د. طارق توفيق
توت عنخ أمون.. تجربة زيارة جديدة فريدة
توت عنخ آمون سيكون بلا شك نجم العرض المتحفى بالمتحف المصرى الكبير فآثاره خاصة الذهبية والمذهبة هى عنصر جذب لا يقاوم بالنسبة للزائر سواء الأجنبى أو المصرى. ولم يكن يعرض من آثار الملك توت عنخ آمون منذ اكتشاف مقبرته فى عام 1922 سوى نحو 1800 قطعة من أصل ما يزيد على 5500 قطعة وكانت هذه القطع تعرض كتحف فنية براقة كل منها مستقل عن ذاته أما التجربة الجديدة فى المتحف المصرى الكبير فستعرض محتويات مقبرة الملك توت عنخ آمون لأول مرة كاملة فى سياق مرتبط يشرح الظروف المثيرة لاكتشاف المقبرة والقطع التى تعبر عن حياته اليومية من ملابس وصنادل وحلى وأسلحة وطعام وكذلك عجلاته الحربية وكل ما يتعلق بموكبه الجنائزى والاستعدادات سعيا لبعثه وحياته الأبدية فى العالم الآخر بعد الموت وتشمل..الأثاث الجنائزى من مقاعد وأسرة طقسية مذهبة كان يوضع عليها الملك المتوفى ليرفع إلى السماء ويتحد مع معبود الشمس،وقطع مرتبطة بعودة توت عنخ آمون إلى العقائد الجنائزية التى كانت سائدة قبل عصر إخناتون حيث أعاد توت عنخ آمون عالم الأموات إلى الغرب وأعاد المعبود أوزوريس ملك العالم الآخر إلى مكانته وانعكس ذلك فى الأثاث الجنائزى ومنه سرير خشبى مفرغ يأخذ شكل المعبود أوزوريس لا يزال بداخله طمى وضعت فيه بذور نمت قبل أن يتم الدفن بحيث تعبر عن فكرة البعث والإحياء وكذلك سيشاهد الزائر جيشاً يجتمع لأول مرة من 413 تمثال أوشابتى صغيرًا للملك عبارة عن 365 مستنسخًا صغيرًا للملك يقومون بأى عمل يوكل إليه فى العالم الآخر بالنيابة عنه ومعهم 36 مشرفًا كل منهم يشرف على أسبوع، حيث كان الأسبوع فى مصر القديمة عشرة أيام وليس سبعة أيام, و12 تمثالًا أكبر حجما يشرف كل منهم على أعمال شهر من السنة. محتويات مقبرة توت عنخ أمون مجتمعة لأول مرة ومعروضة على مساحة ضخمة قدرها سبعة آلاف متر مربع فى إضاءة درامية وتصميم متحفى متميز ستقدم للزائر تجربة متحفية فريدة ممتعة وستبهر زعماء وملوك العالم الذين سيحضرون فى معية رئيس مصر عبدالفتاح السيسى لافتتاح هذا المعلم المصرى الجديد.
أستاذ الآثار المصرية القديمة بكلية الآثار جامعة القاهرة
رئيس الرابطة الدولية لعلماء الآثار المصرية القديمة
المشرف العام السابق على مشروع المتحف المصرى الكبير







