الإثنين 30 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

صفية اتخطفت

صفية اتخطفت
صفية اتخطفت


أنقرة: خاص
حيلة جديدة لجأ إليها الإخوان للعب على وتر المظلومية، بطلها باسم خفاجى حينما اخترع قصة اختطاف مذيعة قناة الشرق «صفية سرى»، الشرطة التركية لم توجه اتهاما لأحد بعد تحرير محضر بالواقعة الملفقة لأنها لم تقتنع بما قالته المذيعة الإخوانية فى أقوالها.


محاولة فى منتهى السذاجة لإظهار أن قناة «الشرق» المفلسة ماديا والتى تعد أحد الأبواق الفاشلة لجماعة الإخوان المسلمين تتعرض للتهديد من جانب السلطات فى مصر على الرغم من وجودها فى إسطنبول.
فجأة أعلنت القناة عن تعرض إحدى مذيعاتها- وتدعى «صفية سرى» وتقدم برنامجا باسم: «صباح الشرق»- للاختطاف والضرب واختفت لمدة 7 ساعات على يد مجهولين أثناء دخولها استديوهات القناة وانتظارها المصعد صباح يوم 24 فبراير الماضى.
مقدم برنامج «فى المليان» سامى كمال الدين قال على صفحته بموقع «فيس بوك»: «قام مجهولون بضربها قبيل صعودها للقناة لتقديم برنامجها اليومى وعثر عليها مقيدة بعد سبع ساعات فى بدروم أسفل المبنى المتواجد فيه القناة بعد استغاثتها بفريق البرنامج عن طريق هاتفها المحمول».
حتى الآن يبدو الأمر طبيعيا، فربما تكون هناك محاولة اختطاف أو اعتداء حقيقية، لكن السيناريو الذى عرضه بعد ذلك هيثم أبو خليل فى برنامجه «حقنا كلنا» كان مثيرا للدهشة والاستغراب ويبعث على الضحك لسذاجته الشديدة.
أجرى خليل اتصالا هاتفيا مع مخرج فلسطينى يدعى عمر يقوم بإخراج برنامج صباح الشرق باعتباره شاهد عيان على الحادث وأحد الذين كشفوا لغزه وتوصلوا إلى مكان اختفاء صفية سرى، الذى تبين أنه ليس ببعيد إطلاقا بل هو بدروم المبنى نفسه.. حبكة درامية هائلة.
شدة أذن
جرت محاولة لتصوير الموضوع على أنه شدة أذن للمذيعة التى تهاجم مصر وقيادتها بتطاول غير مسبوق استخدمته أيضا فى أول ظهور لها من داخل المستشفى بعد أن تم نقلها إلى هناك لزوم الحبكة وحتى يكون هناك مبرر لعمل محضر فى قسم الشرطة، لكنها ظهرت فى المستشفى فى حالة جيدة جدا ولم يبدو عليها أى أثر لضرب أو كدمات كما روى المخرج الفلسطينى الحمساوى عمر، والذى حاول هيثم أبو خليل إخفاء هويته قائلا إنه زميلنا المخرج عمر الذى يحمل إحدى الجنسيات العربية.
حواديت عمر
روى عمر حدوتة أشبه بالخيال عن قيام أربعة أشخاص بضرب «صفية» على رأسها وجسمها فى مناطق مختلفة وربط يديها ورجليها وتكميم فمها ووضع عصابة على عينيها، مشيرا إلى أنهم حاولوا الوصول إليها بعد أن تأخرت عن موعد البرنامج فوجدوا تليفوناتها مغلقة «انتبهوا جيدا».. وبعد تكرار المحاولة مرات عدة قرروا الذهاب إلى بيتها فوجدوا أنها خرجت فى موعدها الطبيعى.
وواصل عمر الفلسطينى الحدوتة قائلا: بعد ذلك اتصلت بنا صفية «لاحظوا» من هاتفها.. وحتى يضيف هيثم أبو خليل الحبكة سأله كيف اتصلت وهى مكبلة الأيدى والرجلين ومكممة الفم ومعصوبة العينين.. علشان بس ماحدش يقول إننا بنفبرك.. فرد عمر بجسارة غريبة أن التليفون كان فى جيب بالطو ترتديه صفية وأنه سقط على الأرض.. «مع أنه كان هناك أربعة أشخاص خطفوها وضربوها لكن لم يأخذوا هاتفها» وأنها تمكنت من فك الكمامة التى كانت على فمها وفتحت الميكرفون لفهما وقامت بعمل إعادة طلب لآخر رقم اتصلت به قبل الخطف وكان بالطبع رقمه وأنهم حددوا مكانها من خلال التليفون.. كل ذلك والبوليس التركى لا يعلم عن الأمر شيئا.
صفية فى المستشفى
يبدو أن صفية فعلا صاحبة كرامات كبيرة فقد استطاعت أن تفتح التليفون بفمها وأن تفتح الإسبيكر بفمها وأن تطلب الرقم «ريدايل» بفمها مع أنها مقيدة ومربوطة فى كرسى.. لكنها صاحبة كرامات كالكرامات التى ادعاها الإخوان فى رابعة من نزول سيدنا جبريل على الميدان وما إلى ذلك من خرافات.
وفى المستشفى ظهرت صفية بكامل عافيتها وأخذت تتهم ما تسميه الانقلاب فى مصر بضربها وخطفها وإخفائها قائلة إن مصر ليس بها رئيس وليس بها حكومة، وكأن حادث الاختطاف وقع فى مصر وليس فى تركيا التى فيها رئيس يرعى الإخوان وحكومة لا تحل ولا تربط دون تدخل من هذا الرئيس.
والطريف فى الأمر أن صفية لم تدل بأية أوصاف ترشد على من فعل بها ذلك ولم تقل حتى إذا ما كانوا يتحدثون العربية أم التركية أم لغة أخرى لكن الطبيعى كان أن تتهم هى وقناتها وشهود عيانها السلطات المصرية بتدبير هذه العملية عن بعد!
تحقيقات تركيا
ذهبت صفية بصحبة عمر وعدد آخر من العاملين بالقناة للإبلاغ عن الواقعة فى قسم الشرطة وأدلوا بما أدلوا به على القناة من كلام غير مترابط، وبالطبع لم تتوصل الشرطة التركية حتى الآن إلى أى خيط يقود للتعرف على من قاموا بهذه الجريمة التى تتكرر ليل نهار فى أنحاء تركيا وبشكل أبشع، ولاسيما فى المنطقة التى تقع بها قناة الشرق واستديوهاتها، منطقة أسنيورت، وهى منطقة نائية فى الشطر الأوروبى لمدينة إسطنبول وتشهد حركة إنشاءات واسعة ومعظم الأبنية بها لا تزال غير مأهولة وينتشر بها المجرمون وحوادث القتل والسرقة على نطاق واسع جدا إذ لا يكاد يمضى يوم دون وقوع عدد من هذه الجرائم فى هذه المنطقة، فضلا عن عمليات تبادل إطلاق النار فى المشاجرات العادية.
ظهور القرضاوى   
المتتبع لعملية صفية يكتشف بعد ذلك أن الهدف منها كان إظهار أن القناة والعاملين بها مستهدفون من جانب ما يسمونه سلطة الانقلاب فى مصر وأنها محاصرة وسط ضعف التمويل وإضراب العاملين بها عن العمل بسبب عدم تقاضى رواتبهم.
وتزامنا مع هذه العملية ظهر يوسف القرضاوى فى إسطنبول ليزور محمد عبدالمقصود أحد مشايخ قنوات الإخوان فى تركيا فى المستشفى الذى يعالج به من كسر فى ذراعه، وبعدها مباشرة بدأت انفراجة مالية فى القناة التى كادت تغلق بسبب أزمتها وانقطاع سيل الأموال التى تأتيها من قطر.
وبالتزامن مع ذلك أيضا تم الدفع ببعض عناصر الإخوان المسلمين مثل سلامة عبدالقوى وممدوح إسماعيل لتقديم برامج على شاشتها بعد أن كانوا يقدمون برامجهم على قناة رابعة الإخوانية، وهو ما يشير إلى اتفاق جرى بين باسم خفاجى والتنظيم الدولى للإخوان المسلمين على دعمه ماديا وتوفير السيولة له حتى يتمكن من الاستمرار فى مواجهة الانقلاب الذى يهدده ويهدد العاملين معه وخاصة «الحرائر» مثل صفية.. فيلم هندى بامتياز لكنه هابط جدا.. وكل فائدته أنه أعاد الدماء إلى شرايين قناة الشرق التى جفت وكادت تموت عطشا بسبب انقطاع السيولة التى تأتى من بعض الممولين بعد أن تدخل التنظيم الدولى وطلب منهم ألا يخنقوا خفاجى.∎