك  معلقون لا يرتقون للجلوس خلف المايكرفون، وهناك نقاد لا يمتلكون القدرة على ضبط النفس، ويعانون من مشكلات ذات علاقة بالثبات الانفعالى، وهؤلاء على وجه التحديد لا يجب أن توكل لهم مهمة التعليق على المباريات الحساسة، لأن «خطاياهم» قد تكون كارثية.
 ويقول: هناك خطايا سبعة يجب التأكد من عدم سقوط المعلق فيها، وهى الانحياز وعدم الثبات الانفعالى والصوت السيئ واستخدام ألفاظ خارجة وفقدان التركيز والانتقال  من وصف المباراة إلى الحديث من أشياء أخرى كما يحدث حاليا من بعض المعلقين الذين أصبحوا يتحدثون عن السياسة، وأخيرا عدم معرفة أسماء اللاعبين خاصة فى المباريات الدولية.
 ويضيف أن تدنى مستوى المعلق المصرى فتح المجال لمعلقين من المغرب العربى لأن يكونوا نجوما فى العالم العربى، مشيرا إلى أنه شخصيا يلجأ إلى غلق صوت التليفزيون إذا كان معلقون بعينهم ينقلون المباراة، لأن (قلتهم أحسن).
الخبير الرياضى الدكتور طه إسماعيل يرى من جانبه أن التعليق علم وهناك مدارس له، لكن المعلق المصرى يأخذ الأمور «فهلوة»، وهناك نقص حاد فى الثقافة الرياضية لدى قطاع كبير منهم.
 ويضيف أن كرة القدمة متعة، وإذا تعامل المعلق مع المباراة باعتبارها «أكل عيش» ولم يكن هو مستمتعا بها قبل كل شىء، فإن الضجر سينتقل بالضرورة إلى نفوس المشاهدين، وهذا أمر يحدث كثيرا، مشيرا  إلى أن الراحل كابتن محمد لطيف كان يتعامل مع التعليق باعتباره متعة وكان محبوبا من جمهورى الأهلى والزمالك معا لأنه كان ينحى انحيازه جانبا.∎