ممرات سرية وخطط إخلاء خلف الكواليس
حماية ضيوف الـVIP فى البطولات الرياضية عملية استخباراتية معقدة

داليا طه
شهد نهائى «كأس العالم للأندية» الذى أقيم فى ملعب «ميتلايف» بولاية «نيو جيرسى» إجراءات أمنية تعتبر الأشد منذ انطلاق البطولة بعد تأكيد حضور الرئيس الأمريكى «دونالد ترامب» المباراة النهائية التى جمعت ناديى «تشيلسى» الإنجليزى و«باريس سان جيرمان» الفرنسى. «ترامب» اختار الحضور فى اليوم الذى يوافق الذكرى الأولى لمحاولة الاغتيال التى تعرض لها أثناء حملته الانتخابية العام الماضى، والتى تسببت فى إصابته فى أذنه اليمنى. وقد فتح هذا الحدث وما رافقه من عمليات تأمين استثنائية الباب أمام تساؤلات عديدة بشأن كيفية توفير الحماية للشخصيات المهمة فى الأحداث الرياضية الكبرى خاصًة فى وجود آلاف المشجعين.
أشارت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إلى أن الإجراءات الأمنية المشددة قامت بها الفرق الأمنية والعاملين فى ملعب «ميتلايف»، وحتى منظمى البطولة إلى جانب الخدمة السرية وذلك لحماية «ترامب» فى المكان الذى يستوعب 82.500 شخصًا.
وعن صعوبة توفير الأمن لكبار الشخصيات خلال البطولات الرياضية، قال «مايكل أيفنوف»، مسئول الأمن العالمى فى شركة «فيركادا» لتكنولوجيا الأمن والمساعد السابق لوزير الخارجية للأمن الدبلوماسى: أن عملية حماية الرئيس الأمريكى خلال النهائى وسط حشود من المشجعين ليست أسوأ المهمات التأمينية مضيفًا أنها مهمة غير محبوبة للكثير من العاملين فى مجال التأمين لأنه ببساطة «لا أحد يدرى ما يمكن أن يحدث.. قد يُلقى الناس شيئًا ما..أو دمًا مزيفًا» وهو ما قد يُسبب إحراجًا.
وعن إجراءات التأمين الخاصة بالشخصيات العامة البارزة يقول «جوردان ماكجراث»، المؤسس المشارك لشركة VIS Protection، وهى شركة أمن خاصة تتمتع بخبرة فى العمل مع كبار أعضاء قائمة «فوربس» العالمية للمليارديرات: «نعين فريقًا أمنيًا مسبقًا، يتوجه قبل الحدث ويجرى استطلاعًا مفصلًا للمكان، ويتواصل مع موظفى المكان وأفراد الأمن لتقييم الإجراءات الأمنية المُتّبعة».
التخطيط قبل أسابيع
أما القواعد الأساسية المتبعة عالميا لمثل هذه الأحداث هو أن يتم التأمين خاصة من المستوى الرئاسى، قبل أسابيع من موعد البطولة، عبر غرفة عمليات تضم أجهزة استخبارات، وشرطة دولية، وفرق أمنية خاصة، إضافة إلى ممثلى الأمن الشخصى للمسؤول الزائر.
كما يتم إجراء تحليل شامل للمخاطر، يشمل التهديدات الإرهابية، محاولات الاختراق الإلكترونى، أو حتى الاحتجاجات السياسية. ويُنسّق وصول الشخصية المهمة بحيث يتم إدخالها إلى الاستاد من ممرات سرّية ومداخل غير مرئية للجمهور.
وبالنسبة لداخل الملعب وخارجه، يتم تقسيم الحماية إلى عدة مستويات مثل الطوق الخارجى وهو يتضمن نقاط تفتيش إلكترونية، وإغلاق شوارع معينة حول الاستاد.
أما الطوق الداخلى فهو مرافقة فرق من الحرس الرئاسى أو الأمن الشخصى للضيف حتى يصلوا إلى داخل المقصورة، كذلك المراقبة الجوية التى تشمل طائرات مُسيرة «درون»، وأحيانًا طائرات مروحية مزودة بكاميرات حرارية، فضلًا عن فِرق القنّاصة الذين يتمركزون فوق أسطح الاستاد تحسّبًا لأى طارئ وأخيراغرف التحكم التى ترصد كل حركة داخل الملعب عبر كاميرات مراقبة ذكية وتكنولوجيا تحليل السلوك.
وفى حالة وجود شخصية بحجم «ترامب» وما يحيط به من تهديدات وتعرضه لمحاولة اغتيال سابقة، فإنه يتعين توفير أكثر من مسار خروج وإخلاء سريع، إلى جانب تركيب أجهزة تشويش على الإشارات اللاسلكية حول المقصورة الرئيسية، لمنع أى تهديد عن بُعد. كما تكون السيارات المدرعة على أهبة الاستعداد خلف الملعب، وجاهزة للتحرّك خلال ثوانٍ.
وقال أحد المنظمين إنه يتم وضع خرائط تفصيلية للملاعب، حيث تُرسم مسارات آمنة للشخصيات المهمة لا تمر بأى نقطة فيها ازدحام أو تعارض، وغالبًا ماتكون فى مدخل خاص للرؤساء والضيوف رفيعى المستوى مزوّد بأجهزة تشويش وممرات هروب طارئة.
بكين 2008
• الحضور: بوش وبوتين كانا ضمن الحضور.
•التأمين: فرضت السلطات الصينية حظرًا جويًا كاملاً فوق الملاعب، ووفّرت غرف أمنية تحت الأرض داخل المنشآت.
أولمبياد لندن 2012
• الحضور: الملكة إليزابيث وميشيل أوباما ضمن الحضور.
• التأمين: انتشرت صواريخ دفاع جوى على بعض المبانى السكنية لحماية المجال الجوى حول الملاعب.
مباراة فرنسا – ألمانيا (باريس 2015) أثناء هجمات باريس الإرهابية
• الحضور: الرئيس الفرنسى آنذاك “فرانسوا أولاند”.
• حوادث: أثناء المباراة، وقعت تفجيرات خارج استاد “دو فرانس”.
• الإجراءات: تم إخراج «أولاند» فورًا من الاستاد عبر نفق طوارئ سرى بينما ظل الملعب مغلقًا والجماهير محتجزة بالداخل حتى تأمين المنطقة بالكامل. وقد تم تفعيل خطة «إخلاء بدون إعلان»، تجنّبًا للذعر الجماعى.
نهائى كأس الأمم الإفريقية 2015 – غينيا الاستوائية
• الحضور: رئيس الاتحاد الإفريقى وأعضاء حكومات أفريقية.
• التهديد: أعمال شغب من الجماهير ضد قرارات التحكيم
• الإجراءات : - إجلاء بعض الشخصيات من المقصورة الرئيسية بالطائرات المروحية من أرضية الملعب.
- إنشاء ممر طوارئ داخل الاستاد استخدم فقط مرة واحدة لهذا النوع من الإخلاء.
ورغم أن عيون الملايين تكون مشدودة إلى المستطيل الأخضر، فإن هناك عالمًا موازيًا لا يُبَثّ، خلف الشاشات، يعمل بدقة متناهية لحماية حياة أشخاص قد يُغير استهدافهم مجرى الحدث كله. ومع تزايد استخدام التكنولوجيا، باتت حماية الـVIP فى البطولات الرياضية عملية استخباراتية معقدة لا تقل أهمية عن التحضير الرياضى نفسه.
كأس العالم – روسيا 2018
• الحضور: بوتين، ماكرون، وأمير قطر حضروا النهائى.
• التأمين: نشرت روسيا أكثر من 100,000 عنصر أمنى، واستخدمت تقنيات تعرّف على الوجوه، مع قناصة على الأسطح.
أمم إفريقيا – مصر 2019
• الحضور: الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى وقادة أفارقة.
• التأمين: نشرت الأجهزة الأمنية الآلاف من العناصر، وأُغلقت الطرق المؤدية للاستاد قبل ساعات من كل مباراة مهمة.
نهائى دورى أبطال أوروبا – باريس 2022
• الحضور: مسئولون كبار.
• التأمين: لم يكن كافيًا، حيث واجه اضطرابات أمنية كبيرة عند بوابات الدخول، ما كشف عن ثغرات فى عزل الـVIP.
مونديال قطر 2022
• الحضور: رؤساء، ملوك، شخصيات عامة، نجوم الفن والرياضة ومسئولون من كل أنحاء العالم.
• التأمين: غير مسبوق باستخدام طائرات مُسيرة، وكاميرات ذكية، وعزل إلكترونى محكم فى المقصورات.