الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

«وايت نايتس»: ذبحونا

«وايت نايتس»: ذبحونا
«وايت نايتس»: ذبحونا


قبل إعلان نتيجة التحقيقات فى استشهاد الناشطة اليسارية «شيماء الصباغ» بثلاثة أيام، فوجئت مصر بمذبحة جديدة لأعضاء ألتراس زملكاوى «وايتس نايتس»، الذين استشهد منهم 22 مشجعا أمام بوابة استاد الدفاع الجوى، بالتزامن مع مباراة الزمالك وإنبى.
 الرواية الرسمية للشرطة ذهبت إلى أن الضحايا سقطوا نتيجة تدافع أعداد كبيرة من الجماهير عبر ممر حديدى خصصته وزارة الداخلية للعبور من خلاله إلى داخل الاستاد، وأكدت الداخلية على لسان الوزير محمد إبراهيم أن الجماهير أرادوا الدخول من دون قطع تذاكر الأمر الذى دفع قوات الأمن إلى التعامل معهم.

لكن إلى جانب رواية الداخلية، ثمة روايات أعضاء الألتراس، الذين يجب أن نتمعن فيها، بغض النظر عما إذا كنا مع هذا الرأى أو ذاك.
يقول «عيسى عمر»: «بعد اشتعال الموقف بين الشرطة وجماهير الزمالك كل الشباب جرى خارج محيط الاستاد فى ناحية جامعة الأزهر، ووقف قدامنا عمال من شركة المقاولين العرب وقلنا لهم سيبونا أصحابنا بيموتوا، بعدين فجأة حضر بوكس شرطة فى الاتجاه العكسى وخبط واحد مننا، وبعدين ضرب الغاز والخرطوش اشتد وبقى فيه سحابة سودا فى المكان كله».
ويتابع : «شعرت برهبة الموت وأنا واقع على الأرض وفى أيدى كاميرتى والناس اللى بتهرب من القتل بتجرى وبتدوس عليا، ماكنتش خايف منهم بقدر خوفى من إن عدد اللى بيقعوا على الأرض أكتر من اللى واقفين على رجليهم».
وينتقد «كريم مصطفى» أداء الشرطة وإدارة نادى الزمالك فى تنظيم المباراة قائلا : «عمرى ما شفت بوليس بيعمل قفص من الحديد والسلك الشائك علشان الجمهور يعدى منه قبل ما يوصل للبوابة بحجة التأمين، عمرى ما شفت رئيس نادى بيسحب التذاكر ويقلبها لدعوات لأعضاء النادى والجمهور الحقيقى يخبط دماغه فى الحيط. الشرطة بتكره الشباب «حسب تعبيره».
ويقول «محمد أبو العز»: لا أستطيع نسيان المشهد الذى كنت أغنى فيه مع أصدقائى الذين فقدتهم بمحيط الاستاد.. والأغنية تقول «وأنا كل محنة فى حبك بتقوينى»، وتقصد نادى الزمالك الذى تسبب حبهم له فى وقوع مجزرة الدفاع الجوى.
وأرجع أحد أعضاء ألتراس وايت نايتس حالات الوفاة لعدة أسباب، من بينها التدافع وإلقاء قنابل الغاز وطلقات الخرطوش من قبل أفراد الأمن، قائلا: ما حدث يوم الأحد الماضى ما هو إلا تكرار لمذبحة بورسعيد، فمازال العنف هو سيد الموقف دون أدنى تفريق فى التعامل بين مشجعى كرة القدم وبين البلطجية.
أما فيما يتعلق باتهامات «رئيس نادى الزمالك»، فالطبيعى بعد كل كارثة أن توجه لنا الاتهامات بأننا إخوان أو بلطجية لأن هذا هو المبرر الوحيد لمثل هذه الأحداث والدليل على ذلك اتهام أحد ضحايا الحادث بالبلطجة رغم أن عمره يبلغ (70 عاما) وكان يقوم ببيع المياه المعدنية أمام النادى.
وشكك أحد أعضاء ألتراس «نهضاوى» فى الاتهامات الموجهة إليهم، مؤكدا أن تواجد عدد من أعضاء «نهضاوى» كان لتشجيع ناديهم المفضل نادى الزمالك، دون أى أغراض أو دوافع سياسية، نافيا حصول أعضاء «نهضاوى» على مبالغ مالية مقابل الانتشار فى المدرجات وإحداث الفوضى.
 وعن أسباب تضامن ألتراس «وايت نايتس، ونهضاوى» بعد أحداث  استاد الدفاع الجوى الأخيرة أكد أن تضامن الطرفين أمر طبيعى وأسبابه التعاطف.
وأشار إلى أن اتهامات «رئيس نادى الزمالك» غرضها التلفيق والتضليل الإعلامى ومحاولة للإفلات من العقاب.
عمة «هالة الحبيشى» إحدى ضحايا الدفاع الجوى التى تبلغ من العمر 14  عاما وتنتمى لأسرة متوسطة فى قرية شبرا نمل بــ«طنطا» سردت لنا تفاصيل ما حدث، قالت: لقد جاءت هالة وشقيقتها سارة من طنطا إلى الأميرية لحضور مباراة الزمالك كما اعتادت دائما، ولهذا السبب قمنا بحجز خمس تذاكر للمباراة وبعدها وقفنا أمام الاستاد مشجعين ومرددين أغانى النادى.
كان العدد ضخما جدا ولذلك طلب منا عسكرى أمن مركزى الدخول فى صف الممر حتى نتمكن من الدخول وبسبب كثرة الأعداد داخل الممر والتدافع قام أحد الشباب بإشعال شمروخ حتى يثير الانتباه  فطلبوا منا الرجوع إلى الخلف لتكدس المشجعين فى الأمام، لكننا فوجئنا بسقوط القفص الحديدى علينا وقامت قوات الشرطة بإلقاء الغاز المسيل للدموع علينا فسقطنا فى الأرض من شدة الاختناق  وبعد فترة وجدت أحد الشباب يحمل «هالة» وكانت لا تتنفس فذهبنا بها إلى مستشفى قريب من الاستاد، حيث تم وضعها على جهاز تنفس وبعد لحظات قليلة أخبرتنا الدكتورة أنها توفيت نتيجة للاختناق.
كما قال «طارق العوضى» محامى الألتراس: إن هناك عددا تم القبض عليه من الجمهور ولا يوجد أحد من «الوايت نايتس»  نهائيا متهما بالتظاهر والتجمهر والتعدى على ممتلكات الشرطة وإتلافها ولم توجه لهم تهمة القتل.
كما أكد  أنه قام بتقديم بلاغ ضد كل من وزير الداخلية، ومدير أمن القاهرة، وقوات تأمين الاستاد، ورئيس وأعضاء اتحاد الكرة، ورئيس وأعضاء مجلس إدارة نادى الزمالك بتهمة القتل وتحميلهم مسئولية ما حدث فى المذبحة لتهئية الظروف التى تؤدى إلى القتل.
أوضح أن «رئيس نادى الزمالك» له معركة شخصية مع الوايت نايتس وهو يحاول تشويههم إلى درجة أنه يزعم أن الشهداء مجرمون وبلطجية.
وأعرب عن اعتقاده بأن ما حدث بالفعل كمين، والدليل على ذلك ما نشر على موقع إدارة نادى الزمالك يوم 4 فبراير من دعوة «رئيس نادى الزمالك» إلى الدخول بدعوات مجانية للحضور.∎