أول مصرى وزيرا فى الفاتيكان فى حوار لروزاليوسف
يؤانس لحظى: «الديانة الإبراهيمية» مصطلح فاسد ومضلل
عاطف حلمى
عرفته منذ ثلاثة عقود شابًا يحمل قلب طفل بسيط شديد التواضع، بشوش دائم الابتسام، صاحب ذهن متقد وعقل منفتح، ومع مرور كل هذه السنوات لم يختلف المونسنيور يؤانس لحظى، السكرتير الشخصى للبابا الراحل فرنسيس«منصب وزير فى الفاتيكان» وبكل ما حققه ومع كل المناصب والمهام التى تولاها عن الشاب أكرم لحظى الذى تعرفت عليه وهو لا يزال طالبًا فى كلية اللاهوت.. وما بين أكرم والمونسنيور يؤانس، جرت الكثير من الأحداث، وكلها أكدت جوهر معدنه الأصيل، ومصريته العميقة، وإخلاصه الشديد لرسالته.
فى الحوار التالى الذى أجرته معه «روزاليوسف»، توقفنا فى محطات خدمته، كشف لنا من خلالها العديد من الأسرار فى مسيرته، وكيف أحب البابا فرنسيس مصر وصمم على زيارتها فى وقت كنا لانزال نعانى فيه من بقايا الإرهاب البغيض، ليؤكد قداسة البابا من خلال هذه الزيارة وعبرها أن مصر هى بلد الأمن والأمان، وأنها دولة مهمة لا تتوقف عن السعى لإقرار السلام فى المنطقة.
من النادر أن يقرر أحد من الكهنة الأقباط الكاثوليك المبعثين للدراسة فى روما التخصص فى القانون والالتحاق بالسلك الدبلوماسى لدولة الفاتيكان، لماذا اخترت هذا الطريق؟
- القاعدة العامة فى الكنيسة وفى الكهنوت والخدمة هى أننا لا نختار ما نريده بل نطيع الرؤساء، وننفذ ما يطلب منا، وأنا مدين لمثلث الرحمات غبطة البطريرك الكاردينال أسطفانوس غطاس، الذى اتصل بى شخصيًا سنة 2001 وقال لى «نفكر فى إرسالك للدراسة بالخارج والالتحاق بالسلك الدبلوماسى».
فقلت له «نعم»، من دون تفكير، وبعد عدة أشهر من الصمت التام تواصل معى مرة أخرى ليطلب منى السفر لروما لدراسة القانون الكنسى قبل الالتحاق بالأكاديمية الدبلوماسية، فسافرت سنة 2002 وبعد الانتهاء من الماجستير فى القانون الكنسى الشرقى التحقت بالأكاديمية الحبرية لمدة سنتين انتهيت فيهما من الدكتوراه فى القانون الكنسى ومن التخصص فى القانون الدولى والعديد من المواد الأخرى والدراسات الخاصة بالسلك الدبلوماسى.
الآن يمكن اعتباركم صوت الشرق فى الفاتيكان وصوت الفاتيكان فى الشرق، كيف ترى هذا؟
- بفضل ثقة الرؤساء تشرفت سنة 2011 بتحمل مسئولية تأسيس قسم اللغة العربية فى الفاتيكان ونقل صوت قداسة البابا والكنيسة لجميع الناطقين بالعربية ونقل صوتهم للفاتيكان.
حاولت دائمًا أن أعيش هذه المسئولية الكبيرة بإخلاص لإحساسى، كابن الشرق الأوسط، بأهمية التواصل بين الأطراف كافة بطريقة تقوم على الصدق والاتقان والمعرفة.
حاولنا دائمًا بناء جسور التواصل وإزالة حواجز الجهل والخوف من الآخر ومجابهة الأحكام المسبقة والتصورات الخاطئة التى شُيدت عبر التاريخ وأصبحت وكأنها حقائق مسِلّمة.
قمتم بدور مهندس عودة العلاقات بين الفاتيكان والأزهر، كيف تم ذلك؟ وما هى طبيعة العلاقة بين المؤسستين الآن؟
من أكثر المهام حساسية وصعوبة التى أوكلت إليّ من قداسة البابا فرنسيس منذ بداية حبريته سنة 2013 كانت إعادة العلاقات المتجمدة بين الكنيسة الكاثوليكية ومؤسسة الأزهر فى مصر.
وبفضل تعاون الجميع ولا سيما نيافة الكاردينال توران، رئيس مجمع الحوار بين الأديان، آنذاك، وسيادة السفير حاتم سيف النصر، سفير مصر لدى الفاتيكان، تم التواصل مع فضيلة الإمام الأكبر ونجحنا فى تنظيم أول زيارة فى التاريخ لشيخ الأزهر لحاضرة الفاتيكان ولقاء قداسة البابا فرنسيس.
فولدت بينهما صداقة ومودة سمحت بتكرار الزيارات والاتصالات.
وأستطيع أن أؤكد أن العلاقة بين المؤسستين لم تصل فى تاريخها أبدًا لما وصلت إليه ونتمنى بالطبع أن تزداد عمقًا وتأثيرًا.
كيف ترى وثيقة الأخوة الإنسانية؟
- هى بكل تأكيد أهم وثيقة تم توقيعها فى التاريخ بين الكنيسة الكاثوليكية والعالم الإسلامى السنى، وهى خارطة طريق لا يمكن لأى إنسان سويّ أن يرفضها أو يعارض محتواها.
وهى تكليل لسنوات وعقود من الحوارات واللقاءات ومن العمل الشاق والمخلص. ويكفى قراءتها بتمعن وهدوء للتيقن من أنها السبيل الأكبر والأهم، بل والأوحد للعيش معًا باحترام متبادل والتعايش باحترام لدين ولثقافة ولاعتقاد الآخرين، إنها تؤسس لمبادئ «الحرية الدينية» و«المساواة بين البشر» و«المواطنة» و«حقوق المرأة والأطفال والمسنين والمرضى»، وضرورة العمل معًا لمجابهة جميع أشكال الظلم والتمييز، والاضطهاد، والكراهية، والإرهاب.
يكفى أن الوثيقة تؤكد أنه لا يجب ولا يحق لأى إنسان أن يستخدم اسم الله تعالى لتبرير الإرهاب والقتل والكراهية.
هناك ما يسمى بالديانات الإبراهيمية وهناك اتفاقيات عقدت بهذا الشأن، ما هو موقف الفاتيكان منها؟
- مسمى الديانات الإبراهيمية مصطلح فاسد ومضلل ولا يتكلم عنه سوى بعض الجهلاء وأصحاب القلوب المظلمة والتى تشكك فى كل شىء وتُفسد كل جمال وترى الفساد فى كل صلاح، وتقوم بخلط متعمد بين النافع والضال.
فهل يعقل أن يجتمع بابا الكنيسة الكاثوليكية مع فضيلة الإمام الأكبر ومع بعض رؤساء الدول لوضع دين جديد؟ شىء لا يمكن أن يعتقده أو يصدقه سوى جاهل أو معتوه.
والتكلم عن الديانات الإبراهيمية هو خلط متعمد بين الاتفاقيات الإبراهيمية التى اتخذت هذا الاسم نسبة للنبى إبراهيم «أبو الأنبياء»، والمتعلقة باتفاقيات سياسية لا علاقة للدين بها - سوى اتخاذ اسم النبى إبراهيم كنقطة التقاء - وبين البيت الإبراهيمى الذى تفضلت دولة الإمارات العربية المتحدة مشكورةً بتشييده، بعد توقيع قداسة البابا فرنسيس وفضيلة الإمام الأكبر حجر أساسه، فى 4 فبراير 2019. وهو مكان يجمع بداخله كنيسة وجامعًا وكنيست بطريقة مستقلة وبإدارات مستقلة لا يتدخل أى جانب فى شعائر أو ممارسات آو احتفالات الجانب الآخر، مثل ما يحدث فى مصر عندما يقومون بتشييد المساجد بجوار الكنائس دون أن يدعى أحد أن فى هذا خلطًا بين الأديان.
شخصيًا أعتقد أن الخلط، سواء كان عن قصد أو عن جهل، جاء من استخدام كلمة «الإبراهيمية» فى أمور مختلفة، فى قضايا مستقلة. لذا موقف الفاتيكان هو بالطبع مشجع لكل ما يقرب بين الناس ويعزز الحوار والتعايش وهو فى الوقت نفسه رافض لكل غموض والتباس، ويكفى أن نؤكد أن الفاتيكان لم ولن يتكلم أبدًا عما يسمى «الديانات الإبراهيمية» لأنه أمر غير وارد وغير مطروح ولم أسمع عنه إلا فى شرقنا وفى بيئتنا حيث يصعب التفرقة بين الحقائق والشائعات.
ما موقف الفاتيكان مما يحدث فى غزة بشكل خاص والقضية الفلسطينية بشكل عام؟
- موقف الفاتيكان معلن ومؤكد عبر تصريحاته الرسمية ومواقفه الشجاعة ونداءاته المتكررة، لا حل للقضية إلا بالجلوس على طاولة الحوار وإقرار الحقوق المعترف بها دوليا.
لا سلام بلا حوار شجاع يحفظ للجميع الحق فى الأرض والحق فى العيش بسلام. فالحروب لا تجلب سوى المزيدٍ من الدمار والشقاء والتدمير وإضعاف كل أمل فى عودة الحقوق المسلوبة.
كنتم سكرتيرًا شخصيًا للمتنيح البابا فرنسيس، كيف تم اختياركم؟ وما هى طبيعة هذه الوظيفة؟ وما هى طبيعة العلاقة الشخصية مع البابا فرنسيس؟ وكيف ترى شخصية البابا المتنيح؟
- تشرفت بخدمة قداسة البابا فرنسيس لأكثر من ست سنوات كسكرتير شخصى بعد أن تفضل قداسته باختيارى شخصيًا لهذه الخدمة كأول كاهن من الشرق الأوسط فى تاريخ الفاتيكان يقوم بهذه المهمة، وطبيعة هذه الخدمة هى العمل بجوار قداسة البابا ليلا نهارا لتنفيذ كل ما من شأنه أن يساعد قداسته فى أداء مهامه الدولية والكنسية والشخصية، العامة والخاصة، ودراسة وتحضير جميع القضايا والمهام المطلوبة وتنظيم اللقاءات والمواعيد والمراسلات وحفظ الأسرار وتنظيم الأرشيف الشخصى لقداسته.
وهناك سر أذيعه للمرة الأولى عن أسباب اختيارى سكرتيرًا شخصيًا لقداسة البابا فرنسيس وهو يتعلق بمصر، فعند زيارة قداسة البابا تواضروس للفاتيكان فى شهر مايو عام 2013 وكنت وقتها مسئولًا عن القسم العربى بالفاتيكان وتم تكليفى بمرافقة قداسة البابا تواضروس طيلة فترة زيارته وكانت الزيارة رائعة بين شخصين من اللحظة الأولى التقيا فى المحبة والروحانية، وكانت هذه الزيارة من اللحظات الأولى التى أتعامل فيها عن قرب مع قداسة البابا فرنسيس ولم يكن قد مر على انتخابه سوى شهرين فقط، وأعتقد أنه كان لهذه الزيارة تأثير فى اختياره لى سكرتيرًا شخصيًا له.
أما عن علاقتى بقداسته فلا يمكن وصف العلاقة التى نشأت بينى وبين قداسة البابا فرنسيس إلا بكلمة «البنوة» غير المشروطة من ناحيتى و»الأبوة» الحقيقية من جانبه.
فقد كان قداسته يعمل بلا كلل منذ الفجر وحتى ساعات الليل المتأخرة، دون توقف أو تعب، وكنا نلهث خلفه لتخفيف أحماله والتنسيق بينه وبين جميع الأشخاص والهيئات والمؤسسات والدول الأخرى. تميز قداسة البابا فرنسيس بالبساطة، والتواضع، والعمق، والحصافة، والحكمة، وخص شرقنا الأوسط برعاية واهتمام كبيرين لدرجة أن الجميع كانوا يشعرون بأنه «واحد منا».
قداسته كان لديه ميزة لا نجدها فى أشخاص كثيرين، وهى الذاكرة القوية جدًا فكان أحيانًا يلتقى بأشخاص لمدة دقيقة وسط جدول يومى مزدحم، ويتذكر الموضوع ويطلب متابعة هذا الموضوع ويعود ويسألنا بعد شهر عما حدث فى هذا الموضوع، كان يتميز بالذكاء الشديد والحكمة والعمل الدؤوب منذ الرابعة صباحًا حتى الحادية عشرة ليلًا، والكلمة التى كانت تتكرر من فمه دائمًا هى كلمة السلام. ويحضرنى ثلاثة مواقف تتعلق بمصر، الأول عندما توفيت شقيقة شيخ الأزهر فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، وبحسب البروتوكول فإن البابا يطلب الاتصال فقط برؤساء الدول وعندما علم بالوفاة طلب منى الاتصال بفضيلته لتعزيته وهذا موقف له دلالات كبيرة على عمق الصداقة بينهما.
موقف آخر أتذكره فى حادثة استشهاد الأقباط فى ليبيا كان مكتبى بجوار حجرته وجدنى أشاهد بتأثر شديد التليفزيون وسألنى عما يحدث فأخبرته بالأمر فطلب منى الاتصال فورًا بقداسة البابا تواضروس لتقديم التعزية وتأكيد قرب الفاتيكان من الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ومن شعب مصر الذى تألم لهذا الحادث.
وهناك موقف وشهادة فى حق جميع الدبلوماسيين المصريين، فعندما زار قداسة البابا فرنسيس مصر والتقى بالرئيس عبدالفتاح السيسى قال للرئيس: أشكرك على الدبلوماسيين المصريين الذين يأتون للعمل كسفراء لمصر فى الفاتيكان نظرًا لقدوتهم ومهنيتهم وإنسانيتهم، وهى شهادة للدبلوماسيين المصريين من قبل بابا الفاتيكان.
البابا ليون الرابع عشر، كيف ترى توجهات قداسته؟ وما تأثير ذلك على الكنيسة الكاثوليكية؟ وما هى دلالة اختيار كل بابا لاسمه البابوى الجديد؟ وبشكل عام ما هو الاختلاف فى التأثير بين بابا وآخر؟
- توجهات قداسة البابا ليون الرابع عشر هى توجهات الكنيسة الكاثوليكية: الحوار والسلام والخلاص والتعايش، ومهام البابا قبل كل شىء «تثبيت الإيمان» بين المؤمنين وقيادة كنيسته بحسب التقاليد والعقائد والأعراف والقوانين الكنسية، ولا يمكن لأحد إنكار تأثير بابا الكنيسة الكاثوليكية على الجميع سواء كنسيًا، أو دينيًا، أو سياسيًا، أو عالميًا، ولا يجب أن ننسى أبدًا أن البابا يرأس أكبر تجمع بشرى على وجه البسيطة: فالكاثوليك نحو المليار ونصف المليار.
وقام قداسة البابا ليون بشرح سبب اختياره لهذا الاسم، تأثرًا بالبابا ليون الثالث عشر، الذى عاصر فترة الانتقال من الزراعة إلى الصناعة وكتب واحدة من أهم الوثائق الخاصة بحقوق العمال، وقداسة البابا ليون الرابع عشر يشعر بأهمية الفترة التاريخية الحالية والانتقال لعصر الذكاء الاصطناعى وما يرتبط بهذا من تحديات وإيجابيات وسلبيات.
أما الاختلاف بين البابوات فهو فقط فى تمييز كل منهم بشخصية تختلف عن الآخر، غير أن ما يجمعهم هو «خلافة القديس بطرس، هامة الرسل» والهدف المشترك لخدمة الكنيسة والعالم ونقل نور الأنجيل إلى أقاصى الأرض، وإعلان البشرى السارة لكل الخليقة.
أنتم الآن عضو فى أمانة سر الفاتيكان بقسم الشئون العامة، وهو بمثابة مجلس وزراء الفاتيكان، ما هو دور الأمانة بشكل عام ودوركم بشكل خاص؟
- أمانة سر الفاتيكان هى الهيئة المسئولة عن التنسيق بين جميع الدوائر والوزارات وهى الهيئة الأقرب لقداسة البابا فى إدارة شئون الكنيسة والعالم والسياسة الداخلية والخارجية.
يقود أمانة سر الفاتيكان حاليا الكاردينال بيترو بارولين وعدد من رؤساء الأساقفة والكهنة والمكرسين والعلمانيين القادمين من مختلف بلدان وجنسيات العالم.
أنتم أيضًا عضو باللجنة العليا للإخوة الإنسانية، دائرة الحوار بين الأديان، ما هو دور هذه اللجنة؟
- يمكن تلخيص دور اللجنة فى العمل على تحويل مبادئ وقيم وثيقة الإخوة الإنسانية إلى أعمال إخوة ملموسة ونشر ثقافة الإخوة بين الناس عبر تنظيم فعاليات ولقاءات ومؤتمرات وورش عمل.
كذلك السعى لإدخال الوثيقة فى مختلف مناهج التعليم فى الدول التى تتبناها لمساعدة الأطفال والشباب والكبار على تبنى قيم الوثيقة ونشرها.
ماذا قدمت زيارة البابا فرنسيس لمصر والإمارات؟ وهل من المتوقع زيارة البابا ليون لمصر؟
- جاءت زيارة قداسة البابا فرنسيس سنة 2017 لتأكيد دعم قداسته لدور مصر المحورى فى المنطقة والتعبير عن محبة البابا لوطننا الغالى والذى كان آنذاك يمر بظروف صعبة وكان لزيارته أثر إيجابى ما زال الكثيرون يتذكرونه.
وجاءت زيارة البابا فرنسيس لدولة الإمارات العربية المتحدة فى سنة 2019 لتوقيع وثيقة الإخوة الإنسانية ولتشجيع النموذج الإماراتى القائم على التعايش والاحترام المتبادل لكل الأعراق والديانات واللغات.
وبالنسبة لزيارة البابا لمصر فقد حدث هجوم إرهابى على بعض الكنائس قبل الزيارة بشهر تقريبا لدرجة أنه أثناء القداس جاء خبر هذه الحادثة الكبيرة ولم ينه قداسة البابا فرنسيس القداس قبل تأكيد زيارته لمصر وقال مقولته المشهورة «يقولون لى ألا أذهب إلى مصر أو أن يتم تأجيل الزيارة فكيف لا أذهب إلى الأرض التى لجأ إليها المسيح والعائلة المقدسة» وصمم على إتمام الزيارة وشعرنا بمحبته لمصر وكان دائمًا يتحدث عن الزيارة وحسن الاستقبال وعن الأمن الذى بذل مجهودًا جبارًا وسط ظروف دقيقة وصعبة فى ذلك الوقت.
وكانت رسالة للعالم كله، فأتى قداسته إلى مصر ليؤكد أنها بلاد الأمن والأمان وأنها دولة مهمة ومحورية فى المنطقة وتم الاحتفال بالقداس الإلهى فى الاستاد بحضور عدد كبير وكانت رسالة للاطمئنان فى الداخل وللخارج بأن مصر بلد السلام والأمان وكان عنوان الزيارة «بابا السلام فى بلد السلام»
وبالنسبة لزيارة البابا ليون لمصر، شخصيًا أعتقد وأتمنى أن يقوم قداسة البابا ليون الرابع عشر بزيارة وطننا ومنطقتنا فى أقرب وقت لتعزيز هذه القيم والبناء على ما تم تشييده.
قمتم بتأسيس مؤسسة الإخوة الإنسانية، فما هى أهدافها؟ وما هو تشكيلها؟ وماذا قدمت خلال الفترة الماضية؟
- مؤسسة الإخوة الإنسانية هى هيئة مصرية تابعة لوزارة التضامن تهدف لتحويل مبادئ الوثيقة إلى أعمال خير ملموسة.
هى مؤسسة تجمع الجميع وتخدم الجميع وتعمل بشعار: «بالإنسانية نصل للجميع». وهدف المؤسسة الوحيد هو نشر قيم ومبادئ وثيقة الإخوة الإنسانية، عبر دعم المحتاجين ومؤازرة الفقراء ومساعدة المرضى ونشر ثقافة الإخوة والتعايش، ورعاية الأسر المحتاجة والفقيرة، والعمل فى مجال الطفولة والأمومة ورعاية الأيتام والمسنين والمرضى وذوى الاحتياجات الخاصة، دون تفرقة أو استبعاد أو تفضيل بسبب اللغة أو الجنس أو العرق أو اللون أو الدين أو الثروة أو النسب.
ويشرفنا فى مجلس المؤسسة وجود شخصيات وطنية رفيعة المستوى مثل فضيلة الشيخ أسامة الأزهرى، وزير الأوقاف، والدكتورة مايا مرسى، وزيرة التضامن الاجتماعى، ونبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج سابقًا ورئيسة مجلس أمناء مؤسسة «فاهم»، والمهندس خالد عباس، رئيس شركة العاصمة الإدارية الجديدة ونائب وزير الإسكان للمشروعات القومية، والسفيرة مريم الكعبى، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى جمهورية مصر العربية والعديد من الشخصيات الوطنية والعربية والدولية.







