الأربعاء 5 نوفمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
100 سنة روزاليوسف

عندما تضحك السياسة

الكتابة الساخرة فى «روزاليوسف».. نقول ما لا يقال

كانت مجلة «روزاليوسف» مرآة تعكس حال المجتمع، ولطالما كانوا كتّابها قادرين على مناقشة قضايا المجتمع السياسية والاقتصادية والاجتماعية بكل جراءة، ومن بين هؤلاء الكتّاب، ظهر نوع فريد، اختار أن يواجه الواقع بقلم لاذع، فحوّل الكتابة الساخرة من أداة للتهكم إلى وسيلة راقية لقول ما لا يقال.



لطالما قد أنجبت «روزاليوسف» عبر تاريخها رموزًا فى فن الكتابة الساخرة، تركوا بصمة لا تُمحَى فى الصحافة العربية، كما استطاع عدد من كتّابها الجادين أن يجدوا فى الكتابة بأسلوب ساخر ملاذًا صادقًا للنقد الذى يبحث عن الحقيقة، حتى وإن اختبأت خلف الفكاهة.. وفى السطور التالية نحكى عن بعض من رموز الكتابة الساخرة فى «روزاليوسف». 

 

فكاهة العشرينيات

عندما تملكت فكرة إصدار مجلة من عقل وقلب السيدة «روزاليوسف» كان الكاتب الصحفى محمد التابعى هو أول المحررين الذين فكرت فى ضمهم إلى فريق المجلة، وقتها كان التابعى يشغل منصب موظف فى مجلس النواب، لكنه فى نفس الوقت كان يكتب نقدًا فنيًا فى جريدة الأهرام، وبالفعل بدأ «التابعى» الاشتراك فى تحرير المجلة كمشرف على باب النقد المسرحى، ورغم أن الأعداد الأولى من مجلة «روزاليوسف» كانت حافلة بمقالات لكبار الكتّاب والمفكرين أمثال «العقاد والمازنى» على اعتبار أنها مجلة ثقافية أدبية تعتمد على القصة والشعر والفن؛ فإنها لم تلقَ رواجًا لدى الجمهور، فبدأت «روزاليوسف» التفكير فى استحداث أبواب تجذب القارئ، فكان الاتجاه إلى تناول الشأن السياسى، فى هذا الوقت لم يكن «التابعى» قد كتب سياسة من قبل، فبدأ يقرأ فى الشأن السياسى ويُعلم نفسه بنفسه، ووفقًا لكتاب الباحث والكاتب «شهدى عطية» الذى يحمل عنوان  «المُجدِّد صاحب الجلالة.. محمد التابعى» فإن أمير الصحافة قد بدأ مقالاته السياسية منذ عام 1926 لكن من دون توقيع؛ لأنه فى ذلك الحين كان موظفًا فى مجلس النواب والقانون يحظر ذلك، فكان له طريقته الخاصة اللاذعة جدًا لكنها لم تخلُ من الطرافة التى تسببت له فى دخول السجن.

 

 فى العدد 90 الصادر يوم 28 يوليو 1927 كتب «التابعى» مقالاً بعنوان (ولى عهد مصر يجرى فى عروقه دم فرنسى) يتهكم فيه على «فاروق» ولىّ العهد؛ لأن والدته الملكة «نازلى» يرجع نسلها إلى «سليمان باشا الفرنساوى».. ومنذ العدد 99 بدأ فى نشر سلسلة مقالات بعنوان (ملوك وملكات أوروبا تحت ستار الظلام) امتدت لعشر حلقات، بها إسقاط على فساد الأسرة المالكة بما تحمله من غمز ولمز على ملوك كانوا لا يزالون فى كرسى الحكم، وعلى الرغم من جراءة هذه السلسلة؛ فإنها كانت أيضًا لا تخلو من الفكاهة فى أسلوب الكتابة أو العناوين المختارة، منها على سبيل المثال المقال الذى نشر فى العدد 110 بتاريخ 15 ديسمبر 1927 بعنوان (الخديو إسماعيل والملكة فيكتوريا.. معلومات لذيذة لم يسبق نشرها)، لكن اللذة التى كانت فى المعلومات لم يرها الملك «فؤاد» إلا مساسًا بسيرة والده.

 

 وفى اليوم التالى لنشر المقال أحيطت (دار روزاليوسف) فى شارع جلال برجال البوليس للقبض على محررى المجلة لمعرفة كاتب المقال، وكانت السيدة «روزاليوسف» وقتها فى باريس، بينما كان «إبراهيم خليل»- اسمه الحقيقى سعد الكفراوى- هو رئيس التحرير الرسمى للمجلة بالنيابة عنها، وهو المسئول قانونيًا عن كل ما يُنشر بها، وقد صدر ضد «التابعى» فى هذه القضية حكم بالسجن ستة أشهر مع إيقاف التنفيذ وكفالة دفعها له صديقه الفنان «يوسف وهبى»، ورغم هذا الموقف النبيل الذى قام به «وهبى» فإن «التابعى» لم يمتنع عن نقده نقدًا شديدًا مصحوبًا برسومات ساخرة من مسرحه، لدرجة أنه عندما أتى يوم ذكرَى تأسيس (فرقة رمسيس) التى أسّسها «يوسف وهبى» كتب مقالاً عنوانه (اليوم ذكرَى وفاة المسرح المصرى). 

 

 

 

 

ملك الزجل

كان «التابعى» يستخدم قلمه للهجوم على بعض الأشخاص الذين يتبنون سياسة تخالف سياسته، مثلما فعل مع سليمان فوزى صاحب مجلة «الكشكول»، تلك المجلة التى اعتادت الانحياز للحكومة ومهاجمة الوفد منذ العدد الأول، وقد اختار «التابعى» الوقوف مع الوفد، وشن هجومًا ضاريًا على «سليمان فوزى» فى «روزاليوسف»، بالمقال والكاريكاتير والأزجال، حتى إن هذه المعركة قد تمكنت من القضاء على مجلة «الكشكول»، فلم تقم لها قائمة بعد أن خصص له «التابعى» بابًا أسبوعيًا أسماه (حقائق وقاذورات)، وكان ينشر فيه قصة بطلها «سليمان فوزى» ويقابلها فى الصفحة التالية كاريكاتير لاذع عنه، حتى إنه فى العدد 131 من «روزاليوسف» كتب مقالاً ساخرًا بعنوان (الكشكول فى سنته الجديدة كلمة سليمان فوزى كما يجب أن تكون)، قال فيه (يستقبل الكشكول بهذا العدد سنته الثامنة ووراءه ماضٍ منتن متقيح.. وإنه ليسأل المغفرة عن هذا الماضى من الله ومن ضحاياة الذين عاشوا وعاشت أعراضهم مادة لا ينضب معينها لريشة الكشكول وقلمه).. وكانت هذه المقالات  يرافقها فى الغالب زجل كتبه دكتور «سعيد عبده»، منها على سبيل المثال:

 أبوك وأمك مجال محناشى فرسانه 

الراية لك فيه ووش البركة ميدانه 

ويا شيخ مراتك كمان والبيت وجدعانه

الله يسامح ويرخى الستر ع الجانى 

وتعيش لك انت كمان أسبوع ع التانى 

على الله تغسل قذارتك بالسليمانى

وقد ذهب «سليمان فوزى» يشتكى مجلة «روزاليوسف» بعد هجومها الضارى عليه، فكتب الدكتور «سعيد عبده» فى افتتاحية العدد 132 مقالاً بعنوان (ماما ماما «روزاليوسف» ضربتنى)، يسخر فيه من صاحب «الكشكول» ويشبه بالطفل الذى ذهب لأمه النيابة يشتكى ويبكى. 

 

كان «سعيد عبده» من أقوى الكتّاب الذين عاصروا بداية المجلة فى العشرينيات والثلاثينيات، وهو شخص متعدد المواهب، فهو طبيب، وصحفى، وشاعر وزجال، وكان صديقًا شخصيًا للموسيقار «محمد عبدالوهاب» حتى إن تجربته الوحيدة فى تأليف الأغانى كانت أغنية (أمانة يا ليل) التى غناها موسيقار الأجيال، وبخلاف مقالاته النقدية اللاذعة، كان رفيقًا دائمًا لـ«التابعى» على صفحات المجلة، فكانت أشهر الأبواب الساخرة فى المجلة فى تلك الفترة يقومان بتحريرها سويًا، بينما كان يكتب الزجل أيضًا، بشكل شبه أسبوعى، وفى موضوعات متفرقة ومختلفة.. وعلى سبيل المثال تندُّره على فكرة تم طرحها بصرف إعانات للممثلين غير العاملين بزجل هو عبارة عن حوارات متخيلة على لسان الفنانين حيث تقول «زينب صدقى» (اسمح لى أبدى اقتراحى يا مانح الإعانات.. بدّى تكون الإعانة تناسب الخطابات.. اللى بتيجى للكواكب فى أسعد الأوقات.. من معجبين مغرمين بفنها.. وبالذات).  بينما يقول يوسف وهبى:

 

وأنا أقترح فى الإعانة..أربع تلت شروطات 

يكون عددها يساوى.. يا سيد السادات

المقتولين فى المسارح.. واللى ورا الستارات

وتنهدات الحريم.. بحرقة فى اللوجات

 

 

الولد الشقي

يمكن اعتبار الكاتب الكبير محمود السعدنى أحد أهم أعمدة الكتابة الساخرة فى الصحافة المصرية؛ بل يُعَد أحد أعظم الحكائين فى التاريخ المعاصر؛ حيث امتاز أسلوبه بخفة الظل، فكان امتدادًا فعليًا لجيل الرواد من الكتّاب الساخرين على رأسهم «يعقوب صنوع، وبيرم التونسى» وغيرهما، حتى قال عنه «كامل الشناوى» (يخطئ مَن يظن أن السعدنى سليط اللسان فقط؛ إنه سليط العقل والذكاء أيضًا).

 

وربما لم تكن بدايات «محمود السعدنى» فى مجلة «روزاليوسف»؛ حيث عمل فى بدايات حياته الصحفية فى صحف صغيرة قبل انتقاله إلى صحيفة «المصرى» لسان حال حزب الوفد، وعمل فى «دار الهلال» قبل ثورة 1952، كما عمل بعد الثورة فى جريدة «الجمهورية» وفى مجلة «روزاليوسف»، كما رأس تحرير مجلة «صباح الخير».. وفى مقالاته التى برع فى كتابتها فى «روزاليوسف» فى باب اسمه (على باب الله) تميز بآرائه الجريئة وقدرته على الدفاع عن قضايا الحرية والديمقراطية، وانتقاد الأوضاع الاجتماعية والسياسية، بخلاف قدرته على تكوين قاموس مبتكر من الألفاظ التى تجمع بين الفصحى والعامية المصرية بمنتهى التناغم، وعلى سبيل المثال كتب فى الخمسينيات مقالاً بعنوان (كباتن نادى القصة)، قال فى مطلعه (قلت لكم الأسبوع الماضى أننى كنت ضحية مقلب أستحق عليه ولا مؤاخذة على رأى بتوع المنوفية لقب شيخ المغفلين، كنت فى توليدو وكانت هى طرية ومربربة، مزيج من العربى والإسبانى، عصير أجيال متعاقبة من الجمال والدلال والدلع الإلهى، والعبد لله لا مؤاخذة يتمتع بعضلات ولا عضلات غاندى، وأتمتع بتقاطيع ولا تقاطيع الواد شلضم، ومع ذلك نظرت المرأة نحوى مأخوذة ومذهولة ومخبولة).

 

ورغم تفوق «السعدنى» بتربعه على عرش الكتابة الساخرة؛ فإن فترة الخمسينيات والستينيات لم تخلُ من كتابات ساخرة لكتّاب يصعب تصنيفهم ككتّاب ساخرين، منهم على سبيل المثال الكاتب الكبير «يوسف الشريف» خريج كلية الحقوق، الذى استهوته الصحافة، فبدأ فى دار «روزاليوسف»، وتخصص فى شئون السياسة، ومع ذلك كان له العديد من المقالات التى انتقد فيها الأوضاع الاجتماعية بطريقة ساخرة، منها مقاله (الداخل مفقود والخارج مولود) حكى فيه تجربة شخصية له مع البيروقراطية الحكومية؛ حيث قال: كان مدير المستخدمين هو أول شخصية بيروقراطية ألتقى بها فى وزارة الأوقاف، ومعنى كلمة البيروقراطية حسب خبرتى كموظف حكومى سابق جاءت من كلمة بيرو، وبيرو بالفرنسية معناها مكتب، والمكتب عليه موظف، والموظف فى رأسه عقل، ومن الطبيعى أن كل إنسان فى رأسه عقل تخين أو هش المهم أنه يزاول وظيفته، يفكر، يبتكر، يفهم، لكن عقل الرجل البيروقراطى إمّا بطىء الفهم أو معطل تمامًا، يفكر طبقًا للوائح والمواد والبنود، يهرب من الابتكار كأنه حية تسعى، أمّا محاولة الفهم فهى رجس من عمل الشيطان.

 

 

 

تحياتي إلى زوجك العزيز

 يمكن اعتبار مديحة عزت أو (شهرزاد الصحافة) كما أطلق عليها «إحسان عبدالقدوس» صحفية من طراز خاص جدًا، فقد كانت الراحلة هى الصديقة المقربة للسيدة «فاطمة اليوسف» واختارها «إحسان عبدالقدوس» مديرة لمكتبه بعد أن أجرت حوارًا أدبيًا معه وهى فى المرحلة الثانوية، وعندما بدأت فى ممارسة الصحافة دعاها الرئيس الراحل «أنور السادات» لزيارة مقر قيادة الثورة بعد قيامها لتصبح أول صحفية تدخله وأول محررة صحفية تجرى حوارات مع كل رجال الثورة، بخلاف حواراتها مع كبار الأدباء والكتّاب، وكان أهم ما يميزها هو قدرتها على ابتكار أبواب جديدة فى الصحافة المصرية مثل باب (أريد عريسًا) التى حاربت فيه مشكلة العنوسة، ونالت من خلاله شهرة كبيرة، حتى إن «زينات صدقى» فى فيلم (ابن حميدو) ذكرت اسمها وهى تشكو لشقيقتها «هند رستم» من عدم تقدُّم أحد لخطبتها، فأخبرتها أنها أرسلت صورتها لمديحة فى «روزاليوسف» لكن دون جدوى.. ومن ضمن الأبواب التى ابتكرتها «مديحة عزت» فى «روزاليوسف» باب (تحياتى إلى زوجك العزيز) الذى تناولت فيه مشكلات المرأة المصرية بأسلوب لا يخلو من الطرافة، والعبارة المرحة، وخفة الدم، وظلت محافظة على كتابته بانتظام طيلة ما يقارب نصف قرن حتى قبل وفاتها بسنوات قليلة، وكانت تعتمد فى هذه المقالات على مَشاهد حياتية تحكيها.. ومن أمثلة المقالات التى كتبتها فى بابها الشهير، وظهر بها حسها الساخر مقال قالت فيه (عشرات المكالمات التليفونية تسألنى نفس السؤال

-الو

-صباح الخير يا ست مديحة..

-أهلاً صباح الخير.. مين؟

-أنا معجبة بيكى وبذوقك، بس أنا واحدة فقيرة، ومقدرش على الحاجات الغالية اللى بتكتبى عنها..  فى البداية اعتقدت أن الزوج العزيز وراء كل مكالمة تسأل هذا السؤال، ثم بدأت أقتنع شيئًا فشيئًا أن الزوج برىء، وأننى ظلمته، معلش، فما أكثر من ظلمنى..

 

 

عاصم حنفي

يمكن وصف الكاتب الراحل عاصم حنفى بأنه أحد أهم كتّاب مجلة «روزاليوسف» على مدار تاريخها، وأحد أخلص تلاميذ «محمود السعدنى» الذى سار على دربه حيث اتخذ من البساطة، وانتقاء المفردات القريبة من رجل الشارع العادى مدخلاً إلى قلوب القراء كما فعل أستاذه من قبله.

 

بدأ «حنفى» مسيرته فى الصحافة متدربًا فى جريدة الأهرام، وكتب مئات المقالات فى مجلات وصحف عربية، ومصرية، لكن قلمه استقر فى «روزاليوسف»، التى التحق بها منذ بداياته، وظل مقاله يزين الصفحة الأخيرة بها لربع قرن حتى رحل.. لكن «عاصم حنفى» الذى كتب المقالات السياسية والاقتصادية، وأرسل من لندن تحقيقات فى الشئون الخارجية، ما كان ليتجه للكتابة الساخرة لولا تشجيع أستاذه ومعلمه ورفيق رحلته «محمود السعدنى» له؛ حيث خصّص الأخير بابًا له فى مجلة 23 يوليو باسم (كركور) اكتشف من خلاله قدرته على الكتابة الساخرة، وفى التسعينيات، ذهب «حنفى» إلى العديد من الرحلات فى أوروبا، وكلما عاد من رحلة كتب مقالاً عنها فى المجلة، حتى خرجت فى كتاب واحد اسمه (بالطول والعرض).

 

 الجميل أن «عاصم حنفى» فى مقالاته كان يتهكم على كل شىء حتى نفسه، حتى قال عنه «محمود السعدنى»: «إذا كانت كل الطرق تؤدى إلى روما فإن كل الظروف التى أحاطت بعاصم كانت تؤدى به إلى السخرية من نفسه ومن الناس ومن الزمان».. وفى إحدى المقالات كتب عاصم حنفى ساخرًا من نفسه (مع أن ملامحى توحى بأنى مجرم عريق فى الإجرام، هارب من حبل المشنقة، ومطلوب القبض عليه حيًا أو ميتًا، إلا أن السيدة زوجتى ولأسباب مجهولة، قد وقعت فى غرامى، وتزوجتنى رغمًا عن نصائح الأهل والأصدقاء، وربما تصورَت أننى أعمل فى تجارة الممنوعات، كالمخدرات مثلاً، وبالتالى يمكن أن أكون مليونيرًا يقدر على مصروفات الزواج).

 

وبنفس القدر من السخرية كان «عاصم حنفى» يسخر من العادات الاجتماعية البالية، والقرارات السياسية الخاطئة، والأحداث العالمية الساخنة.. والجميل فى كتابات الراحل بشكل عام، هو أن السخرية فيها لا تأتى أبدًا على حساب الجدية؛ حيث امتلك قلمًا صادقًا، وفكرًا حرًا، وثقافة موسوعية هى حصيلة اشتباك حقيقى مع الحياة سواء داخل مصر من خلال احتكاكه بأنماط مختلفة من البشر أو خارجها؛ حيث كان الراحل يعشق السفر، حتى إن آخر مقال كتبه قبل رحيله فى يونيو 2023 بعنوان (أميرة القلوب)، وكان ينعى فيه الأميرة ديانا بعدما تم تتويج كاميلا كملكة قرينة، عقب تتويج تشارلز الثالث ملكًا على إنجلترا، بدأ الكاتب الراحل مقاله بإرسال الرحمات على روح الأميرة البريئة، وتخيلها بحسّه الفكاهى الساخر تنتفض غيظًا فى مرقدها، وقد صارت غريمتها، ضُرّتها، ملكة إنجلترا.. واختتم مقاله بوصفه إياها بأميرة القلوب والملكة المتوجة على عرش المحبين، وكأنه وبعد مشوار طويل فى بلاط صاحبة الجلالة، قرّر فى آخر مقال له أن يصف نفسَه، فهو أمير القلوب، والمَلك المتوج على عرش الساخرين.