الخداع مرة أخري

سألوني بعد ترشح عمر سليمان من ستختارين رئيساً؟ ولم يدهشني السؤال لأن ما حدث في استفتاء 19 مارس 2011 من خداع الناس بأن الانتخابات أولا قبل الدستور هي السبيل لتحقيق الاستقرار وعودة الأمن.. ويكاد يتكرر مرة أخري بعد ترشح عمر سليمان بزعم أنه رجل المرحلة الحالية من أجل الأمن والاستقرار، ونسوا أو تناسوا أنه قد ثبت فشل هذه النظرية تماما وأننا مازلنا نعاني من تداعيات هذا الخداع حتي الآن ونتخبط في كل جانب بسبب عدم وضع دستور دائم للبلاد أولاً.. وكانت إجابتي حاضرة.. فمن غير الممكن بأي حال من الأحوال أن أنتخب الذين شاركوا في وضع سياسات مصر لسنوات طويلة في ظل حكم فاسد ظالم عاني فيه الشعب ما عاني وفسدت فيه الحياة السياسية تماما وتفشي الفساد وتضخم.. بل أكثر من ذلك أن هؤلاء لا يؤمنون بثورة 25 يناير حتي الآن.
 
لذلك سأختار الحلم الثوري الذي ينهض بمصر ويقيلها من عثرتها ويأخذ بيدها إلي مصاف الدول الحرة المتقدمة ولدينا نماذج وطنية مترشحة للرئاسة ممن عرفناهم ثائرين منذ فجر شبابهم ويحلمون لمصر بمستقبل أفضل، وقام النظام السابق والذي يسبقه بوضعهم في السجون منهم حمدين صباحي، ود. عبدالمنعم أبوالفتوح وأيضاً المهندس خيرت الشاطر في حالة ما إذا كان ترشحه جائزاً قانوناً هو وحازم أبوإسماعيل كما لدينا المستشار هشام البسطويسي وغيرهم ممن يرغبون في تغيير مستقبل مصر للأفضل.
 
فقد تعلمنا أن الثائر هو من يطالب بالحرية والكرامة والرفعة لوطنه وشعبه بدءاً من أحمد عرابي القائل متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً.. ختاما بثوار يناير الذين قالوا ارفع رأسك فوق إنت مصري.
هذا هو الحلم الذي نسعي لتحقيقه في شخص رئيس مصر الجديد والرهان الآن علي الشعب الواعي الذي ثار ونضج وأصبح أهلاً للديمقراطية بعكس ما يعتقد السيد عمر سليمان وفي إمكانه التمييز بين الغث والسمين شريطة أن تكون الانتخابات حرة ونزيهة.