الأربعاء 23 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الأنبا إبرام: لن نتورط فى «ماسبيرو ثانية»

الأنبا إبرام: لن نتورط فى «ماسبيرو ثانية»
الأنبا إبرام: لن نتورط فى «ماسبيرو ثانية»


يرى البعض أن رهبان دير الأنبا مكاريوس بوادى الريان، يتحدون الدولة، ويشقون عصا الطاعة على الكنيسة، لكن الأنبا إبرام أسقف الفيوم ينفى ذلك مؤكدًا أن أحدًا لن يستطيع توريط الأقباط فى أحداث «ماسبيرو ثانية».

يقول الأنبا إبرام: الأزمة بدأت عندما أعلنت وزارة النقل والمواصلات فى سبتمبر من العام الماضى عزمها بناء طريق جديد يربط بين محافظة الفيوم وطريق الواحات لتنمية المنطقة وهو ما سيؤدى إلى اختراق المحمية الطبيعية بوادى الريان فى الفيوم والدير الأثرى وهو ما دفع الرهبان لإرسال استغاثات عديدة إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى والمهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء للتدخل والحفاظ على الدير.
∎ ما رأيك فيمن يروجون أن الصدام الحالى بين الدولة ورهبان الدير سوف يؤدى إلى ماسبيرو جديدة؟
ــ هناك من يتربص بالكنيسة والدولة ويحاول جرنا إلى مستنقع الفتنة، وقوات تأمين الجهات المختصة بشق الطريق من القوات المسلحة، إلا أن تلك القوات تتحلى بالصبر وضبط النفس وتأخذ على عاتقها حماية الجميع، فلا يصح أبداً أن يدعى أحد أن هناك تربصاً بالرهبان من القوات المسلحة المتواجدة فى موقع الأحداث فى ظل ما تقوم به القوات المسلحة من عمليات عسكرية فى ليبيا ثأراً لشهدائنا، فمنطقة الدير بها الكثير من الجهات المتصارعة من أعراب يسكنون المنطقة ورهبان الدير إضافة إلى الجهات الإدارية المنوطة بتنفيذ مهامها المختلفة ونحن على ثقة أن القوات المسلحة المتواجدة تؤمن الجميع وتمنع نشوب أى صدامات بين أى جهة وأخرى، كما أن طبيعة المشكلة بوادى الريان تختلف تماماً عن ماسبيرو، كما أن الأجواء السياسية ليست أجواء ماسبيرو ولن ينجح المغرضون فى الوقيعة بين الكنيسة والدولة.
∎ كيف يخاطب الرهبان الدولة مباشرة دون الرجوع لقداسة البابا؟
- بعض ساكنى الدير تصرفوا بطريقة غير حكيمة ولا تليق بآداب الرهبنة، وهو ما دفع قداسة البابا إلى دعوة لجنة الرهبنة والأديرة وسكرتارية المجمع المقدس للاجتماع فى أكتوبر من العام الماضى لمناقشة هذا الأمر، وقد رأى البابا والمجتمعون معه أنه من المناسب إعفاء الراهب «أليشع» من مسئولياته كما تبرأت الكنيسة من اثنين آخرين كانا من مثيرى الشغب وأظهرا عدم الطاعة وهى أساس الحياة الرهبانية.
∎ لماذا أعفت الكنيسة راهبا وتبرأت من اثنين ما الفرق بين الإعفاء والتبرؤ؟
ــ فى الحقيقة هناك الكثير من الرهبان لم يترهبنوا بمعرفة أسقف أو رئيس دير ولكنهم أتوا إلى الدير ولبسوا ملابس الرهبان السوداء وأعلنوا أنفسهم رهباناً وهو ما يخالف قوانين الكنيسة وتنتفى معه صفة «الراهب» لمثل هؤلاء، وعلى الرغم من أن البابا وعد بتوفيق أوضاع هؤلاء الرهابنة، إلا أن بعضهم رفض وأصر على معاندة الكنيسة ومخالفتها ومن ثم توجب على الكنيسة أن تتبرأ من هؤلاء حتى لا تُحسب مواقفهم الصدامية على الكنيسة أما من أعفى مسئولياته فهو راهب.
∎ كيف تعاملت الكنيسة مع أزمة شق الطريق للدير؟
ــ الطريق لا يشق الدير ولكنه سوف يمر فى الأراضى الزراعية التى وضع الرهبان يدهم عليها وهى فى الأصل ملك الدولة.
∎ وماذا عن قلالى الرهبان (صوامع التعبد) والمبانى الأثرية؟
ــ تم الاتفاق بين البابا والدولة على أن الطريق سوف يبتعد تماما عن مساكن الرهبان والمبانى الأثرية للحفاظ على طبيعة تلك المبانى، وقد رأى البابا أن الأرض التى يمر فيها الطريق تحتاجها الدولة لمشروعات تنموية، وأنه يجب علينا أن نؤازر الدولة فى جهودها وألا نقف حجر عثرة فى طريق مشروعات تهدف إلى خدمة المجتمع والبابا أكد ثقته فى أن الطريق المزمع أقامته لن يتعرض لأى آثار دينية أو منشآت رهبانية
∎ ما حقيقة ما يقال عن أن الطريق سيشق الدير نصفين؟
- هذا غير صحيح مطلقًا، فالطريق كما قلنا يسير فى أراض زراعية بعيداً عن الدير ومن يروج لمثل هذا القول يهدف إلى زرع الانشقاقات بين الكنيسة وشعبها ويصور الكنيسة على أنها تضحى بتراثها الدينى ومقدساتها لاسترضاء للدولة، كما أن مثل هذه الشائعات تهدف إلى الوقيعة بين القيادة السياسية والأقباط، فى وقت تمر فيه العلاقات بينهما بمرحلة تاريخية من المحبة والتوافق لم تشهدها الكنيسة من قبل وغنى عن الذكر استدعاء موقف الرئيس بالتهنئة للأقباط فى الكاتدرائية فى عيد الميلاد، وكلنا نرى أيضا ما تقوم به قواتنا المسلحة من ضربات للإرهاب ثأراً لشهداء الأقباط فى ليبيا ودفاعاً عن كرامة المواطن المصرى فى أى مكان.
∎ هل هناك قرارات اتخذتها الكنيسة على أرض الواقع لاحتواء الأزمة؟
ــ تم اتخاذ قرارات ضد مثيرى الشغب بالدير، كما أن البابا اتخذ قرارًا عهد فيه لثلاثة آباء من المجمع المقدس بالإشراف على الدير هم أنا والأنبا مكاريوس الأسقف العام للمنيا والأنبا أرميا الأسقف العام.
∎ وماذا عن الإجراءات التى اتخذتها الكنيسة مع الدولة؟
ــ العلاقة بين الكنيسة والدولة تتسم بالمحبة والعقلانية واحتواء المواقف، فلقد تم التوافق على أن يمر الطريق عبر فتحات من السور الذى أقامه الرهبان حول الدير ولا يتعرض للمساس بالدير ومنشآته، والحق يقال فإن الدولة تحلت بالصبر فى تنفيذ القرار ولم تطبقه فور الاتفاق عليه لإعطاء فرصة لإقناع الرهبان بأن الطريق لن يضير الدير وحتى يتم التنفيذ فى جو من الهدوء.
∎ بصفة نيافتكم المشرف على الدير هل استطعتم إقناع الرهبان والتوافق على شق الطريق؟
ــ بذلت مجهوداً كبيراً ومضنياً مع الرهبان من أجل ذلك، ولكن يبدو أن هناك داخل الدير من يريد تصعيد الأمور فكلما أقنعناهم عادوا وتمردوا.
أنا أميل إلى الحوار مع الجميع وعندى قناعة أن المحبة تحتوى كل الخلافات وليس من طبعى الصدام، وقد استنفدت كل الطرق فى الحوار مع رهبان الدير، ولكن ذلك لم يحقق النتائج المرجوة لذلك رفعت الأمر لقداسة البابا وتركت له القرار.
∎ ترى ماذا سيكون قرار البابا؟
ــ لا أدرى ولكن المؤكد أنه سيتخذ من القرارات ما يحافظ على حقوق الدير والرهبان ويتوافق مع المصلحة العليا للدولة.∎