أنا وقـلمى .. تخصصات علمية جديدة فى الجامعات المصرية

 فى إطار استراتيجية مصر لتعزيز التعليم التكنولوجى والبرامج المبتكرة، أُضيفت عدة تخصصات حديثة إلى الجامعات المصرية خلال السنوات الست الماضية «2019 - 2025»، آخرها تم إطلاقه رسميًا منذ أيام قليلة، وهو برنامج بكالوريوس العلوم المصرفية، والذى أعلنه الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالى والبحث العلمى، وقال عنه محافظ البنك المركزى المصرى حسن عبد الله أنه أول برنامج من نوعه فى مصر، بالتعاون مع المعهد المصرفى التابع للبنك المركزى المصرى، ووزارة التعليم العالى، والمجلس الأعلى للجامعات، فى خطوة هادفة نحو تأهيل كوادر مصرفية شابة قادرة على المنافسة محليًا وعالميًا، ومواكبة التطورات المتسارعة فى القطاعين المالى والتكنولوجى، ويمثل إطلاق هذا البرنامج نقلة نوعية فى إعداد الكفاءات البشرية، كما أنه يأتى فى إطار استراتيجية البنك المركزى لتطوير الجهاز المصرفى المصرى، وذلك من خلال الاستثمار فى رأس المال البشرى، الذى يُعد الركيزة الأهم لأى نظام مالى ناجح - كما قال محافظ البنك المركزى - حيث إنه يعتمد اعتمادًا كبيرًا على التدريب العملى، عن طريق الشراكة مع البنوك والشركات التكنولوجية المالية، بالإضافة إلى مناهج متخصصة فى الذكاء الاصطناعى وتحليل البيانات والتقنيات المصرفية الرقمية، تُدّرس كلها باللغة الإنجليزية بأسلوب تفاعلى يربط بين الدراسة النظرية والتطبيق العملى، مع ربط الدراسة بسوق العمل منذ اليوم الأول، بما يُسهم فى سد الفجوة بين التعليم واحتياجات السوق، وسيبدأ تطبيق هذا التخصص الجديد مع انطلاق العام الدراسى الجامعى القادم «2025 - 2026» فى ثلاث جامعات هى القاهرة وعين شمس وبنى سويف، وستكون الفرص الوظيفية المتاحة للخريجين فى البنوك الرقمية، وشركات الدفع الإلكترونى.  وبعد جائحة كورونا وزيادة الاهتمام بالبحوث الطبية كانت وزارة التعليم العالى قد أطلقت بكالوريوس التكنولوجيا الحيوية الطبية عام «2023» بجامعات مدينة زويل ودمياط، ومتاح العمل لخريجى هذا التخصص فى معامل الأبحاث المحلية أو العالمية.. كما تم إطلاق بكالوريوس الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة عام «2021»، وذلك تماشيًا مع مشروعات الطاقة الخضراء متمثلًا فى «بنبان»، والذى تم تنفيذه فى جامعتى أسوان والسويس، حيث تعتمد الدراسة على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وتخزين الطاقة، وتتيح الدراسة فى هذه التخصصات فرص عمل للخريجين فى شركات الطاقة المتجددة.. كما تم إطلاق دبلومة الأمن السيبرانى وحماية الشبكات فى «2020»، وذلك بعد زيادة الهجمات الإلكترونية فى مصر، وتُمنح دبلومة هذا التخصص من جامعتى الإسكندرية واليابانية من خلال اختبار اختراق الأخلاقى، وأمن قواعد البيانات، وهذا يتيح فرصًا وظيفية فى البنوك والهيئات الحكومية المتخصصة فى هذا المجال.

وفى عام «2019» تم إطلاق أول برنامج فى أفريقيا يمنح بكالوريوس الذكاء الإصطناعى وعلوم البيانات للدارسين، وتم تدريسه فى جامعات النيل الأهلية وزويل وأسوان، ويقوم على تعلم الآلة وتحليل البيانات الضخمة، والرؤية الحاسوبية، ويمكن لخريجى هذا البرنامج العمل فى مراكز الأبحاث والشركات الناشئة فى مجال التكنولوجيا، وهنا ﻻ بد من أن نذكر أن بعض هذه البرامج مدعومة من جهات دولية مثل الاتحاد الأوروبى أو اليابان، بعضها متاح كبرامج مميزة مدفوعة.

وفى النهاية، هذه التخصصات الجديدة تُمثل نقلة نوعية فى التعليم الجامعى المصرى، وتفتح آفاقًا جديدة للطب فى مجاﻻت مطلوبة عالميًا، ومن الجيد أن يكتشف طلاب وطالبات الثانوية العامة هذه التخصصات والبرامج، كخيارات مستقبلية واعدة متاحة، وهم على أعتاب مرحلة جديدة فى حياتهم التعليمية، وهى الالتحاق بالكلية المناسبة لقدراتهم العلمية والمهارية.. وتحيا مصر.