الإثنين 16 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

بالفيونكات والضفائر..!




عاصم حنفي روزاليوسف الأسبوعية : 21 - 11 - 2009


البهوات الذين سافروا على حساب صاحب المحل لتشجيع المنتخب الوطنى بالسودان.. لم نسمع لهم هناك حسا ولا خبرا.. فى حين احتلت الجماهير الجزائرية جنبات الملعب صياحا وحماسا وتشجيعا.. بما يعنى أنهم جماهير متحمسة أحيانا ومتعصبة على طول الخط.. عكس الجماهير إياها التى تتعامل بالشوكة والسكين.. وقد تابعنا من خلال التليفزيون فوجدنا الحماس الهادر للجماهير الجزائرية.. فى حين انزوت الجماهير المصرية وقد وضعت الفيونكات والضفائر.. صامتة مؤدبة.. لا تتحرك بأعلامها إلا عندما تقترب منهم الكاميرات فيحركون الأعلام كنوع من أداء الواجب وذر الرماد فى العيون لاتقاء القر والحسد من الجماهير الحقيقية التى بقيت فى مصر.. وكانت تود السفر لتشجيع فريقها بالروح والدم.. لولا أن سعر التذكرة بالشىء الفلانى.. ولا أعرف لماذا لم نعاملهم معاملة بهوات الخمس نجوم الذين سافروا ولم يدفعوا مليما واحدا.. وهناك من يحب مصر بشرط تقاضى البدلات والامتيازات.. ووالله العظيم لو أننا سمحنا بسفر ثلاثة آلاف مواطن من جماهير الدرجة الثالثة لكان الحال غير الحال.. وكانوا قادرين على تحريك الحجر.. والتصدى للجماهير الجزائرية التى وجدت الساحة خالية فتحركوا براحتهم ومارسوا العنف غير المشروع ضد الجماهير المصرية المؤدبة التى جلست تتابع المباراة وكأنها مباراة بين مدغشقر وموزمبيق، فشجعت اللعبة الحلوة وشربت الحاجة الساقعة ولوحت بالأعلام حين تقترب منهم الكاميرات!
ولا أعرف بالضبط من الذى أفتى فى لحظة تجلٍ بمنع جماهير الدرجة الثالثة من السفر.. فى حين سمح للبهوات والنجوم بالسفر المجانى.. بما يعنى عدم العدالة فى التوزيع.. وبما يعنى الكوسة والمهلبية فى تقسيم الأرباح والمكاسب والامتيازات.. وهى الكوسة التى نراها فى العديد من المواقف والحالات المماثلة.. وراجع قوائم السفر للعلاج على نفقة الدولة.. تجد أن المحاسيب والمعارف والبهوات فقط هم المسموح لهم بالسفر للعلاج والرحرحة.. أما السوقة والرعاع فمكانهم العلاج بالمستشفيات إياها، حيث الداخل مفقود والخارج مولود ولا حول ولا قوة إلا بالله..!
لقد اكتشفنا فى الجولة الأولى من اللقاء مع فريق الجزائر.. أن اللاعب رقم واحد هو الجمهور الغفير الذى وقف مع فريقه وشجعه وسانده حتى اللحظة الأخيرة من المباراة حين أحرز هدف التعزيز الثانى.. ولا أعرف لماذا لم نستثمر عامل الجماهير المؤثر فى اللقاء الثانى.. وهو ما استثمرته الجزائر فأرسلت الطائرات الكثيرة.. بالجماهير المتحمسة والمتعصبة التى احتلت استاد أم درمان ولم تكتف.. وإنما احتلت شوارع وفنادق المدينة.. فكانت لها الغلبة فى الملعب وبثت الرعب فى قلوب جماهير مصر الوديعة.. التى لا تمتلك القدرة أو الشجاعة ولا ألاعيب الملاعب.. فانزوت فى ركن الملعب تخشى على نفسها التعامل بإيجابية مع أحداث اللقاء..!
أما عن المباراة التى خسرناها. فهاردلك.. الرياضة مكسب وهزيمة.. وقد أدى اللاعبون والجهاز الفنى ما عليهم.. لعبوا برجولة وخسروا بشرف.. وغدا يواجهون الهجوم العاصف من الخبراء إياهم.. الذين لا يعجبهم العجب ولا الصيام فى رجب وشعبان ورمضان.. والذين يسنون السكاكين والمطاوى لذبح الفريق الذى سافر وحده.. رغم وجود البهوات والمحظوظين الذين سافروا على حساب صاحب المحل.. والذين لم نسمع لهم حسا ولا خبرا حتى كتابة هذه السطور..!