الخميس 19 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

نشأت على الأكاذيب ولم تتوقف يومًا عن هدم الدول والتشكيك في الإنجازات شائعات «الإخوان» وقود حرق الأوطان

على مدار تاريخها.. كانت الشائعات ولا تزال أسلوب حياة، بل أبرز أسلحة جماعة الإخوان الإرهابية في تحقيق أهدافها في هدم الأوطان وطمس الهوية الوطنية، تعلم متى وكيف تستخدمه مستهدفة خلق الفتن وتفتيت المجتمع للوصول لغياتها التي تتلخص في شيء واحد فقط هو الوصول للحكم حتى لو على أشلاء الشعوب.



منذ اليوم الأول لتأسيس الجماعة الإرهابية عام 1928، وهي تستخدم «الشائعات» والتشنيع على كل ما هو غيرها واستغلال البسطاء لتضمن انتشارها، وهو ما ظهر في ترويجها أن المجتمع كافر وأن من ينضم إليها فقط هو «المُسلم» المضمون دخوله الجنة ، وانتهجت أسلوبًا دقيقًا في نشر الشائعات، مستهدفة الأوضاع الداخلية المصرية لتقويض استقرارها، بعيدًا عن العشوائية والعفوية، حيث اتبعت استراتيجيات مدروسة لتحقيق أهدافها. 

واستندت الجماعة إلى أطر فكرية محددة لتوظيف الشائعات، معتمدة على ما يُعرف، بـ«السيكولوجية النفسية»، للاستفادة من تأثير تلك الشائعات في خلق سيناريوهات مدروسة لنشر الفوضى، وعلى مدار تاريخها، اكتسبت جماعة الإخوان خبرات واسعة في ترويج الشائعات، بدءًا من العهد الملكي، ومرورًا بالمرحلة الناصرية التي شهدت حملات مكثفة من الشائعات ضد نظام الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، بما في ذلك التشكيك في وطنيته وعقيدته، ومحاولة تقويض شعبيته،. الامر نفسه حدث مع كل الانظمة التالية فيما بعد حقبة عبدالناصر.

الصراع مع الأنظمة

تعتمد الجماعة الارهابية على الشائعات كجزء من صراعها مع الأنظمة السياسية، في إطار ما يُعرف بـ«تفكيك الظهير الشعبي»، كما يوضح الباحث في الاسلام السياسي سامح عيد، حيث استمرت الجماعة على النهج ذاته بعد سقوط حكمها في 30 يونيو 2013، إذ سعت إلى تشويه سمعة الرئيس عبدالفتاح السيسي، ومحاولة النيل من مكانته بعدما تمكن من تحقيق الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي داخل مصر وخارجها.

الأمر نفسه يؤكده الدكتور جمال شقرة، استاذ التاريخ المعاصر، حيث أوضح أن أسلوب ولغة نشر الشائعات، سواء في عهد الرئيسين عبدالناصر ومبارك، أو في ظل حكم الرئيس عبدالفتاح السيسي، هي نفسها تمامًا، على سبيل المثال، هاجموا اتفاقية الجلاء في عهد الرئيس عبدالناصر، كما هاجموا السياسات الخارجية للرئيس السيسي، هذه التكتيكات والشائعات تظل ثابتة، مثل الهجوم على بناء السد العالي وقناة السويس الجديدة، حيث يتكرر الهجوم على الإنجازات الوطنية الكبيرة.

 هدم المجتمعات

وكما هي عادة الجماعة الإرهابية في التخطيط لكل شيء يهدف إلى هدم المجتمعات، فإن طرق نشر الشائعات التي تسببت في زعزعة الثقة في المؤسسات الحكومية، وتأجيج الصراعات الطائفية والمذهبية، ونشر الكراهية والفتنة، تتم أيضا بشكل مخطط ومدروس جدا كما يوضح الكاتب الكبير الدكتور عدنان زهران في كتابه «الشائعة.. أداة حرب على الإسلام والمسلمين»، والذي كشف عن أنواع الشائعات التي يتخذ أصحابها مثل جماعات الإخوان الإرهابية أشكالًا كثيرة وأنواعاً مختلفة تلائم كل غرض يريدون الوصول إليه.

وصنف « زهران» الشائعات التي تستخدمها الجماعة الارهابية إلى عدة أنواع أولها «الشائعة الزاحفة» وهي الشائعة التي تصنع ببطء وتروج ببطء وتتناقل من قبل الناس همسًا وبطريقة سرية وتنتهي في نهاية المطاف إلى أن يعرفها الناس جميعًا، وتنمو مثل هذه الشائعات عادة في الأنظمة الاستبدادية والدكتاتورية التي تضيق فيها فسحة الحقوق والحريات.

 الشائعة العنيفة

«الشائعة العنيفة» التي تتمسك بها الجماعة الإرهابية بشكل كبير وهي الشائعة التي يكثر حدوثها ووجودها أثناء الحروب والكوارث والأزمات والهزيمة، ومثل هذه الشائعات تستند عمومًا على العواطف الجياشة كالذعر والخوف وقد شهدت الحربين العالميتين الكثير من أنواع هذه الشائعات.

أما الشائعة الغاطسة ، فهي الشائعة التي تظهر ثم تغوص لتظهر مرة أخرى عندما تتهيأ الظروف الملائمة والمساعدة للظهور، ويكثر هذا النوع من الشائعات في القصص المتشابهة التي يعاد ظهورها في كل الظروف المتشابهة، فالعدو الصهيوني حاول أن يعاود نشر العديد من الشائعات في حرب أكتوبر 1973م ضد المصريين، وذلك معتمدًا على شائعات مماثلة ظهرت في يونيو عام 1967.

 شائعات الوصول للحكم

جماعة الإخوان الإرهابية وحتى تصل للحكم إعتمدت على أسلوب نشر الشائعات بشكل كبير جدا وذلك منذ تواجدها في الميادين أيام ثورة 25 يناير واستغلالها للشباب في وقت معين ثم الانقلاب عليهم وترويج الشائعات ضدهم ، وحتى نشر الشائعات ضد مؤسسات الدولة في تلك الفترة وأنها تريد الرجوع بالنظام القديم (نظام مبارك) لدرجة وصلت بها إلى محاصر مؤسسات أمنية كبيرة دون الوضع في الاعتبار أن أي خلل في تلك المؤسسات وقتها معناه سقوط الدولة نهائيا.

وحتى وقت الانتخابات التي ادت بهم للحكم (لمدة عام واحد فقط) كان سلاح الشائعات هو الحاضر بقوة، من خلال التغلغل وسط فئات الشعب المختلفة ونشر الاقاويل من نوعيه ان « الاخوان « وحدهم يحملون الخير لمصر، وانهم لو لم يصلو للحكم سيحولون البلد لجحيم.

ورغم وصول الجماعة الإرهابية للحكم عام 2012 ، وطوال العام الذي حكموا فيه وحتى اندلاع ثورة 30 يونيو، لم يتوقفو عن نشر الشائعات اليومية من خلال ترهيب الشعب وبث أن فشلهم بسبب المؤمرات الداخلية وحتى من اجهزة الدولة الموجودة.

 نجاح الثورة

كان نجاح ثورة 30 يونيو في إنهاء حكم الجماعة بداية لحملات مسعورة من الشائعات ضد الدولة المصرية بمبدأ ( طالما مش هنحكم نبقى نحرق البلد)، حيث انفقت الجماعة مليارات الدولارات في الخارج والداخل من أجل الترويج أن الثورة هي مجرد مؤامرة ضدهم وانه لا يجب الاعتراف بها، وقاموا باستغلال عناصرها من أجل استخدام كل انواع العنف في الداخل للإسقاط الدولة وأن الجنة مضمونة لكل من يضحي بنفسها من أجل تحقيق ذلك.

ومع نجاح الدولة المصرية تحت حكم الرئيس عبدالفتاح السيسي في القضاء على الإرهاب والحفاظ على مقدسات الشعب والوطن ، وبالتوازي مع بدء التأسيس للجمهورية الجديدة ، كانت عناصر الجماعة الإرهابية تضع خطط أكثر تطورا مما كانت تستخدمه في السابق لنشر الشائعات في زل التقدم التكنولوجي واستغلال وسائل التواصل الإجتماعي لزرع الفتن ومحاولات التشكيك في كل إنجاز يتم على الأرض.

 أرقام الشائعات

لأن الأرقام لا تكذب ولا تتجمل فيكفينا أنه على سبيل المثال لا الحصر (وخلال فترة حكم الرئيس السيسي) وحسب بيان مجلس الوزراء واستعرض تقرير له صادر من مجلس المعلومات ودعم اتخاذ القرار ترتيب السنوات طبقًا لمعدل انتشار الشائعات، وفقًا لتوزيع نسبي لإجمالي الفترة، حيث بلغ 16.2 % عام 2024، مقارنةً بـ 15.7 % عام 2023، و13.9 % عام 2022، و13.1% عام 2021، و12.4 % عام2020، و10.8 % عام 2019، و7 % عام 2018، و5 % عام 2017، و3.5 % عام 2016، و1.6 % عام 2015، و0.8 % عام 2014.

وورد في التقرير الحديث عن تأثير الجهود التنموية والتداعيات السلبية للأزمات العالمية على معدل انتشار الشائعات في مصر، مشيرًا إلى زيادة الشائعات نحو 3 أضعاف خلال الفترة (2020 – 2024) مقارنة بالفترة (2015-2019).

ورصد التقرير نسبة الشائعات المتعلقة بالتداعيات السلبية للأزمات العالمية من إجمالي الشائعات كل عام، حيث جاءت النسبة الأعلى عام 2024 مسجلة 54 %، و53.8 % في عام 2023، و46 % في عام 2022، و18.3 % في عام 2021، و51.8 % في عام 2020.

أما عن نسبة الشائعات المتعلقة بالجهود التنموية من إجمالي الشائعات كل عام، فقد ذكر التقرير أنها سجلت 32.5 % عام 2024، و28 % عام 2023، و25.6 % عام 2022، و20.3 % عام 2021، و14.5% عام 2020.

واستعرض التقرير ترتيب القطاعات طبقًا لمعدل انتشار الشائعات خلال عام 2024، وجاءت النسبة الأكبر لكل من الاقتصاد والصحة بـ19.4 %، ولكل من التعليم والسياحة والآثار بـ11.3 %، فيما سجل قطاعي التموين والزراعة

 9.7 % لكل منهما، والطاقة والوقود 4.8 %، كما سجلت قطاعات الإسكان والأوقاف والقطاع الأمني 3.2 % لكل منهم، بجانب بلوغ نسبة الشائعات المتعلقة بالإصلاح الإداري والحماية الاجتماعية والبيئة

 1.6 % لكل منهم.

ومنذ بداية عام 2025 ومع مواصلة الدولة المصرية في عملية البناء والتنمية رغم التحديات العالمية التي تعاني منها الدول الكبرى ، تواصل الجماعة الارهابية أسلوبها « الخسيس» لزرع الفتنة والتشكيك، لأن الأمر ليس إلا أسلوب حياة لتلك الجماعة بدأ وسينتهي معها.