ثروة خيرت الشاطر الحرام

أحمد عطا
فى سرية تامة أسند «خيرت الشاطر» النائب الأول للمرشد، والمحبوس حاليًا على ذمة عدة قضايا مهمة الإشراف على البيزنس الخاص به فى ماليزيا وسنغافورة لاثنين من قيادات الجماعة وهما «جمعة أمين» عضو مكتب الإرشاد والهارب فى لندن، والدكتور «محمود حسين» أمين عام الجماعة والهارب إلى تركيا، وحسب ما أكدت مصادر يبلغ حجم البيزنس الخاص بالشاطر 8 مليارات يورو فى هاتين الدولتين، وهو البيزنس الذى شرع فى تأسيسه بمجرد خروجه من السجن بعد 25 يناير، ويتنوع حجم الاستثمارات المملوكة للشاطر فى ماليزيا وسنغافورة ما بين صناعة سفن، وسيارات، وتكرير بترول، وكيماويات، وشركة عقارية ضخمة تنفذ مشروعات فى الخليج يتولاها مهندس كورى.
الشاطر قبل 25 يناير
لم تتعد ثروة خيرت الشاطر قبل ثورة 25 يناير الـ 500 مليون دولار، أى ما يقارب 5,3 مليار جنيه مصرى، وهو يعد أغنى قيادى فى تاريخ الجماعة ولهذا كان يحكم الجماعة حتى وهو داخل سجن المزرعة والجميع كان يعمل له ألف حساب بمن فيهم وزير مالية الجماعة «محمود عزت» والملقب بالرجل الحديدى والهارب، وهو يعد المرشد الفعلى بعد حبس المرشد الحالى الدكتور بديع نظراً لأنه يملك أرقام الحسابات السرية للجماعة فى بنوك إسبانيا وجنوب أفريقيا، ولهذا غير الشاطر آليات مضاعفة ثرواته بعد ثورة يناير وخروجه من السجن هو وصديقه حسن مالك والملياردير أسامة سليمان، حيث كانوا محبوسين على ذمة القضية الشهيرة المعروفة بغسيل الأموال، فعقد عدة لقاءات وقتها مع القيادات المقربة منه لتنفيذ خطة double wealth وكانت هذه الخطة قبل وصول المعزول محمد مرسى للحكم، فى أثناء حكم المجلس العسكرى وحتى رحيله، وتعتمد هذه الخطة على تجارة العملة فى المقام الأول واستغل الشاطر الضعف الأمنى والفوضى التى كانت تسيطر على مؤسسات الدولة والشارع المصرى، فقام بنشر 33 فرعًا لشركة الصرافة التى يملكها وقفز وقتها الدولار لمستويات غير مسبوقة وكانت هذه الفروع تبيع خارج اللوحة.
الشاطر حقق ثروة هائلة كان يتم إيداعها أولاً بأول فى حسابه الخاص ما بين لندن وجنوب أفريقيا، وقد أكدت مصادر داخل الجماعة أن الشاطر حقق مكاسب من تجارة العملة خلال عامين فقط 3 مليارات دولار، وكان هذا الرقم على حساب الاقتصاد المصرى المتهالك، حتى إن مكتب الإرشاد كان يدفع بالاعتصامات الوهمية والمطالبات طول الوقت من صغار الموظفين والعاملين، للضغط على رئيس الوزراء وقتها عصام شرف لتسييل أكبر قدر من الاحتياطى النقدى وهو الفخ الذى لم ينتبه إليه رئيس الوزراء نظراً للضغوط المستمرة فى الشارع المصرى، ولهذا انخفض الاحتياطى من 36 مليار دولار تركها الرئيس الأسبق مبارك إلى 22 مليار دولار حتى رحيل عصام شرف، وكانت أفرع شركة الصرافة المملوكة للشاطر هى التى تشترى ملايين الدولارات المسيلة من الاحتياطى النقدى.
لحوم مالك والشاطر
حقق مستوردو اللحوم خسائر بالملايين حتى أن بعضهم أوقف النشاط تماماً وذلك بعد أن استلم الشاطر ومالك ملف استيراد اللحوم من الخارج، وقاما بوضع شروط جمركية وشروط خاصة بالإفراج الصحى كفيلة بجعل هذا الملف فى حوزة الشاطر، وقد كان لوزير التموين الإخوانى باسم عودة دور خفى فى سحب هذا الملف بتعليمات من الشاطر مباشرة دون الرجوع للرئيس المعزول محمد مرسى، واضطر 12 من كبار المستوردين لغلق ملف استيراد اللحوم والتعامل مباشرة مع الشاطر ومالك، وكانت دولة البرازيل هى المحطة الرئيسية نظراً لرخص سعر اللحمة وقلة جودتها، بالإضافة إلى استيراد اللحمة من السودان وإثيوبيا، وهى نوعية لحمة عليها ملاحظات طبية كثيرة، وقد شرع الشاطر فى تأسيس أكبر مجزر فى السودان باسم أحد قيادات الإخوان السودانيين بالمشاركة مع نجل الشاطر، وكانت لحوم الشاطر ومالك لا تخضع إلى أى ضوابط رقابية بعد ما تم غلق استيراد اللحوم من دول الاتحاد الأوروبى، وقد حقق الشاطر أرباحًا تجاوزت المليار دولار .
تسليح الداخلية
وهو الملف الأخطر.. وقد انفرد الشاطر بهذا الملف بعد أن حصل على معلومات عن وضع تسليح الداخلية من بعض الضباط التابعين للجماعة والمتعاونين معهم منذ قيام ثورة يناير، وقد كان حضور وزير الداخلية منصور العيسوى عندما كان وزيراً للداخلية حفل تدشين حزب الحرية والعدالة بقاعة فرحتى بفندق جراند حياة هى بمثابة إعلان عن سيطرة الجماعة على ملف الأمن الداخلى، والذى أسنده الشاطر بشكل مباشر إلى محمد البلتاجى والذى حصل على وعد وقتها من الشاطر بأن يتولى وزارة الداخلية بعد تحويلها للهيئة النظامية الإسلامية كمسمى بديل عن وزارة الداخلية الحالية، وأسرع الشاطر بما لديه من معلومات أن يعرض الأمر على قيادات التنظيم الدولى لإعادة تسليح الداخلية من خلال أصدقائهم من بعض الدول المؤيدة لصعود التيار الإسلامى فى مصر، وبالفعل كان ملف التسليح من نصيب تركيا التى كان مقررًا لها أن ترسم مصر أخرى كإحدى الولايات العثمانية يستعيد بها أردوغان قيادة المنطقة من جديد ورسم الشرق الأوسط الجديد بتعليمات أمريكية ولم يمهلهم القدر، وانطلقت ثورة 6/30 والتى قام بها الشعب المصرى لتطيح بالحلم والمخطط التركى الأمريكى والصهيونى فى المنطقة.
ابتزاز رجال الأعمال
بدأ رجال الأعمال فى التودد لرجل المفاوضات الأول حسن مالك لحل مشاكلهم مع الدولة الجديدة بشرط أن يعرض مالك الملف على خيرت الشاطر الذى يضع النسبة المقررة على كل رجل أعمال فى شكل تبرعات للجماعة أو للدولة الجديدة فى مقابل الوصول لحل وسط يرضى رجال الأعمال، ومنهم رجل أعمال شهير تقابل مع مالك بوساطة أمريكية وتم حل مشكلة شهيرة له حيث وصلت مديونياته للدولة المليارات تم تخفيضها فى مقابل أن سدد للجماعة مليار جنيه مصرى، وكان مرسى يعلم للعلم فقط بدون أى تدخل تاركاً ملف التفاوض مع رجال نظام الرئيس مبارك الذين كانوا يبحثون عن وسيلة للوصول لخيرت الشاطر والتفاوض معه.
الشاطر وإعمار ليبيا
كانت ليبيا هدفًا للجماعة بشكل عام والشاطر بشكل خاص، حيث عقد الشاطر لقاء مع القيادى الليبى ومسئول الجماعة فى غرب ليبيا عبدالقادر باكطور قبل ثورة 30 يونيو بعدة أشهر، واتفق معه على وضع خطة تقوم من خلالها شركة الشاطر بالتنسيق والمشاركة مع الجانب التركى على توريد جميع مواد البناء من أسمنت وحديد تسليح بمعرفة الجانب التركى فى حالة البدء فى إعمار ليبيا، وتم مناقشة جميع التفاصيل ومنها عمولات قيادات الإخوان فى تركيا والتى تصل لملايين الدولارات، وقد شهد هذا اللقاء وباركه الملياردير إبراهيم منير أمين عام التنظيم الدولى فى أوروبا وكان ذلك بالعاصمة التركية اسطنبول، وقد لعب عبدالقادر باكطور دورًا فى تدريب عناصر مسلحة من بيت المقدس فى غرب ليبيا بل قام بإمدادهم بالسلاح.
تراث ماسبيرو
كان الإعلام عبئًا على جماعة الإخوان المسلمين بعد وصولهم للحكم وسيطرتهم على الرئاسة والبرلمان، فقد أعد وزير إعلام الإخوان مذكرة للشاطر، طلب منه التخلص من تراث اتحاد الإذاعة والتليفزيون والذى تكون مع بدء إنشاء التليفزيون عام 1960 وهو يتكون حسب ما جاء فى المذكرة من آلاف الساعات من المفاسد والتى أنفق عليها الملايين فى عهود سابقة، والتى سوف تعوق رسوخ فكر الجماعة ومشروع الخلافة من برامج وخطب عبدالناصر والسادات وأفلام ومسلسلات درامية، فكلف الشاطر بعرض الأمر على الجانب القطرى فى إحدى زياراته، فوافقت قطر على شراء التراث التليفزيونى بمقابل 500 مليون دولار بما فيها التراث الإذاعى، ولم يكف طموح الشاطر إلى هذا الحد فقد استعان بشركة دعاية هولندية مقرها أمستردام لعمل دعاية للرئيس المعزول محمد مرسى فى مقابل 50 مليون دولار دفعها الشاطر من حسابه الخاص، ومازالت هذه الشركة قائمة وهى مملوكة لضابط سابق بالجيش الإسرائيلى، ويبقى الشاطر جزءًا من مخطط صهيونى تركى أمريكى كان يتحرك تحت مظلة حلم الخلافة الإسلامية بهدف إعادة رسم شرق أوسط جديد.∎