الأحد 13 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
أنا وقـلمى .. ثمن خيانة الوطن

أنا وقـلمى .. ثمن خيانة الوطن

خيانة الوطن هى واحدة من أبشع الجرائم التى يُمكن أن يرتكبها إنسان بحق بلده وشعبه، وهى لا تقتصر فقط على تسريب أسرار أو التعاون مع عدو، بل تمتد إلى كل فعل أو قول يُضعف الوطن أو يُعرضه للخطر أو يقوض وحدته واستقراره، وبكل موضوعية، نستطيع أن نؤكد على أن خيانة الوطن ﻻ تنتهى نهاية سعيدة، ومن يخون بلاده غالبًا ما يدفع الثمن غاليًا، سواء من سمعته أو حياته أو مستقبله، وخير دليل على هذا -كمثال- بعض الشخصيات التى اختارت الاصطفاف ضد الدولة المصرية، وتحالفت مع جهات خارجية معادية لمصالح الوطن، مثل القاضى السابق «وليد شرابى»، الذى خرج علينا مؤخرًا بخطاب استغاثة للرئيس التركى «رجب طيب أردوغان» ليُذكِّره بأنه كان مخلصًا ومطيعًا لهم، وأنه قدم طلبًا للحصول على إقامة أو السفر إلى أى دولة ثانية غير تركيا والتى يتعرض فيها لاضطهاد -على حد قوله- من السلطات التركية، وهذه الشخصية القميئة هى التى دفعتنى لكتابة مقال عن خونة الوطن، والثمن الذى يدفعونه مقابل هذه الخيانة، علَّ وعسى يتعظ ضعاف النفوس، حيث كان هذا القاضى السابق ينتمى لمجلس الدولة، وعضو ما يسمى «بقضاة من أجل مصر» وهو تيار أعلن انحيازه العلنى لجماعة الإخوان الإرهابية، خلال ثورة «30 يونيو 2013».. وخالف واجباته القضائية، وشارك فى العمل السياسى والدعائى لصالح جماعة محظورة، كما أنه خرج من مصر عقب سقوط حكم الإخوان، وبدأ فى مهاجمة الدولة المصرية من الخارج، ناهيك عن ظهوره على منصات إعلامية مدعومة من دول معادية لمصر «قناة الجزيرة»، وقام بنشر شائعات وبيانات كاذبة بهدف تشويه مؤسسات الدولة خاصة القضاء والجيش، وانتهى به الحال إلى أنه يعيش -إلى الآن- فى الخارج بلا أى وضع قانونى ثابت أو أى دور فعلى مؤثر، حيث اختفى صوته وتأثيره بعد أن فقد مصداقيته، كما أنه ﻻ يُحسب على أى جهة فاعلة، بل أصبح نموذجًا للشخص الذى خسر كل شىء.. والمثال الثانى «أيمن نور»، وهو كان سياسيًا مصريًا معارضًا، لكنه تجاوز دور المعارضة وتحول إلى خائن حقيقى، من خلال إنشاء قنوات إعلامية موجهة ضد مصر، وهو يعيش فى الخارج أيضًا، وتواجه قنواته تراجعًا حادًا بسبب فقدان الثقة والممولين.. ثم يأتى بعدهما «محمد ناصر، ومعتز مطر»، وهما إعلاميان استخدما المنصات الإعلامية المختلفة (التركية، والقطرية) فى التحريض ضد الدولة المصرية، ومع مرور الوقت تقلّص تأثيرهما بشدة، وواجها عزلة إعلامية، ورفضًا من الجاليات المصرية بالخارج، وفى هذا الشأن يجب أن نُفرق بين المعارضة وخيانة الوطن حتى يكون الموقف واضحًا للجميع، فالمعارضة الوطنية البناءة حق مشروع -بل وضرورى- لصحة أى نظام سياسى، فهى تنتقد السياسات من أجل الإصلاح، أما خيانة الوطن فهى عمل عدائى، تهدم للهدم والضرر لصالح قوى معادية، لذا تُعتبر خيانة الوطن -فى معظم دول العالم- من الجرائم العظمى، ويُعاقب عليها بأشد العقوبات، لأنها تُهدد أمن الدولة وسلامتها. وأخيرًا ﻻ بد أن نعى أن الوطن ليس مجرد حدود على خريطة، بل هو التاريخ والهوية والكرامة، من يخونه كأنه خان أهله، ولن يغفر له التاريخ هذا أبدًا، وأن الوطن ليس فندقًا يُغادره الشخص متى شاء، بل هو بيته الحقيقى، فهو العرض والكرامة، ومن يخونه يسقط من ذاكرة الأرض والتاريخ.. وتحيا مصر.