الإثنين 10 نوفمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
23 عامـًا من التحديات والإنجازات

23 عامـًا من التحديات والإنجازات

جاءت فكرة بناء متحف جديد للآثار المصرية بعد أن اكتظ المتحف المصرى بالتحرير «المتحف الأم» بآلاف القطع الأثرية سواء كانت معروضة أو مخزنة ببدروم المتحف المصرى، فكان لزاما على الدولة المصرية بناء متحف جديد يتم عرض القطع الأثرية العديدة والمتنوعة من الحضارة المصرية فى جنباته بطريقة حديثة وعصرية تواكب التطور الهائل والمذهل فى أساليب العرض المتحفى ونظم الإضاءة الحديثة المستخدمة فى المتاحف العالمية.



ظن الكثيرون أنه سوف يتم غلق المتحف المصرى «المتحف الأم» بالتحرير إلى الأبد، لأنهم ظنوا أن يتم نقل كل الآثار المعروضة والمخزنة لتعرض فى المتحف المصرى الكبير وأيضا فى المتحف القومى للحضارة المصرية، ولكن كان ذلك ضربًا من الوهم والخيال والجنون. لم تأت فكرة إنشاء متحف جديد لتقضى على تاريخ متحف عريق بحجم المتحف المصرى بالتحرير، هذا الصرح الذى تم افتتاحه فى عهد الخديو عباس حلمى الثانى عام 1902.

وفى عام 2002 تم وضع حجر الأساس لهذا المشروع الحلم فى موقع متميز يطل على أهرامات الجيزة. حيث أعلنت الدولة المصرية، وتحت رعاية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) والاتحاد الدولى للمهندسين المعماريين، عن مسابقة معمارية دولية لأفضل تصميم للمتحف، وقد فاز التصميم الحالى المُقدم من شركة هينغهان بنغ للمهندسين المعماريين بأيرلندا Heneghan Peng Architects، والذى اعتمد تصميمه على أن تُمثل أشعة الشمس الممتدة من قمم الأهرامات الثلاثة عند التقائها كتلة مخروطية هى المتحف المصرى الكبير.

فى فبراير عام 2006 تم تشكيل لجنة عليا لسيناريوهات المتاحف الكبرى فى مصر فى ذلك الوقت بقرار تاريخى من الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار فى ذلك الوقت الدكتور/ زاهى حواس وتضم هذه اللجنة قامات علمية فى مجال الآثار، هى النخبة من علماء الآثار فى مصر، قاموا بتوزيع القطع الأثرية المهمة على المتاحف الكبرى الثلاثة وهى المتحف المصرى بالتحرير والمتحف القومى للحضارة والمتحف المصرى الكبير، ليتم اختيار المومياوات الملكية لتعرض فى المتحف القومى للحضارة المصرية وكنوز الملك توت عنخ آمون بالكامل تعرض فى المتحف المصرى الكبير.

وقد تم البدء فى بناء مشروع المتحف فى مايو 2005، حيث تم تمهيد الموقع وتجهيزه. ليستقبل أول قطعة أثرية تم نقلها إلى المتحف المصرى الكبير كانت تمثال الملك رمسيس الثانى الذى تم نقله من ميدان رمسيس «باب الحديد سابقًا» فى 27 أغسطس عام 2006 فى مشهد مهيب ظل سكان محافظتى القاهرة والجيزة ساهرين يتابعون نقل هذا التمثال ككتلة واحدة ليستقر على عرشه فى البهو الرئيسى بالمتحف المصرى الكبير.

كان بالتوازى يتم إنشاء مخازن ومعامل الترميم الخاصة بهذا الصرح العظيم المتحف المصرى الكبير، ولقد تم تجهيز هذه المخازن والمعامل وفقًا للمعايير الدولية للتخزين وتجهيز كافة المعامل بأحدث الأجهزة المتطورة فى مجال ترميم الآثار بكافة أنواعها، وقد رُعى فيها أساليب التخزين العالمية المتبعة فى جميع المتاحف العالمية بل تفوقت عليها. وفى عام 2006، أُنشئ أكبر مركز لترميم الآثار بالشرق الأوسط، خُصص لترميم وحفظ وصيانة وتأهيل القطع الأثرية المُقرر عرضها بقاعات المتحف، والذى تم افتتاحه خلال عام 2010.

واجه المتحف المصرى الكبير هذا الصرح العظيم عدة تحديات بعد افتتاح المخازن الأثرية ومركز الترميم فى عام 2010، اختيارات القطع الأثرية التى سوف تعرض فى هذا المتحف، تم تشكيل لجان أثرية تجوب كافة المخازن المتحفية لاختيار القطع الأثرية المناسبة لتعرض فى المتحف القومى للحضارة المصرية والمتحف المصرى الكبير، ثم تعرض على اللجنة العليا لسيناريوهات المتاحف للمناقشة واعتماد الاختيارات وفقًا للسيناريو المُعد لكل متحف.

كما واجه أيضا هذا المتحف تحديات وصعوبات تمثلت فى ثورة يناير 2011، ليتوقف العمل فى هذا الصرح العظيم، ثم جائحة كورونا التى اجتاحت العالم بأسره، ولكن لم يتوقف العمل فى هذا الصرح حتى تم الانتهاء من تشييد مبنى المتحف، والذى تبلغ مساحته أكثر من 300 ألف متر مربع، خلال عام 2021، ليتضمن عددًا من قاعات العرض، والتى تعتبر الواحدة منها أكبر من العديد من المتاحف الحالية فى مصر والعالم.

المتحف المصرى الكبير تم تمويله بتمويل مشترك بين الحكومة المصرية ووكالة التعاون الدولى اليابانية (جايكا)، حيث قدمت اليابان قرضين بقيمة 800 مليون دولار، بالإضافة إلى منحة بقيمة 4 ملايين دولار. التكلفة الإجمالية لإنشاء المتحف بلغت 1.2 مليار دولار، موزعة على 750 مليون دولار قروض والباقى تمويل من الحكومة المصرية. المتحف يُعتبر أكبر مشروع ثقافى فى القرن الحادى والعشرين، ويهدف إلى الحفاظ على التراث الثقافى المصرى وتقديمه بأسلوب عصرى.

وسوف تتجه أنظار العالم والمهتمين بالآثار المصرية وتراث مصر الثقافى صوب مصر تحديدًا إلى المتحف المصرى الكبير فى الأول من نوفمبر 2025 لتتابع عبر وسائل الإعلام المختلفة افتتاح أكبر وأعظم متحف فى تاريخ العالم يعرض حضارة دولة واحدة وهى مصر.

 

مسئول ملف المتحف المصرى الكبير

مكتب الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار

فى الفترة من 2005 حتى 2011