الثورة الدينية.. والجماعات الإرهابية

تشارك مصر فى أسبوع التوعية بالإسلام ونبى الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم، الذى بدأ أول أمس الخميس فى مدينة نيويورك الأمريكية.
كان مفتى الجمهورية الدكتور شوقى علام قد أرسل مستشاره الدكتور إبراهيم نجم لتوضيح الصورة الحقيقية للإسلام، وتصحيح المفاهيم المغلوطة لدى الغرب ونشر الوعى الدينى الصحيح بين المسلمين فى جميع أنحاء العالم.. وإذا كان سفر مستشار مفتى الجمهورية جاء تلبية لدعوة المراكز الإسلامية بولاية نيويورك بأمريكا التى تمثل أعلى نسبة تمركز وتواجد للمسلمين هناك، فإنه يجب عدم التوقف عند حد المشاركة فى المؤتمرات أو عقد اللقاءات والندوات أو إلقاء المحاضرات فقط، وإنما لابد من المبادرة والاستمرار فى التواصل الدائم وتقديم الدعم العلمى والشرعى للمسلمين المقيمين فى بلاد المهجر وتفنيد الفتاوى الشاذة التى تحث على القتل والإرهاب وتسىء للإسلام والتأكيد على تعاليم الإسلام السمحة وأنه دين ينبذ العنف والإرهاب، خاصة ونحن نرى يوما بعد آخر جرائم ترتكب وتلصق بالإسلام والمسلمين، وكان آخرها ذلك الهجوم الخسيس على مجلة «شارلى إبدو» الساخرة فى باريس الذى أسفر عن مقتل اثنى عشر شخصا، وأصاب العديد من الأبرياء.. فتصحيح المفاهيم الدينية خاصة فى الوقت الحالى الذى تشهد فيه مصر مؤامرات من الداخل والخارج ليس بالأمر الهين، بل يحتاج كما قال الرئيس عبدالفتاح السيسى فى الاحتفال بالمولد النبوى الشريف والذى كرم فيه علماء الدين إلى «ثورة دينية» لتجديد الخطاب الدينى ومواجهة الفكر المتطرف والمنحرف، وسرعة العمل على هذا التجديد أصبحت من الضروريات الواجبة شرعا، فليس من مصلحة مصر ولا العالم الإسلامى كله ذلك التباطؤ الذى تسير عليه المؤسسات الدينية لمحاربة الفكر المتطرف، فقد أخذنا وقتا طويلا لإنشاء قناة فضائية نحارب بها العنف والإرهاب الذى يبثه هؤلاء المتطرفون عبر الفضائيات، فيجب الإسراع وبذل المزيد من الجهد من أجل مواجهة هذا الفكر الشاذ ووقوف الجميع بجانب المؤسسات الدينية، ومساندتها فى عملها هو الطريق الوحيد لنشر قيم الاعتدال والوسطية ومحاربة الأفكار الإرهابية.∎