الجمعة 19 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

النجم الساطع تضمنت 44 دولة 14 منهاساهمت بـ 9000 جندى

اللواء قشقوش: مصر أول دولة من خارج «حلف الأطلسى» تشارك أمريكا فى تدريبات المظلات

 انطلقت مناورات النجم الساطع فى دورتها الـ19، منذ انطلاقتها الأولى عام 1980، بين قوات المظلات المصرية والأمريكية، شهدت هذه التدريبات تطورًا كبيرًا، حيث وصل عدد الدول المشاركة إلى 44 دولة،  منها 14 دولة تشارك بقوات عسكرية على الأرض بـ9 آلاف جندى، حول الدروس المستفادة منها وأهميتها لمصر والمنطقة والعالم، كان هذا الحوار مع اللواء محمد قشقوش الخبير العسكرى والاستراتيجى ومستشار الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والمجلس المصرى للشئون الخارجية.



 

 كيف رأيت  انطلاقة تدريبات «النجم الساطع» منذ بدايتها الأولى عام 1980؟

- التدريبات العسكرية المشتركة «النجم الساطع»،  التى انطلقت دورتها الـ19 هذا العام، شهدت تطورًا كبيرًا منذ انطلاقها الأول فى أكتوبر عام 1980، بدايتها كانت بين قوات المظلات المصرية والأمريكية،  فى أعقاب اتفاق السلام، فى إطار دفع التعاون العسكرى بين البلدين إلى آفاق جديدة.

 هل كانت البدايات محدودة للغاية؟

- التدريبات بدأت بمشاركة محدودة من تشكيلات المظلات فقط، إلا أنها تطورت لاحقًا لتشمل تشكيلات متنوعة من القوات المسلحة،  كالمشاة،  المدرعات،  بالإضافة إلى الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة المصرية من القوات البرية والجوية والبحرية والدفاع الجوي، هذا التطور أسهم فى تعزيز التفاعل والتكامل بين مختلف التخصصات العسكرية. 

 ما يميز مناورات هذا العام 2025 تحديدًا؟

- مناورات هذا العام تشهد مشاركة غير مسبوقة، حيث وصل عدد الدول المشاركة إلى 44 دولة،  منها 14 دولة تشارك بقوات عسكرية على الأرض،  فى حين تشارك 30 دولة بصفة مراقب، تشمل مهام الدول المراقبة تقديم أوراق عمل، المشاركة فى ورش العمل المتخصصة،  تبادل الرؤى والخبرات العسكرية، هذا يمنح المناورات بُعدًا استراتيجيًا مهمًا على المستوى الدولى.

 كم عدد الدول المشاركة بالمناورات؟

- 14 دولة مشاركة فعليًا، منها 6 دول عربية هي: « مصر، قطر، السعودية، العراق، الأردن، واليمن،  تشارك 5 دول من حلف شمال الأطلسى (الناتو) وهى «الولايات المتحدة، قبرص، إيطاليا، اليونان وبريطانيا»،  إضافة إلى ذلك هناك دول من آسيا الوسطى وإفريقيا مثل الهند، جنوب إفريقيا، وقرغيزستان وهذا يعكس تعدد المدارس القتالية الغربية والشرقية فى هذه التدريبات.

لقد شاركت  فى البدايات الأولى لتدريبات «النجم الساطع» فى عام 1980، كنت أعمل فى فرع العمليات بقيادة قوات المظلات، مسئولًا عن محور التدريب المشترك، تحت قيادة العقيد أركان حرب سعد العباسى رئيس العمليات واللواء حسن الزيات رئيس الأركان واللواء محمود حسن عبد الله قائد المظلات وقت التدريب.

 كيف كان شكل البنية التحتية للتدريب فى ذلك الوقت؟

- فى تلك المرحلة، كان يتم تأسيس مركز قيادة مشترك وفى المراحل التالية توليت أنا مسئولية المركز بعد أن أصبحت رئيس عمليات المظلات، كنت وقتها ضابطًا برتبة مقدم أركان حرب، المركز كان يتكون من خيام فى موقع بمطار غرب القاهرة، نظيرى الأمريكى فى ذلك الوقت العميد جونسون الذى كان يشغل منصب رئيس أركان الفرقة 82 مظلات وأصبح لاحقًا قائدًا لها.

 كيف تم إعداد هذا البروتوكول المشترك؟

- مسئولو العمليات والتخطيط، أو ما يُعرف بـ «جى 3»،  اشتركوا فى إعداد هذا البروتوكول،  كنت أنا مسئول «جى 3» عن الجانب المصرى وزميلى من الفرقة 82 عن الجانب الأمريكي، أُعدّ البروتوكول خلال خمسة أو ستة أشهر، كانت خطوة مفيدة للغاية فى وضع الأسس للتعاون المشترك.

 

 كيف تقيّمون الفارق بين المدارس القتالية وقتها؟

وضعنا أسس تدريبات مشتركة لقوات المظلات، فى تلك المرحلة كان عندنا مدرسة شرقية ومدرسة غربية، لكن التعاون المشترك لم يتم بالوضع الأمثل بين المدرستين وكنا فى طريقنا لإكمال المدرسة الغربية، بالتالى التدريب سنة 1984 مع الفرقة 82 والجنرال جونسون كان محطة مهمة للغاية.

 ما الفرق بين عدد القوات والدول المشاركة سابقًا والآن؟

- فى البداية، كانت الأعداد أقل من 8000 جندي، مع تطور التدريب زاد العدد ليتجاوز 8000 واقترب من 9000 فى مراحل لاحقة، تطور التدريب ليكون برًا وبحرًا وجوًا ودفاعًا جويًا، بالتالى ازداد عدد القوات المشاركة وعدد الفعاليات ونوعها.

 كيف انعكس هذا التطور على مصر؟

- مصر واكبت هذا التطور، فى البداية كان التدريب يتم فى خيام بقاعدة غرب القاهرة حيث كنت أقود مركز القيادة المشترك،  بعد ذلك أصبحت لدينا منشآت قيادية محترمة جدًا،  مثل قاعدة محمد نجيب والقواعد البرية والبحرية وأصبح التدريب الحالى والسابق له يتم فى أماكن جيدة ومجهزة تفى بالغرض

 ماذا عن الطابع الاستعراضى للمناورات؟

- فى المراسم الافتتاحية، بحكم أن المظليين المصريين والأمريكيين هم من أسسوا، كان هناك عرض استعراضى وإسقاط مظلى مشترك حول الأهرامات،  المكان التاريخى أعطى نكهة خاصة للمناسبة كونه يعكس التعاون بين الدول، يبرز الحضارة المصرية القديمة التى نفخر بالانتماء إليها.

 ما الفوائد المباشرة التى تعود على مصر من استضافة هذه التدريبات؟

- مثل هذه التدريبات وتنوعها وتعدد القوات المشاركة،  يرفع درجة الكفاءة القتالية والجاهزية لكل القوات وإذا كانت مصر دولة مؤسسة لهذه التدريبات، فإن العائد المصرى هو الأكبر بدأنا بمستوى سرية مظلات وأنهينا بمستوى 44 دولة مشاركة أو مراقبة.

 هل يتم وضع سيناريوهات تحاكى الواقع فى التدريبات؟

- نعم،  خلال هذه التدريبات، يتم وضع  سيناريوهات قتال وتدريب تحاكى القتال الفعلي،  مع مراعاة اختلاف المدارس الشرقية والغربية والعربية والشرق أوسطية،  هذا العمل مضنٍ وشاق، لكن نتائجه محترمة للغاية.

 كيف تؤثر الظروف الإقليمية الحالية على محتوى التدريبات؟

- منطقة الشرق الأوسط،  مشتعلة والموقف الإقليمى والدولى غير مستقر بـ«غزة، لبنان، اليمن، السودان، ليبيا»،  هذا يدفع المخططين لوضع سيناريوهات تتغلب على مثل هذه المواقف وتضع حلولاً تدريباتية وربما عماليتية.

 هل المناورات تسهم فى تطوير عقيدة قتالية مشتركة؟

- لا، ليست هناك عقيدة قتالية مشتركة والعقيدة القتالية مرتبطة بطبيعة الدولة وموقفها الجيوسياسى وعقيدتها العسكرية وكل دولة أو حلف له خصوصيته،  لكن هناك عناصر مشتركة يتم تبادلها نحن فى مصر لدينا استراتيجية عسكرية «شرقية ممصرة»،  مأخوذة من الخبرة السوفيتية ومعدلة بخبرة حرب أكتوبر 73.

 كيف يتم التنسيق بين هذا الكم من الدول والقوات؟

- أسلوب التنسيق والتعاون مهم للغاية، فى حلف الأطلنطى لديهم نظم موحدة فى التسليح والتعارف والاتصال،  أما فى هذه المناورات فالتنوع أكبر لوجود دول عربية وآسيوية وإفريقية وغربية وأن  هذا التنوع يتم استيعابه عبر مراكز القيادة الرئيسية، مثل المركز فى القاهرة أو قاعدة محمد نجيب.

هل هناك أنشطة أخرى موازية لهذه التدريبات؟

- نعم،  تتم إقامة معرض للأسلحة تعرض فيه الدول المشاركة نماذج من أسلحتها،  خاصة ما هو جديد،  هذا يساعد على تقييم الأسلحة المستخدمة فعليًا فى القتال ويعطى فرصة لتطويرها أو استبدالها.

 ما أهم الدروس المستفادة؟

- التعاون والتنسيق ورفع الكفاءة القتالية وتنوع المهام،  أيضًا خبرة العمل فى بيئات مختلفة وظروف مناخية متباينة،  كلما شاركت قوات جديدة بمدارسها وتكتيكاتها،  تضيف لاعبًا جديدًا وسلاحًا جديدًا،  فى النهاية الدروس المستفادة تُوثّق وتصدر فى كتيبات بلغات مختلفة ليستفيد الجميع؟

وأعتقد أن مصر ستكون من أكبر الفائزين،  كما كانت دائمًا منذ انطلاق هذه التدريبات من تطور المسرح وتطوير مراكز القيادة وعمل القوات ،  كل هذا رصيد ضخم نتمنى الخير لمصر وقواتها المسلحة ونشكر كل الدول الصديقة والشقيقة التى شاركت.