السبت 20 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

انطلاق أول مهرجان سينمائى بها تحت شعار سينما تضيء:

بورسعيد تفتح أبوابها للسينما

تستعد مدينة بورسعيد، مدينة المقاومة والبحر والتاريخ، لاستقبال حدث ثقافى وفنى استثنائى يتمثل فى الدورة الأولى من مهرجان بورسعيد السينمائى الدولى، الذى يُقام فى الفترة من 18 إلى 22 سبتمبر، تحت شعار شاعر: «سينما تُضيء»، وتحمل اسم النجم الكبير «محمود ياسين» ابن المدينة البار، ورمز السينما المصرية فى العصر الذهبى.



برئاسة الناقد السينمائى «أحمد عسر»، وبرئاسة شرفية للمنتج «هشام سليمان»، يأتى المهرجان ليعيد التأكيد على أن السينما ليست مجرد وسيلة للترفيه، بل نافذة تُطل على الذات والآخر، وتفتح أفقًا للتفكير والإبداع.

 كواليس حلم صار حقيقة

لم يكن ميلاد المهرجان وليد اللحظة، بل ثمرة جهد استمر لثلاثة أعوام كاملة. فقد طارد القائمون على المهرجان هذا الحلم حتى بات حقيقة ملموسة. لم يتوقف الأمر عند الإجراءات الرسمية للحصول على تصاريح وزارة الثقافة واللجنة العليا للمهرجانات، بل تجاوزه إلى رغبة صادقة فى تقديم مهرجان متكامل يهتم بصناعة السينما ويكون قادرًا من خلال محتواه على نشر الوعى السينمائى والثقافى، إضافة إلى اكتشاف مواهب جديدة فى الكتابة، التمثيل، الإخراج، والتصوير.

وقد أثمر هذا الجهد عن اختيار مجموعة متميزة من الأفلام الطويلة والتسجيلية والقصيرة، إضافة إلى أفلام الطلبة، من 34 دولة مختلفة، للمشاركة فى المسابقات الرسمية للمهرجان، مع عرض بعض الأفلام خارج المسابقة.

 افتتاح بسيط لكن مبهر

مازالت إدارة المهرجان تتكتم على تفاصيل حفل الافتتاح المقرر إقامته يوم الخميس المقبل.. وإن كان الحفل سيحمل مفاجأة بصوت الراحل «محمود ياسين».. وستقوم الإعلامية «جاسمين طه زكى» بتقديم الحفل.. وتم الإعداد للافتتاح ليكون بسيطا ومعبرا عن ثقافة مدينة بورسعيد العريقة.

ومن جانب آخر أطلقت إدارة المهرجان البوستر الرسمى للدورة الأولى من تصميم الفنان «محمد فطين»، الذى ارتبط اسمه بعشرات الأفيشات السينمائية البارزة. جاء البوستر ليعكس روح الشعار «سينما تُضيء»، فالإضاءة هنا ليست بصرية فقط، بل رمزية تعكس دور السينما فى إضاءة القلوب والعقول والمكان.

 تكريمات خاصة

لا تكتمل أى دورة لمهرجان سينمائى من دون لحظات التكريم، وهى لحظات تُعيد الاعتبار لرموز أثْروا المشهد الفنى. فى هذه الدورة، يُكرّم المهرجان الفنانة التونسية «درة». كما يكرّم المخرج التونسى الكبير «مختار العجيمى»، أحد الأسماء البارزة فى السينما التونسية والعربية، بالتزامن مع اختيار تونس ضيف شرف الدورة. ويأتى ذلك تقديرًا لدور السينما التونسية فى إثراء المشهد العربى، ولتأكيد الروابط الثقافية العميقة بين مصر وتونس.

ومن مصر، يحتفى المهرجان بمدير التصوير «أحمد المرسى»، الذى ترك بصمته فى عشرات الأفلام، وصاغ بعدسته صورًا أصبحت علامات بصرية فى السينما المصرية المعاصرة.

وفى سابقة لافتة، أعلنت إدارة المهرجان عن إطلاق جائزة خاصة لأفضل تصوير سينمائى باسم مدير التصوير الراحل «تيمور تيمور»، تقديرًا لإسهاماته المهمة فى المجال وخلودًا لاسمه بعد رحيله.

 لجان تحكيم وورش

أعلنت إدارة المهرجان عن لجان تحكيم المسابقات الرسمية، التى تضم أسماء من مصر والعالم.. فى مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، يترأس اللجنة المخرج الكبير «مجدى أحمد على»، إلى جانب السينمائى الفرنسى الصينى «جاڤين لى»، والمخرج السعودى «أيمن خوجة».

أما لجنة الأفلام القصيرة، فتضم المخرج المصرى «عماد البهات»، والموسيقار «تامر كروان»، والفنانة التونسية «سناء يوسف»، والمخرج الأردنى «بهاء الحسين»، إلى جانب الناقد السينمائى «رامى عبدالرازق».

وتعد أحد  أبرز ملامح الدورة الأولى هى الاهتمام بالجانبين التعليمى والتدريبى، حيث ينظم المهرجان ورش تمثيل وماستر كلاس مجانية. تهدف إلى دعم الممثلين الشباب وصقل مواهبهم.. كما يقدّم المخرج والسيناريست «هانى فوزى» ورشة متخصصة فى كتابة السيناريو.

 برنامج الأفلام.. من النوبة إلى بولندا

أعلنت إدارة المهرجان قائمة الأفلام المشاركة فى المسابقة الطويلة، والتى تعكس تنوعًا لافتًا فى الجغرافيا والأساليب. فمن مصر يشارك فيلم (ضى) بالإضافة لمشارك أفلام من المغرب، فرنسا، الصين، وبولندا. إلى جانب أفلام من كازاخستان وأوزبكستان وإيطاليا وتونس.

دورة أولى.. وبداية لمسار ممتد

إدارة المهرجان شددت على أن هذه الدورة ليست مجرد فعالية عابرة، بل بداية لمسار طويل يسعى لترسيخ مكانة بورسعيد كمدينة سينمائية على خريطة المهرجانات الدولية. فكما ارتبط اسمها بالمقاومة والانفتاح، تسعى الآن إلى أن تُعرف أيضًا كمنارة للفن السابع.

وبين تكريم الرواد، وتدريب الشباب، وإطلاق جوائز جديدة تحمل أسماء من أثروا الصناعة، وعرض الأفلام العالمية، تُضيء الدورة الأولى لمهرجان بورسعيد السينمائى طريقًا جديدًا للسينما المصرية والعربية، طريقًا يبدأ من البحر، ويحمل فى أفقه وعدًا بالاستمرار.