الثلاثاء 6 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

محمد أبوالعينين.. توكل على الله واعتزل السياسة!

محمد أبوالعينين.. توكل على الله واعتزل السياسة!
محمد أبوالعينين.. توكل على الله واعتزل السياسة!


أحد أقطاب ورموز رجال مبارك ممن لهم تاريح حافل وطموح لا يتوقف عند عالم الاقتصاد والسياسة بل كانت لديه قوة مكنته من الاستمرار والحفاظ على شعبيته الجماهيرية طوال 15 عاما قضاها فى البرلمان، فقد جمع بين السلطة والمال وسخّر كلاً منهما فى خدمة الآخر.
 
شغل أبوالعينين منصب رئيس مجلس إدارة شركة كليوباترا جروب، إحدى كبريات الشركات الاستثمارية فى الشرق الأوسط، والتى يعمل بها أكثر من 25 ألف عامل، ورئيس لجنة الصناعة والطاقة بمجلس الشعب سابقاً، وعضو اللجنة الاقتصادية ولجنة السياسات بالحزب الوطنى المنحل، ومرشح نظام مبارك لانتخابات البرلمانين الأوروبى والمتوسطى.
 
تخرج محمد أبوالعينين فى كلية التجارة وإدارة الأعمال بجامعة حلوان عام .1973 أسس أول مصنع للسيراميك تحت اسم شركة سيراميكا كليوباترا عام 1983 فى مدينة العاشر من رمضان وبعد عشر سنوات من تخرجه. واليوم تحول هذا المصنع إلى مجمع صناعى متكامل مكون من 17 مصنعا يعمل به 16 ألف مهندس وفنى وعامل، ويبلغ إنتاجه السنوى 100 مليون متر مربع ومليون قطعة من الأدوات الصحية.
 
يمثل أبوالعينين نموذجًا لرجل الأعمال الذى بنى ثروته مع سياسة الانفتاح الاقتصادى، لذلك اتسع نشاطه وامتد إلى مشروع شمال غرب خليج السويس ومشروعات التنمية الزراعية فى شبه جزيرة سيناء ومشروع استصلاح وزراعة شرق العوينات.
 
اعتمد أبوالعينين فى بناء استثماراته على منظومة الفساد التى كانت سائدة فى جميع قطاعات الدولة والقطاع المصرفى. فهو يحصل على الأرض كتمليك بأسعار زهيدة ثم يعيد بيعها ويحقق مكاسب كبيرة من وراء ذلك.
 
يكفى أن نعرف أنه فى شمال غرب خليج السويس حصل على أكثر من 4,12 مليون متر مربع منها 5,4 مليون متر كاملة المرافق والخدمات وبسعر أقل من دولار للمتر!! كما كان يعتمد على ضخ استثمارات صغيرة وأصول يتم تقييمها بأكثر من قيمتها، ثم يعتمد على التمويل المصرفى بأضعاف ما دفعه.
 
لذلك كان الحصول على الأراضى بأسعار رمزية، والقروض المصرفية، والدعم الاقتصادى والسياسى هى الدعائم التى أسس عليها محمد أبوالعينين دولته.
 
فقد حصل أبوالعينين على الأرض فى شمال غرب خليج السويس ودفع 20٪ فقط من قيمتها المقدرة بنحو 62 مليون جنيه، أى أنه دفع 4,12 مليون جنيه ليحصل على 4,12 مليون متر مربع على أن يسدد باقى ثمن الأرض على أربع أقساط سنوية تنتهى فى عام 2002، ويتحمل غرامة تأخير 7٪ فقط عن كل سنة تأخير.
 
وتأخر أبوالعينين فى السداد حتى عام 2006 وعندما كشف الجهاز المركزى للمحاسبات ذلك وطالب بسداد غرامة التأخير، كان أبوالعينين قد باع جزءًا من الأرض مقابل 20 جنيهًا للمتر ليكسب 15 جنيها فى كل متر.
 
وصمتت الرأسمالية الفاسدة عن أبوالعينين وأحمد عز بينما تطارد المقترضين الصغار من الصندوق الاجتماعى وبنك التنمية والائتمان الزراعى، فهذه دولة النهب وفساد الكبار وسرقة حقوق الصغار.
 
وفى 5 يوليو ,2012 حصل أبو العينين على بطاقة لجوء سياسى دولية. وهى بطاقة عالمية للجوء السياسى وتبدأ مدتها من يوم 5 يوليو 2012 وتنتهى فى 5 يوليو 2020 بمعنى أنها تستمر 8 سنوات كاملة.
 
أبوالعينين يمتلك طائرتين واحدة من طراز جلف سترين 550 وتسع 12 راكبا يصل سعرها إلى حوالى 4 ملايين دولار وأخرى من طراز هوجو فايف، ويتميز أبوالعينين عن غيره من رجال الأعمال خاصة أنه الوحيد الذى يمتلك رخصة طيران ويقود طائرته بنفسه ويعامل معاملة الطاقم الطائر فى المطارات ولا يتم تحصيل أى رسوم منه كراكب.
 
كان أبوالعينين أحد المتهمين بقضية «أرض الطيارين» حيث تمت مخالفات عدة فى البيع لصالحه، استولى على 15 مليون متر مربع بمرسى علم مقابل دولار واحد للمتر المربع بحجة تشجيع الدولة وجذبها للمستثمرين.
 
أما عن دوره السياسى فقد صرح بعد الثورة بأن مبارك راعى الأمن والأمان، هو سبب الاستقرار الذى شجع الاستثمار وأنه لو عُرض عليه دفع نصف ثروته مقابل خروج مبارك لفعل.
 
وهو أحد المتهمين بتدبير وتمويل موقعة الجمل، والذى بُرّئ منها فى أكتوبر .2012
وتعرض أبوالعينين لضغوط كثيرة من قبل جماعة الاخوان المسلمين فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى عن طريق إثارة البلبلة بين العاملين وإيقاف العمل بمصانعه والتى وصلت خسائر أحدها على حد قوله إلى 30 مليون جنيه لتوقفه لـ25 يوما ، مشيرا إلى أن الجماعة لجأت بعد ذلك إلى سياسة الحرق وقاموا بإرسال شخصين لإحراق مصنع العاشر وتم اكتشافهم من قبل العمال.
 
وأعلن خلال حواره مع الإعلاميين أحمد موسى وحمدى رزق فى برنامج مصر تنتصر على قناة «صدى البلد»، أن الرئيس المعزول محمد مرسى كانت لديه النية لتأميم شركة كليوباترا ومنحها للعمال بحجة الأزمة التى تم افتعالها مع عمال أحد المصانع التابعة للشركة، لافتا إلى أن الدكتور كمال الجنزورى رئيس الوزراء الأسبق ورجل الأعمال نجيب ساويرس وقفا إلى جواره ودعما موقفه وهو لن ينسى له موقفه الشهم، موضحا أنه فى اليوم التالى خرج ياسر على المتحدث باسم الرئاسة وقتها وقال أنه لا نية لتأميم الشركة وأن هناك سوء فهم فقط.
 
مضيفا أن هناك من يحاولون الضغط عليه بتهديده بوجود مستندات وأوراق تدينه ويكون رده عليهم بأن باب النائب العام مفتوح لكل من يريد أن يتهمه بأى فساد.
 
مُنع أبوالعينين من السفر والتصرف فى أمواله بعد الثورة ضمن حفنة رجال الأعمال الذين تم منعهم من السفر بعد الثورة مباشرة نتيجه للضغط الشعبى، ورغم قدرة فتى الحزب الوطنى المدلل على تجاوز الكثير من الاتهامات الموجهة له فى ظل ظروف ما بعد الثورة ودعوات التصالح مع رجال الأعمال، ورغم قدرته على قمع سلسلة الإضرابات التى انتشرت فى شركاته بعد امتناعه عن صرف مستحقات العاملين، وفصله لعدد منهم وتصدير قيادات الجيش الثالث الميدانى للتفاوض مع العمال، ورغم محاولة تقربه من الإخوان، ووصفه تحركات العمال أمام القصر الجمهورى لمقابلة مرسى وعرض مطالبهم بـ«البلطجة والانتهازية والابتزاز» واتهامهم بأنهم مُحرَّضون من جهات خارجية للاستيلاء على المصانع، ضمن عدوانيته لعمال مصانعه الذين لا يوفر لهم تأمينًا ضد المخاطر ولا رعاية صحية، إلا أن الأولوية كانت لرجال الأعمال المقربين والمنتمين للجماعة مما أزال النور الساطع حوله.
 
ها هو أبوالعينين يطل من جديد رئيساً لمجلس الأعمال المصرى- الأوروبى والذى يسعى للحفاظ على نظام يخدم رجال الأعمال ويحمى مصالحهم، ويصرح بأن هناك من يحاول إيصال رسائل مغلوطة للخارج خاصة بعد الثورة الشعبية فى 30 يونيو، وأن نتائج استفتاء الدستور عبرت عن العرس الديمقراطى الذى تعيشه البلاد ضمن خطوات تحقيق خارطه الطريق، على حد تعبيره!
 
فقد اختفى عن الساحة وبعد ثورة 30 يونيو ، عاد «أبوالعينين» للظهور بقوة مؤيدا وداعما للمشير عبدالفتاح السيسى، ففى ميدان الجيزة، وبالقرب من مسجد الاستقامة، ارتفعت «بانرات» كبيرة كتب عليها: «تحيا مصر.. السيسى رئيس لكل المصريين»، وغيرها من الشعارات المؤيدة للسيسى، كما انتشرت هذه البانرات فى عدد كبير من شوارع المحافظة الشهيرة مثل البحر الأعظم، حتى الشوارع الجانبية.
 
ولم يكتف «أبوالعينين» بالظهور من خلال اللافتات والبانرات، بل خصص عقارا كاملا داخل ميدان الجيزة، لمساندة الرئيس السيسى كتب عليها «أبوالعنينين يدعم السيسى رئيسا لكل المصريين».