الإثنين 4 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
لطفى لبيب «فقيد الكوميديا الهادفة»

لطفى لبيب «فقيد الكوميديا الهادفة»

فى مهرجان الإسكندرية السينمائى لدول البحر المتوسط فى أوائل أكتوبر الماضى سجل الفنان «لطفى لبيب» الذي رحل الأربعاء الماضى آخر حضور رسمي لتكريمه تقديرًا لمشاركته فى حرب أكتوبر وعن مجمل أعماله الفنية خلال 48 عامًا بأكثر من 350 عملا فى السينما والتليفزيون والمسرح.



«لبيب» كانت سعادته بالغة عندما حصل على درع التكريم من وزير الثقافة د. أحمد فؤاد هنو فى شهر يعتز به وهو أكتوبر المحفور فى ذاكرة كل مصري بشهر نصر أكتوبر المجيد.. فرغم مسيرته الفنية الحافلة فى الدور الثانى «السنيد» وسعادته به واعتبار نفسه لاعبا فى خط الوسط للأعمال التي شارك فيها بعيدًا عن البطولة فإنه سجل أهدافا صعبة فى نصر أكتوبر وساند العديد من النجوم الحاليين أمثال محمد هنيدى وأحمد حلمى وأحمد السقا فى الحصول على نجومية شباك التذاكر والنجمة الكاملة.

«لطفى لبيب» يعتبر البطولة الحقيقية هى المشاركة فى نصر أكتوبر المجيد وكان وقتها جندى مشاه فى الكتيبة 26 شمال مدينة السويس ونجح عقب العبور العظيم فى تدمير نقاط تحصين قوية للعدو.

المدهش أن «لبيب» قام بكتابة سيناريو كامل بعنوان «الكتيبة 26» فى كتاب رصد فيه تجارب وبطولات حية أثناء تجنيده وكان يمنى النفس فى تحويله لفيلم سينمائى، تدور أحداثه من واقع حرب أكتوبر73، وتحدث فيه عن تجربته الشخصية خلال الحرب من سبتمبر 1973م وحتى فبراير 1974م، واهتم فيه بحكايات الجنود أثناء الحرب، وكيف كان النصر هو الأمل الذي يعيشون من أجله، وقد كتبها بعد انتهاء حرب أكتوبر بعامين أى فى عام 1975، كما يتضمن الكتاب لحظات صعبة تعرض لها، منها تعرض كتيبته لحصار ومنع الطعام والماء عنهم لأكثر من 130 يومًا، إلى أن أنقذهم إمام مسجد بإحضار مياه رغم قسوة الظروف المحيطة.

من المفارقات التي واجهت مشواره الفنى اختياره لتجسيد دور السفير الإسرائيلى فى فيلم «السفارة فى العمارة» بطولة عادل إمام، وهذا الفيلم حقق نقلة فى مشواره الفنى رغم صغر مساحة الدور والمفارقة الأكبر هى رفضه تكريم السفارة له على تجسيده للدور، لكنه رفض على خلفية مشاركته فى نصر أكتوبر.

تميز لطفى لبيب الفنان الكوميدى القدير بالبساطة والنبل وخفة الظل فى تعامله مع زملائه بالوسط الفنى وخارجه وكانت فلسفته فى الحياة والفن تتلخص فى جملة بسيطة رددها فى أكثر من مناسبة وهي: «سامح، وحب، واغفر، واصفح»، وكما يفتخر بمشاركة عادل إمام فى فيلم «السفارة فى العمارة» يعتز كثيرا بأفلامه مع نجم الكوميديا محمد هنيدى ومنها:(جاءنا البيان التالي، صاحب صاحبه، يا أنا يا خالتي)، ويعد واحدا من أشهر الفنانين فى مصر، حيث اشتهر بأداء العديد من الأدوار المختلفة والمتنوعة، من أبرزها الأدوار الكوميدية والأدوار الاجتماعية، وغيرها من الأدوار التي حققت نجاحات كبيرة على مدار السنوات، فهو كممثل وفنان تميز بأدائه التلقائى والكوميدي، ومن ثم تلمح فى وجهه دائما ابتسامة تتذكر معها كل أعماله التي أمتعنا بها: دور الأسطى راضى، السائق فى فيلم (عسل أسود)، وعم بشندى، الدجال فى (يا أنا ياخالتي)، والأستاذ فخرى، رئيس القناة فى (جاءنا البيان التالى)، ووالد حنتيرة، فى (صايع بحر)، وأبونوسة، فى (اللمبى)، وفتحى الرايق، فى (الأب الروحى)، وأبو ذكرى، فى مسلسل (الرحايا)، وعبدالرحمن والد تامر، فى مسلسل (تامر وشوقية).

فى شجرة نجوم الدور الثانى فى السينما المصرية يمثل لطفى لبيب فرعا بارزا مع عبد الفتاح القصرى وتوفيق الدقن واستيفان روستى وعبدالسلام النابلسى وحسن حسنى وستظل أعماله بصمة فى تاريخ السينما والتليفزيون وبرحيله خسر الوسط الفنى ممثلا عملاقا وبطلاً قوميًا فى حرب أكتوبر المجيدة.