«العصار».. مهندس العلاقات الخارجية العسكرية بدرجة مقاتل

يحمل يوم 6 يوليو من هذا العام، الذكرى الخامسة لرحيل أحد الرموز الوطنية المصرية، وهو الفريق محمد العصار، الذى تعتبر مسيرته نموذجًا للشخصية الرفيعة التى قدمت الكثير لصالح بلدها.

وُلِد «العصار» فى 3 يونيو 1946، وشارك فى حرب الاستنزاف، ثم حرب أكتوبر كأحد عناصر أطقم إصلاح كتائب صواريخ الدفاع الجوى، وتقلد جميع الوظائف الرئيسية لمنظومة التأمين الفنى للدفاع الجوى، ومساعد رئيس هيئة التسليح للبحوث، ورئيس هيئة تسليح القوات المسلحة، ثم مساعد وزير الدفاع لشئون التسليح، ثم مستشار وزير الدفاع للبحوث الفنية والعلاقات الخارجية.

 

استهل الضابط «محمد العصار» مسيرته العسكرية بحرب الاستنزاف كأحد عناصر سلاح المهندسين، وخاض بَعدها حرب أكتوبر المجيدة 1973.. حصل على العديد من الأنواط والأوسمة، وهى: وسام الجمهورية من الطبقة الثانية، ونوط الواجب من الطبقة الأولى، ونوط الخدمة الممتازة، وميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة، وميدالية مقاتلى أكتوبر 1973، ووسام جوقة الشرف (مرتبة قائد) من فرنسا، وأخيرًا وشاح النيل.

ومن حيث المؤهلات والدرجات العلمية، حصل «العصار» على بكالوريوس الهندسة من الكلية الفنية العسكرية، وماجستير الهندسة الكهربائية، ودكتوراه الهندسة الكهربائية.

يُعَد الفريق «العصار» أحد مهندسى تسليح الجيش المصرى منذ عام 2003، وشغل منصب رئيس هيئة التسليح المسئولة عن التعاقد على صفقات الأسلحة ودخولها وخروجها من الخدمة، وتشير وثائق إلى دوره البارز فى ملف إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية.

ولمع اسم الفريق «العصار»، خلال فترة 2011؛ حيث شغل منصب عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة خلال الفترة بعد ثورة 25 يناير 2011 وكان مسئولاً عن ملف العلاقات الخارجية، وكرّس الفريق «العصار» حياته للدفاع عن العسكرية المصرية فى الداخل والخارج، والذود عنها أمام المشككين فى ثوابتها، وإبان ثورة 30 يونيو 2013 والإطاحة بنظام حكم الإخوان، أرجأت إدارة الرئيس الأمريكى الأسبق باراك أوباما تسليم شحنات أسلحة متعاقد عليها مع مصر، حينها نجح «العصار» فى تحقيق التقارب مع روسيا، وهو ما أثمر عن تنويع مصادر السلاح المصرى.

وبعد عامين من ثورة 30 يونيو، قرر الرئيس عبدالفتاح السيسي تعيين الفريق العصار وزيرًا للإنتاج الحربى فى حكومة شريف إسماعيل سبتمير 2015، وفى 26 يونيو 2020 قرر الرئيس السيسي ترقيته إلى رتبة فريق فخرى مع منحه وشاح النيل، فضلاً عن إطلاق اسمه على محور مرورى فى القاهرة.

وعلى مدار 5 أعوام، حقق الفريق «العصار» طفرة فى مجال الإنتاج الحربى بالتعاون مع عدد من الوزرات، فضلاً عن اتفاقيات التصنيع المشترك مع العديد من الدول، مثل كوريا الجنوبية وبيلاروسيا والبرتغال، فضلاً عن التوسع فى إنشاء وتطوير المصانع الحربية وآخرها مصنع 300 الحربى.

وتميز الفريق «العصار» بشخصيته القيادية الفذة، وحنكته العسكرية، وإخلاصه الشديد لوطنه، وكان معروفًا بقدرته على العمل الجاد، واهتمامه بتطوير قدرات العاملين معه، وبناء كوادر قيادية مميزة، فضلاً عن قدرته على اتخاذ القرارات الحاسمة فى المواقف الصعبة، وعزمه على تحقيق الأهداف المرجوة.

وأصدر الرئيس عبدالفتاح السيسي،  قرارًا بترقية اللواء محمد العصار، وزير الدولة للإنتاج الحربى،  إلى رتبة «فريق فخرى»، مع منحه «وشاح النيل».

كما وجَّه الرئيس عبدالفتاح السيسي،  رئيس الجمهورية، بإطلاق اسم الفريق محمد العصار، على أحد المحاور المرورية بشرق القاهرة والذى يمتد من منطقة «أبو بكر الصديق- تحيا مصر» بطريق «شبرا- بنها» الحر بطول 18 كيلومترًا؛ حيث يضم 18 كوبرى، أبرزها «ألماظة- سفير- ابن الحكم- الحلمية- المطرية- عمر المختار- الأميرية».

ورحل «العصار» عن عالمنا بعد أزمة صحية مر بها فى يوم 6 يوليو 2020، وقد نعاه الرئيس عبدالفتاح السيسي قائلاً: «فقدت مصرنا العزيزة رجل دولة من طراز فريد وقيمة وطنية عظيمة هو الفريق محمد العصار.. لقد كان الفقيد من أخلص الرجال الذين خاضوا غمار التحدى من أجل وطننا العظيم، ولم يدّخر من أجله جهدًا؛ بل كان دائمًا فى صدارة رجال مصر المدافعين عنها فى لحظات فارقة ودقيقة من تاريخها».