الجمعة 2 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الزعيم جدو.. وأحمد عرابى!




عاصم حنفي روزاليوسف الأسبوعية : 13 - 02 - 2010


أخشى أن يضيع الانتصار العظيم من ذاكرة الأمة.. فى زحمة المشاغل اليومية.. واهتمام الناس بتوافه الأمور من قبيل أزمة البوتاجاز وارتفاع الأسعار وحكايات الفساد وغيرها.. وقد انقضى الآن أسبوعان منذ انتصار 31 يناير دون أن يبادر كاتب سيناريو يوحد الله بكتابة فيلم سينمائى أو مسلسل تليفزيونى يشرح للأجيال القادمة تفاصيل وخبايا منتخب «الساجدين».. ووالله العظيم أننى أخشى أن نكرر نفس الغلطة التاريخية التى ارتكبت مع انتصار أكتوبر ,.73 فنحتفل بالنصر الكروى المظفر بطريقة كلشنكان.. مجرد حفل سنوى بالأوبرا يغنى فيه المطربون ويتحنجل الراقصون وخلاص.. كفى الله التليفزيون شر الاحتفالات..! إن انتصار 31 يناير شىء مختلف يستحق منا التوقف والانتباه.. ولا أعرف لماذا لانقرره إجازة سنوية بأجر مدفوع.. تماما كما نحتفل بذكرى 23 يوليو وانتصار أكتوبر ومعنا كل الحق.. وإذا كان جيل الآباء والأجداد يفخر بزعمائه التاريخيين أحمد عرابى ومصطفى كامل.. فإن من حق جيلنا أن يحتفى برموزه الوطنيين حمص وشيكا وجدو..!!
ولا أعرف والله أين اختفى وحيد حامد وأسامة أنور عكاشة اللذان أتهمهما بالتقصير والتقاعس والخيانة الوطنية والتخلف عن أداء الواجب الوطنى تجاه التاريخ والأجيال المقبلة.. باستخلاص العبر والدروس المستفادة من ذلك العبور العظيم من الهزيمة للنصر. الواجب على وحيد وأسامة أن يراعيا ضميرهما الوطنى فيكتبا ما يخلد الانتصار العظيم.. ويجسدان لنا صور الكفاح والبطولة من أجل حصد النصر.. وإذا كان هتلر يفخر بجوبلز وزير دعايته.. وعبدالناصر بأحمد سعيد مدير إذاعته الناصرية.. فإن جيلنا الحالى يفخر «ببندق».. أو خالد الغندور الذى قاد فصائل الإعلام وشن الحروب الدعائية ضد الخصوم وضحى بالغالى والنفيس من أجل إعلاء راياتنا الكروية الخفاقة.. ويا ليت كتاب السيناريو يستفيدون من التجارب والصور الخالدة المحفورة فى الذاكرة من أجل تهيئة المجتمع للنصر العظيم. خد عندك صورة نقابة المحامين التى خرجت عن بكرة أبيها تصطف فى فناء النقابة تحرق علم الجزائر.. ولم تنس طبعا أن تدعو مصورى الصحف ووكالات الأنباء لتغطية الحريق التاريخى..! وخذ عندك صورة رجال الأعمال وقد خرجوا عن وقارهم فتبرعوا بالغالى والنفيس من أجل نصرة فريق «الساجدين» الذين صور بعض الحاسدين أنهم «فريق الفراعنة».. فإذا بالصورة تتضح.. وإذا بهم من الساجدين حقا بدليل فوزهم فى جميع المباريات.. بما يؤكد صحة النظرية. إن أجمل ما فى الانتصار الكروى أنه يعيدنا للزمن الجميل.. زمن الأحلام التى حفزت المشاعر واستفزت الطاقات.. فخرجت الأغنيات الجميلة.. أغنية لنشرة الأخبار.. ولمعونة الشتاء ولتسليح الجيش وللتصنيع الثقيل وللتماثيل الرخام على الترع..
ولعلنا الآن أحوج ما نكون لحلم قومى كبير نلتف حوله ونصلى من أجله ونضحى لصالحه ونغنى له.. بعد أن صارت أغانينا وأناشيدنا من الحلق والمناخير.. ولهذا لم نعد نحفظها لأنها أغان سابقة التجهيز ننساها بعد خمس دقائق.. لا تمس الوجدان لأنها ليست من القلب..
ومن غير المعقول أن نغنى للقمح ونحن نستورده وأن نغنى للقطن ونحن نعانى تدهورا خطيرا فى إنتاجه.. ومن غير الممكن أن نغنى للتصنيع ونحن نتخلص من مصانعنا للخواجة.
ولأننا لا نحلم فإننا لا نغنى بعد أن فشلنا فى تجميل الواقع وتحسين المستقبل الذى استحال إلى كابوس.. ولهذا تأتى أهمية الانتصار الكروى.. وقد صارت أغانى الكورة هى أغانينا الوطنية.. وهل سمعت آخر نشيد وطنى تتغنى به الجماهير: عاوز تهده.. هاتله جدو.. يا سلام كمان والنبى..!!