«عاصفة الحزم» فاشلة

هدي منصور و ابتسام عبد الفتاح
يتجمع عدد كبير من اليمنيين فى أحياء الدقى والمنيل وفيصل من بينهم ألفا حوثى أو نحو ذلك معظمهم جاءوا إلى مصر للعلاج، وتنتشر فى هذه الأحياء المطاعم والمقاهى اليمنية خاصة منطقة الدقى التى أخذت النصيب الأكبر لتواجدهم. الحوثيون انتشروا بالمقاهى والمطاعم المزدحمة باليمنيين لعرض أفكارهم والمشاركة فى الجدل الدائر. «روزاليوسف» تابعت ما يجرى فى الشارع اليمنى بمصر.
يقول ذياب محمد مرشد الهمام أحد ضباط الجيش اليمنى: عاصفة الحزم التى تقودها السعودية فوق أرض اليمن ضد الشعب، لن تؤتى ثمارها لأنها لن تجرؤ على الدخول فى حرب برية نتيجة الجبال التى تتمتع بها اليمن جغرافيًا.
وأوضح أن من يقاتل الآن 1٪ فقط من الجيش، لأن مسئوليته الأساسية حماية المؤسسات بالدولة، ونفى وجود انقسامات بين الجيش اليمنى فهو يد واحدة مع الرئيس السابق على عبدالله صالح المخلص الوفى لبلاده، ولكن الانقسامات بين الجنوبيين، أما الشماليون فهم متماسكون ويد واحدة مع الجيش اليمنى وعلى عبدالله صالح، وأكد أن الجيش اليمنى وفاؤه لعبدالله صالح وهو ممثل الوطن وحاميه، ولكن عبدربه منصور هادى هو من سمح للحوثيين بدخول صنعاء وجميع أنحاء الجمهورية بمجرد توليه مهام منصبه.
وقال: إن الشعب اليمنى يرى أن ما يحدث أحداث داخلية تخص اليمن ولا دخل لأى قوة خارجية بها خاصة السعودية فهى لا تفضل سوى نفسها فقط ومصالحها فوق الجميع، ولم يشعر أى من الشعب اليمنى بالفارق بين السنة والشيعة فكلنا نصلى بنفس المسجد.
وأشار ذياب إلى أن عددا كبيرا من القيادات الحوثية كانوا متواجدين فى مصر ورحلوا عنها منذ عاصفة الحزم إلى لبنان ومنهم المتحدث الرسمى باسم الحوثيين، وقال: إن والدى ضابط أيضا، وانتماؤه الكامل للرئيس على عبدالله صالح وسوف نعود للقيام بدورنا تجاه الوطن بعد 15 يوما من زيارتنا لمصر ولبنان، وعلاقة والدى بالرئيس على عبدالله صالح قوية وعائلتى كلها انتماؤها الكامل له وللحوثيين فهم لم يقوموا بأى شىء ضد الوطن فكان لابد من التفاهم معهم.
ملحوظة: حاولت «روزاليوسف» إجراء لقاء مع والد ذياب الهمام القائد الحوثى إلا أنه رفض الظهور الإعلامى.
ويضيف الدكتور جهاد الشوافى أحد العاملين بالسفارة اليمنية أن القيادات الحوثية غادرت الأراضى المصرية بعد أن شاركت مصر فى عاصفة الحزم وهربت إلى لبنان، وتم اختيار لبنان كمصدر رئيسى لتجمع عدد من قيادات الحوثيين لاحتضان حزب الله الشيعى لهم وتوفير جميع الخدمات من المال والمسكن للتدريب فى لبنان على دورات سياسية وعسكرية على أعلى مستوى لدعم موقفهم فى مواجهة الأحداث الحالية.
ومن أبرز القيادات التى كانت فى مصر وفرت هاربة إلى لبنان على البخيتى القيادى الحوثى، والمتحدث باسم الحوثيين، وصلاح العزى أحد القيادات الحوثية ومن المقربين لعبدالملك زعيم الحوثيين، بالإضافة إلى الدكتور جمال الحميرى أحد أساتذة الاقتصاد بجامعة صنعاء، وسلطان السامعى أحد مذيعى قناة الساحات الفضائية، وأكد أنهم هربوا بعد مشاركة مصر فى عاصفة الحزم، وأنهم كانوا يظنون أن مصر سوف تقف بجانبهم وليس ضدهم.
وأشار إلى أن عدد الحوثيين بمصر قد يصل إلى ألفين معظمهم حضروا تحت شعار العلاج، ويخشون من ملاحقتهم أمنيا بسبب فكرهم الحوثى، وأن الظروف الاجتماعية لأوضاع الحوثيين بمصر متوسطة عكس أوضاع اليمنيين بشكل عام الذين يعانون منها بصعوبة نتيجة انقطاع الحوالات وتوقف حركة الطيران، وعلى الرغم من الحوالات التى توقفت عن الجالية اليمنية فى مصر وإغلاق البنوك، فإن العناصر الحوثية فى مصر يصل لهم أموال عن طريق بلدان أخرى ولم يتأثروا بالأوضاع تماما.
«مقاتل حوثى»: ضربات عاصفة الحزم ستفشل!
ويقول أبوعقيل اليمنى، أحد مقاتلى الحوثيين: إننا لسنا فى حاجة لدعم القبائل اليمنية فالقبائل يعرفون أننا لسنا عشاق سلطة، وأشار إلى أن الوهابيين قليلون باليمن وينجرون وراء المخطط الغربى.
الجيش اليمنى أثبت وطنيته ونسيجه الاجتماعى مع الشعب وللحوثيين بعد أن اكتشف المؤامرة، والجيش ضد أى تدخل خارجى فى شأن اليمن الداخلى وسوف نقاتل السعودية حتى آخر نفس.
أما فيما يخص قائد الجيش الأسبق حميد الأحمر فهو هارب ومازلنا نبحث عنه من أجل قتله.
وأضاف أن إيران دولة إسلامية صحيحة وتجمعنا القضية الفلسطينية والمقاومة ومواقفنا المشتركة من أمريكا وإسرائيل، واتهم الإعلام الخليجى بالكذب فهو يحاربنا منذ بداية مسيرتنا.
والإعلام العربى الحقيقى غائب عن تواصلنا مع كل الدول العربية حتى الآن، حيث يوجد تكتيم إعلامى على حركة أنصار الله منذ 2004 على الرغم من خوض ست حروب آخرها اشترك الجيش السعودى فيها مع الجيش اليمنى.
أماكن تجمع الحوثيين فى مصر
ويؤكد صديق محمد، أحد الشباب اليمنى أن تجمعات اليمنيين فى القاهرة لا تخلو من وجود الحوثيين، إلا أنهم يحرصون فى بعض الأماكن على عدم الحديث مع الغرباء فحديثهم مع اليمنيين فقط ويرفضون تماما التواصل مع أى جهة إعلامية ولا يوجد ما يثبت أنهم حوثيون، ويتمركزون بشكل كبير فى منطقة الدقى فى المطعم اليمنى فى ميدان المساحة وفى المنيل فقط، وهم يدخلون إلى مصر تحت مسمى العلاج، ويحاولون تغيير وجهات النظر لدى بعض اليمنيين بأن عاصفة الحزم ضد أمن اليمن ولابد أن نتحد مع الحوثيين فهم يمنيون من النسيج اليمنى.
وأشار حسام مصطفى أحد مديرى مطعم الخبز اليمنى فى ميدان المساحة إلى أن الحوثيين بالفعل متواجدون فى مصر، لكن دون إظهار هوية فكرهم والتوقيت الرئيسى لتجمعهم يكون فى وقت الظهيرة، وهو وقت تناول الغداء وتتعالى صيحات الحوثيين بالنقاشات التى لا يفهمها سوى اليمنيين فقط فى محاولة لإقناع المعارضين لهم، ولكنهم لا يقومون بأكثر من ذلك لأن القيادات الحوثية كما علمنا نحن اليمنيين فى مصر أنهم رحلوا خوفا من بطش المصريين بهم، وحاليا يسعى الحوثيون إلى إخفاء هويتهم تماما ولا يوجد أى شىء يثبت أنهم حوثيون سوى من يتحدث إليهم ويستمع إلى آرائهم بكرههم الشديد للسعودية والرئيس اليمنى عبدربه منصور هادى.
وفى لقاء مع صاحب أحد المطاعم اليمنية فى منطقة الدقى «مخابز صنعاء» أكد رفضه الشديد لمشاركة السعودية ومصر ضرب الحوثيين، فكانت تلك الكلمات يرددها مؤكدا رفضه لما يحدث وأنه ليس بيده سوى أنه يقوم بتقديم الوجبات المجانية للحوثيين فى مصر واليمنيين بشكل عام.∎