الإثنين 21 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

فى مواجهة «حرب التشكيك»

لم تعد الحروب تعتمد على السلاح فقط، بل بالكلمة المسمومة، والمعلومة المجتزأة، والشك المُمنهج فى كل منجز.



من هذا المنطلق، يأتى تحذير القيادة السياسية، المستمر من «حروب الجيلين الرابع والخامس»، كأنها جرس إنذار حقيقى، لمخاطرها على المجتمع من الداخل.

وحين خرج الدكتور مصطفى مدبولى فى مؤتمره الصحفى الأخير، ليحذر مرة أخرى من مخاطر حملات التشكيك الممنهج، يستحق وقفة تأمل، بل مصارحة.

نحن بالفعل نعيش فى زمن لم يعد فيه «الإنجاز» وحده كافيًا، كل مشروع، وكل خطوة إلى الأمام، تقابل بحملات تشكيك منظمة عبر منصات مأجورة، أو جيوش إلكترونية مدربة على صناعة الوهم وبيع الإحباط.

هؤلاء لا يعارضون لأجل المعارضة، بل ينفذون أجندة تسعى لتآكل الثقة بين المواطن ودولته. من هنا تبدو خطورة الحرب الجديدة: ليست ضد منشآت أو حدود، بل ضد «المعنويات»، حرب ابتزاز ومعركة تشكيك.

مدبولى كان واضحًا حين قال: «بعض الحوادث نأسف لها ولا نكابر»، وهذا هو جوهر الدولة التى تراجع نفسها ولا تنكر الواقع، لكن الفارق شاسع بين النقد البنّاء، والتشويه الممنهج. بين أن تُطالب بتحسين التعليم أو الصحة، وبين من يروِّج أن لا شىء يتحقق إطلاقًا.

حين يطالب رئيس الحكومة بـ«تصدير صورة متّزنة لمصر»، فهو لا يُطالب بالتجميل الزائف، بل بالتوازن فى الطرح، فالدولة، رغم ما تمر به من تحديات إقليمية واقتصادية، لا تزال تقف، وتنجز، وتحاسب نفسها. أعداء الداخل والخارج لا يريدون ذلك. يريدون مصريًا مشوّشًا، غاضبًا، منزوع الثقة.

لكن ما لا يعرفونه أن «وعى المصرى» أقوى من أى «موجة سُم» إلكترونية.