تعلمت اللغة العبرية والصلاة اليهودية فى المدارس الداخلية

ابتسام عبد الفتاح
ماجدة فنانة جمعت بين الكثير من المتناقضات.. القسوة والحنان، الصعوبة واللين، لا تعرف الوسط.. مذكراتها حافلة بالأسرار حول حبها الأول والوحيد وعلاقاتها بالملك فاروق وعبدالناصر والسادات ومبارك، وفاتن حمامة، والسبب وراء تعلمها اللغة العبرية وثراء أسرتها وغيرها من الأسرار فجرها السيد الحرانى الكاتب والباحث والصحفى:
بدأت أعرض على الفنانة ماجدة فكرة كتابة المذكرات الخاصة بها وبعد عدة محاولات لإقناعها طلبت 10 ملايين جنيه الذى كان بالنسبة لى مبلغ كبير ثم قامت ثورة 25 يناير فقررت الفنانة ماجدة إنشاء متحف يحفظ مذكراتها، حيث إنها استاءت من المسلسلات التى تجسد قصص حياة الفنانات وتراها غير حقيقية ففضلت كتابة مذكراتها حتى تصبح مرجعا للجميع بعد ذلك ثم بدأت تسجيل مذكراتها معى بلا مقابل واستمر تسجيلها وصياغاتها نحو 4 سنوات حتى ظهرت بالصورة النهائية.. والفنانة ماجدة كانت لا تهدف للحصول على 10 ملايين جنيه بل كانت تهدف لخروج المذكرات بصورة لائقة، وأضاف الحرانى أن أهم النقاط بحياة الفنانة ماجدة فكرة أنها كانت متهمة بتأجير شقتها على النيل للسفارة الإسرائيلية وهذا ليس حقيقيا فمن قام بذلك وكيل أعمالها الذى كان يحق له التصرف فى عقاراتها بدون الرجوع لها، فقام بتأجير إحدى الشقق التى تملكها للمركز الثقافى التابع للسفارة الإسرائيلية، فتعرضت لهجوم ودافعت الفنانة عن نفسها كثيراً ورفعت قضية على السفارة وحصلت على حكم بطرد المركز الثقافى ولم تستطع تنفيذ الحكم على المكان، وتضمنت المذكرات تعلمها خلال فترة الثلاثينيات بإحدى المدارس اليهودية وكانت داخلية، وكانوا يعلمون الأطفال اللغة العبرية، والصلاة اليهودية، بإحدى المرات رأها والدها تصلى تلك الصلاة فسألها عما تفعل فقالت له إن تلك صلاة تتم بالمدرسة فانزعج وأخرجها من المدرسة وقام بتحفيظها القرآن من خلال أحد المشايخ ونقلها إلى مدرسة الراهبات، وحينما نشرت تلك الواقعة بالمذكرات وأكدت الفنانة ماجدة أنها مسلمة وحافظة للقرآن، أصبح واضحاً أمام الجميع أن ما يقال عن يهوديتها أو كونها تميل إلى إسرائيل مجرد شائعات، وعن علاقة ماجدة بالمخابرات ذكرت أن فيلم جميلة بوحريد وتفاصيله مع المخابرات وكيفية تأثيره على تحرير الجزائر التى تحررت بعد عرض الفيلم بنحو عام ونصف العام وكيف تمت محاولة تفجير السينما ببيروت أثناء وجود الفنانة ماجدة فيها من بعض اليهود المتعصبين، وحدثت محاولات اغتيالها بفرنسا أثناء زيارتها لها ثم منعها من الدخول لفرنسا لمدة 20 عاماً بسبب فيلم «جميلة بوحريد»، المخابرات المصرية علاقتها ممتدة مع ماجدة فلم تنفصل المخابرات عن الفنانة ماجدة فى تلك الفترة، فكان هناك دعم معلوماتى فعند التنسيق لفيلم جميلة بوحريد كانت المخابرات توفر لها المعلومات وتسمح لها بزيارة أماكن سرية وكذلك الجلوس مع لجنة تحرير الجزائر التى كان يتبنها عبد الناصر، فمن كتب قصة الفيلم يوسف السباعى وزير الثقافة فى ذلك الوقت.
أما عن حياتها الزوجية فقالت ماجدة إنها بعمرها كله لم تتزوج سوى الفنان إيهاب نافع لمدة ثلاث سنوات فقط، سنة زواج ثم سنة مشاكل ثم سنة طلاق، وحدث ذلك نتيجة قبول أخواتها للزيجة، حيث كانت تخطت الخمسة والعشرين عاماً والعادات والتقاليد كانت لا تسمح بذلك، وكان رشدى أباظة قد تقدم لها قبله، كانت تحبه جداً ولكن رفضه أشقاؤها نتيجة معرفتهم بسوء أخلاقه بشكل شخصى فقد كان صديقاً لهم، وأنجبت من إيهاب بنتها الوحيدة غادة نافع التى اعترضت على فكرة كتابة مذكرات والدتها ورفعت قضايا بذلك الخصوص مستمرة فى المحاكم حتى الآن، واللافت للنظر أنه قد تقدم الكثيرون للزواج من ماجدة ولكنها اكتفت بعملها الفنى واحتواء أخيصها مصطفى الصباحى لها ولابنتها وكان يرأس سجن طرة ولم يتزوج هو الآخر، وقد حدثت شائعات فى ذلك النحو حتى إن هناك مشاجرة حدثت بين شاب سورى وشباب مصريين وتم تكسير جروبى نتيجة شائعة تقول إنها سوف تتزوج شابا سوريا، واستطرد الحرانى: أما بخصوص علاقتها بالأنظمة الحاكمة فأسرتها كانت صديقة لأسرة الملك فاروق، وكانت لديها علاقة حميمة بالرئيس جمال عبدالناصر، والرئيس السادات كان مشجعاً لها وهو أكثر الرؤساء التى تأثرت به فقد كان ابن بلدها المنوفية أما مبارك فكان قائد إيهاب نافع بالقوات الجوية وبالتالى فهو حضر زواجهما، وامتدت تلك العلاقة بعد تقليد مبارك برئاسة الجمهورية، وترى ماجدة أن نظام مبارك قد يكون أخطأ ببعض الأمور ولكنها ترى أنه لا يجوز الخروج عليه بذلك الشكل المهين، تقديراً لعطائه للبلد وأكدت ماجدة أن كل ما جاء فى مذكرات إيهاب نافع ليس سوى أكاذيب، وأشارت إلى أنها طلبت حذف فصل واحد من مذكراتها يختص بعلاقتها بالفنانة فاتن حمامة وحينما أصرت على نشره طلبت فاتن منها نشره بعد وفاتها، وأبرز ملامح هذا الفصل أن الفنانة فاتن حمامة كانت تعمل أعمالا سحرية للفنانة ماجدة فبمجرد دخول الشغالة الخاصة بها الاستديو تحدث مشاجرات بين ماجدة والمخرج أو تشتعل الكاميرا أو يحدث انفجار أحد الكابلات وأكدت أن هناك شهوداً كثيرين على تلك الوقائع مثل نور الشريف وحسن يوسف ومحمود ياسين الذين أكدوا لى ذلك وأكد لى حسن يوسف أنه كانت هناك منافسة قوية بين ماجدة وفاتن حمامة من حيث تشابه جسميهما واختيار أدوارهما كذلك، ومن أكثر الصعوبات التى واجهت الفنانة ماجدة بحياتها رفض أسرتها لفكرة عملها بالفن، حيث إنها تنحدر من أسرة عبدالرحمن باشا الصباحى، وهو أحد أبرز أعضاء مجلس شورى الخديوى إسماعيل، والعائلة كانت تمتلك 500 ألف فدان بالمنوفية، وتزوج والدها ووالدتها وهما أولاد عم رغم اعتراض الأسرة على ذلك، وتم حرمانهما من ميراث العائلة بسبب تلك الزيجة، بينما وضعت ماجدة الأسرة أمام الأمر الواقع حيث كتب إحسان عبدالقدوس فى ذلك الوقت أن بنت أحد موظفى الدولة بطلة فى فيلم سينمائى، ونتج عن انضمامها الوسط الفنى طلاق والدها لوالدتها.
وتتصف الفنانة ماجدة بأنها شخصية عنيدة جداً وطيبة جداً فلا يوجد لديها وسط حتى حينما تشرب المشروبات تشربها ساخنة جداً أوباردة جداً وحتى الآن تعمل فى مجال الإنتاج، ويشير الحرانى إلى أنه من الملفت مراجعتها المذكرات أربع مرات قبل نشرها، ونتيجة إرتباطاتها الكثيرة وبعد مسكنى عن مسكنها كان فى أحوال كثيرة تلغى جلسة المراجعة بسبب تأخرى عن الموعد المحدد، ودفعنى ذلك للتفرغ الكامل أثناء كتابة مذكرات الفنانة ماجدة، والتى تتميز داخل الوسط الفنى بأنها بيتوتة جداً فلا توجد لها علاقات بالوسط الفنى سوى داخل البلاتوه فقط. ∎