الجمعة 22 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
ماذا بعد إعلان نتيجة الثانوية

أنا وقـلمى

ماذا بعد إعلان نتيجة الثانوية

مع انتهاء ماراثون الثانوية العامة وإعلان النتيجة رسميًّا، بدأت مرحلة جديدة ﻻ تقل أهمية عن السنة التى تُربك وتُؤزِّم كل البيوت المصرية نفسيًا واجتماعيًا وماديًا لعام كامل- ويمكن أكثر- أﻻ وهى اختيار الكلية المناسبة والتنسيق الجامعى، ومع الفرحة بالنجاح تتزايد الحيرة لدى الطلاب وأولياء أمورهم بشأن الكلية الأفضل وترتيب الرغبات فى ظل مستقبل كل تخصص، لذا هناك بعض الحقائق ينبغى أن نضعها نُصب أعيننا عند كتابة رغباتنا فى التنسيق، أولها وأهمها أﻻ نجعل المجموع هو الذى يختار مستقبلنا، حيث يعتبر معظم أولياء الأمور أن كليات مثل الطب والهندسة والصيدلة والإعلام- مثلًا- كليات قمة وﻻ ينبغى تفويت فرصة حصول أبنائهم على مجموع عالً يؤهلهم للالتحاق بهذه الكليات، دون النظر إلى قدرات أو رغبات أبنائهم الحقيقية، والحقيقة المؤكدة هى أن القمة ليست فى اسم الكلية، بل فى مدى توافقها مع قدرات وشغف الطالب، حيث إن كثيرًا من الطلاب التحقوا بتخصصات ذات مجموع مرتفع، ثم غيّروا مسارهم ﻻحقًا بعد أن أدركوا أنها ﻻ تناسبهم، أو رسبوا وتعثروا فى دراستهم، لذلك من المهم أن يختار الطالب الكلية التى يشعر بأنها الكلية المناسبة لقدراته وليس الكلية التى تُناسب مجموع درجاته التى حصل عليها فى الامتحان، وثانيًا من الضرورى أيضًا فى التنسيق الإلكترونى، أن يقوم الطالب بترتيب الرغبات ليس على أنها مجرد إجراء روتينى، بل ترتيب فرص القبول بشكل دقيق وحاسم، وعلى الطالب أن يبدأ بالرغبات التى يحلم بها- مهما بدا مجموعه أقل منها- ثم ينتقل تدريجيًا نحو الكليات الأقرب لمجموعه واهتماماته، بمعنى أوضح أن يقوم الطالب بترتيب رغباته بذكاء، حيث إن الأفضلية تُمنح وفقًا لترتيب الطالب الشخصى، وليس فقط على أساس مجموعه الذى حصل عليه فى الامتحان.. وثالثًا إذا كان الطالب متميزًا فى مهارات خارج المناهج الدراسية مثل التصميم أو البرمجة أو الترجمة أو التسويق الإلكترونى، فيمكنه الاتجاه لتعلم مهنى أو تقنى بجانب دراسته الجامعية، وقد يبنى مستقبلًا أفضل من خريجى كليات القمة.. ورابعًا لو كان الطالب راسبًا فى مادة أو أكثر، ينبغى عليه الاجتهاد فى الدور الثانى، حيث إنه فى إمكانه تحسين مساره بالكامل، أو يقدم تظلمًا رسميًا فى حالة شكه فى الدرجات التى حصل عليها وقد تُعاد له درجاته.. والعامل الخامس هنا ألا يقارن الطالب نفسه بالآخرين، وأن يجعل طريقه فريدًا ﻻ يُشبه أحدًا، فالنجاح ﻻ يحتاج كلية معينة، بل يحتاج إصرارًا وذكاءً فى إدارة الفرص.. وفى النهاية أقول لكل طالب شعر بالإحباط بعد إعلان نتيجة الثانوية العامة: إن النتيجة ليست النهاية بل بداية جديدة، وأن مستقبلك فى يدك أنت وحدك، ورحلتك الجامعية يُمكن أن تكون بابًا للنجاح والتفوق حتى لو لم تبدأ كما كنت تتمنى، المهم الآن أن تنهض وتعيد ترتيب أولوياتك، وأن تستغل الفرص المتاحة أمامك بأقصى طاقاتك، فأنتم يا شباب مصر أمن وأمان ومستقبل هذا الوطن.. وتحيا مصر.