الأربعاء 16 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

سر تراجع ترامب تحت تراب «كابول»: كنز الـ «تريليون» دولار!!

عانت أفغانستان طويلًا من حروب غزو اقتصاديّ ونهب، باختصار شديد «حرب موارد ظلّت ثرواتها المعدنية الهائلة واحتياطياتها غير المستثمَرة مجهولةً كليًا بالنسبة للرأى العام الأمريكى 16 عامًا من الحروب وانسحاب فوضوى ووعد من ترامب بعدم العودة حتى تغيَّر رأيه فجأة وعرفنا السر.



ترامب يعود!

خلافًا لوعده الانتخابى؛ قرر دونالد ترامب إبقاء القوات الأمريكية فى أفغانستان لأجل غير مسمى وعودة القوات الأمريكية سببها الاكتشافات الحديثة للترسبات الثمينة التى تتضمن عروقًا من الحديد والنحاس والكوبالت والذهب ومعادن صناعية بالغة الأهمية مثل الليثيوم هائلة الحجم وتتضمن العديد من المعادن الأساسية للصناعة الحديثة.

لقد تحولت أفغانستان فى نهاية المطاف إلى واحدة من أهمّ مراكز التعدين فى العالم»، كما يعتقد المسئولون فى الولايات المتحدة.

اكتشف ثروة أفغانستان المعدنية واسعة النطاق فى البداية فريقٌ صغيرٌ من مسئولى البنتاجون وعلماء الجيولوجيا الأمريكيين.

 وأكّد مسئولون أمريكيون مؤخرًا أنّه تمّ إطلاع الحكومة الأفغانية على ذلك الأمر ثم تم «لقاء سرى بين ثلاثة من كبار مساعدى السيد ترامب مايكل سيلفر، المسئول التنفيذى فى شركة كيماويات كبرى، تم الكشف عن خرائط تبين وجود مخزون ضخم من المعادن النادرة والثمينة فى عدد من المدن فى أفغانستان تقدر قيمتها بمليارات الدولارات.

وتم مناقشة عدة خطط لإمكانية استخراج هذه المعادن الأرضية النادرة.

 وتتخصص شركة السيد سيلفر، «أمريكان إليمنتس»، فى هذه المعادن،  التى تُستخدم فى مجموعة من المنتجات عالية التقنية والمواد التكنولوجية. 

أهم كنوز أفغانستان والموجودة بوفرة هو الليثيوم، وهو معدن فضيّ لين أساسيّ فى بطاريات الحواسيب المحمولة والهواتف المحمولة، ويُطلق عليه أحيانًا اسم «نفط المستقبل».

وقد خلصت مذكرة صادرة عن البنتاجون إلى أن أفغانستان قد تصبح  يومًا ما «مملكة الليثيوم»! 

فهى تمتع باحتياطيات هائلة من الليثيوم الضرورى لبطاريات السيارات الكهربائية وتخزين الطاقة النظيفة، والتى تشهد طلبًا عالميًا على الطاقة والغاز الطبيعى.

قدّر الجيولوجيون الأمريكيون ثروة أفغانستان المعدنية بتريليون دولار وهو مبلغ كاف لتحقيق الاستقرار فى اقتصاد البلاد الهش.

وقد رصدت وزارة المناجم والبترول الأفغانية الحالية وفرة من احتياطيات بما فى ذلك الليثيوم فى ولايات مثل هلمند ونورستان وغزنة.

الحكم الذاتى والسيادة الوطنية

 سيادة أفغانستان على مواردها الطبيعية أمر بالغ الأهمية. وقد أثبت أن الاستغلال الأجنبى للموارد غالبًا ما يؤدى لفوائد ضئيلة بينما تجنى الكيانات الأجنبية أرباحًا كبيرة. 

ونظرًا للسباق العالمى السائد على المعادن، فقد تواجه أفغانستان خطرًا وشيكًا بالوقوع فى فخ الديون. 

يُعدّ الليثيوم الأفغانى، الحيوى للبطاريات الكهربائية وأنظمة تخزين الطاقة النظيفة إلى جانب رواسبه من النحاس والنيكل والكوبالت والعناصر الأرضية النادرة، عنصرًا أساسيًا فى التحول العالمى فى مجال الطاقة النظيفة.

إن استقطاب الجهات المانحة وعلى رأسها أمريكا للمساعدة فى بناء قدرات الأفغان محليًا، لا سيما فى التعامل مع الموارد الطبيعية، بما فيها الليثيوم، واستخراجها ومعالجتها، من شأنه أن يوفر فرص عمل عديدة، ويعزز الاقتصاد المحلى، ويعزز النمو الصناعى. ويمكن لهذه الاستراتيجية أن تمنع أفغانستان من الوقوع فى فخ الديون المحتملة والاعتماد على النقد الأجنبى لتوليد العملة الصعبة والتخلى عن الأصول ومن الضرورى استغلال الشركات الأجنبية للاستثمار فى بناء القدرات المحلية وتحسين البنية التحتية المتضررة من الحرب.

يُعدّ بناء القدرات المحلية وتطوير البنية التحتية أمرًا بالغ الأهمية ومن خلال تطوير قدراتها الذاتية، ستضمن أفغانستان فى نهاية المطاف توزيعًا عادلًا لفوائد مواردها الطبيعية بما يُحسّن حياة شعبها سيكون «الليثيوم» هو السبب والعمودَ الفقرى للاقتصاد الأفغانى.

والليثيوم هو «مَصدرٌ مهم يستخدم فى إنتاج بطاريات السلع كافّةً من الهواتف النقّالة إلى الحواسب المحمولة وهو مفتاح مستقبل السيارات الكهربائية».

قام البنتاجون بمسح أرضيّ شامل لغرب أفغانستان، ويقول بعض مسئوليهم «إنّ التحليل الأوّلى لموقع واحد فى إقليم غازنى أظهر احتمالات لترسبات الليثيوم تعادل مثيلاتها فى بوليفيا». 

الحرب على أفغانستان «حرب موارد»

فى ظل احتلال الولايات المتحدة والتحالف، عقدت حفنةٌ من تكتلات التعدين متعددة الجنسية العزم على نهب هذه الثروة المعدنية حالما يعمّ السلم فى البلاد. وفقًا لما كتبته أولغا بوريسوفا بعد أشهُر من الغزو فى ديسمبر 2001، «الحرب التى تقودها الولايات المتحدة على الإرهاب (ستتحول) إلى سياسة استعمارية للسيطرة على ثروة البلد الخرافية».

كما أنّ جزءًا من جدول أعمال الولايات المتحدة الناتو يتمثّل فى الاستيلاء على احتياطيات أفغانستان من الغاز الطبيعى، فضلًا عن منع تطور مصالح روسيا والصين وإيران المتعلقة بالطاقة فى أفغانستان.

إن هدف الولايات المتحدة غير المعلن فى حضورها لأفغانستان هو نهب ثرواتها المعدنية التى تحتاجها بشدة ربما أكثر من النفط والغاز لتشغيل السيارات الكهربائية.

تشمل الاحتياطات المعدنية لأفغانستان كميات ضخمة من الحديد والنحاس والكوبالت والذهب والليثيوم، وهى مواد خام استراتيجية تستخدم فى إنتاج بطاريات التكنولوجيا العالية لأجهزة الكمبيوتر المحمولة والهواتف المحمولة والسيارات الكهربائية.

غاية ترامب إذن هى الثروات والمعادن فى أفغانستان بحجة تمويل و«إعادة الإعمار» بعد مرور 16 عامًا على التدمير المستمر للبلاد من قبل أمريكا وحلفائها أنه سيتم نشر الكثير من القوات الأمريكية فى أفغانستان أكثر من أى منطقة حرب نشطة أخرى، بحجة تعقب طالبان والقاعدة كجزء من الحرب العالمية ضد الإرهاب وحماية الكنز الجديد للاستفادة الحقيقية من ثروتها المعدنية عليها الفيام بإصلاحات إدارية ومحاربة الفساد وتشجيع المستثمرين.

تُتيح احتياطيات أفغانستان الهائلة من الليثيوم فرصة هامة للتنمية الوطنية. ولضمان استفادة الشعب الأفغانى من هذه الثروة، يجب على البلاد إعطاء الأولوية للسيادة الوطنية، وإقامة شراكات خارجية عادلة، والتركيز على تطوير البنية التحتية المحلية وبناء القدرات وتعزيز الاستقرار الاقتصادى، وضمان نمو وطنى طويل الأمد من خلال الحفاظ على سيطرتها على مواردها وتنفيذ الإصلاحات اللازمة. وينبغى للمجتمع الدولى دعم هذه الجهود لبناء مستقبل مستدام ومزدهر للشعب الأفغانى. 

ثروة ضخمة

يُعد قطاع التعدين الأفغانى، الغارق فى الفساد، ثانى أكبر مصدر لتمويل حركة طالبان، وأحد أسباب العنف فى المناطق الغنية بالمعادن. ووفقًا لتقرير صادر عن معهد الولايات المتحدة للسلام، تُهرَّب كميات كبيرة من المعادن المنهوبة علنًا عبر الحدود الأفغانية عبر نقاط تفتيش حكومية.

وبالإضافة إلى طالبان ومقاتلى تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)؛ فإن أمراء الحرب الأفغان يريدون أيضًا الحصول على حصتهم من الثروة المعدنية.

تُقدَّر ثروة أفغانستان المعدنية بما يتراوح بين تريليون وثلاثة تريليونات دولار. وتمتلك هذه الدولة غير الساحلية احتياطيات هائلة من النحاس والحديد والكروميت والزئبق والزنك والأحجار الكريمة، بالإضافة إلى الذهب والفضة، والأهم من ذلك، الليثيوم والعناصر الأرضية النادرة المستخدمة فى البطاريات.

يختزن باطن الأرض فى أفغانستان النحاس والليثيوم والأتربة النادرة، وهى معادن تعد ضرورية لتحقيق الانتقال إلى الطاقة النظيفة وحماية المناخ، ويصفها الخبراء بأنها ثروة واعدة صارت اليوم فى أيدى طالبان.

يفيد أحدث تقرير سنوى عن موارد التعدين فى أفغانستان صدر فى يناير 2021 عن المعهد الأمريكى للدراسات الجيولوجية، بأن أفغانستان «لديها مناجم من البوكسيت والنحاس والحديد والليثيوم والأتربة النادرة».

وفيما يحاول العالم الاستغناء عن الوقود الأحفورى مثل النفط والغاز، يزداد الطلب على هذه المعادن لنقل أو تخزين الكهرباء.

وهكذا ارتفع سعر النحاس، وهو عنصر أساسى فى صناعة الأسلاك الكهربائية، إلى مستوى تاريخى هذا العام فى الأسواق العالمية ليتجاوز 10 آلاف دولار للطن.

أما الليثيوم فهو مورد أساسى لانتقال الطاقة؛ إذ يُستخدم لتخزين الكهرباء فى البطاريات ومنشآت توليد الطاقة الشمسية ومزارع الرياح.

فى عام 2020، أدرج الليثيوم على القائمة الرسمية المكونة من 30 مادة خام تعد «حاسمة» لتحقيق الاتحاد الأوروبى الاستقلالية فى مجال الطاقة، إلى جانب الكوبالت والغرافيت والسيليكون والتنتالوم على وجه الخصوص.

«مخزون هائل من الليثيوم»

من جانبها، قدرت وكالة الطاقة الدولية أن الطلب العالمى على الليثيوم سيتضاعف بمقدار 40 مرة بحلول عام 2040.

وقال جيوم بيترون إن أفغانستان «تعوم فوق مخزون هائل من الليثيوم لم يتم استغلاله حتى الآن». وبيترون هو مؤلف كتاب «حرب المعادن النادرة» فى 2018.

وبالمثل؛  تعد الأتربة النادرة مثل النيوديميوم أو البراسيوديميوم أو الديسبروسيوم الموجودة أيضًا فى أفغانستان، ضرورية فى تصنيع المغناطيس المستخدم فى صناعات المستقبل مثل طاقة الرياح والسيارات الكهربائية.

فى الإجمال، قدرت إمكانات جميع الموارد الجوفية فى أفغانستان بنحو تريليون دولار فى تقرير مشترك للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى يعود إلى عام 2013.

كانت أفغانستان التى تعد ثرواتها الباطنية هائلة، تُعرف حتى الآن بشكل أساسى بغناها بالأحجار الكريمة مثل اللازورد والزمرد والياقوت والتورمالين، وكذلك بمسحوق التلك أو الرخام.

كما أنها تنتج الفحم والمعادن التقليدية مثل الحديد.

وفى حين يجرى استغلال مناجم الأحجار الكريمة رسميًا، تشكل تجارتها هدفًا للتهريب غير القانونى على نطاق واسع إلى حد ما مع باكستان المجاورة، وهو ما كشف عنه أحدث تقرير لهيئة المسح الجيولوجى الأمريكية.

الحاجة إلى الاستقرار

حتى قبل انتصار طالبان فى أفغانستان، قال بيترون إن الصين «دعمت عددًا من فصائل طالبان بهدف تسهيل وصولها إلى بعض المناجم الواعدة»، علمًا بأن الصين تنتــج 40 % من النحاس فى العالم وما يقرب من 60 % من الليثيوم وأكثر من 80 % من الأتربة النادرة، وفق الوكالة الدولية للطاقة.

وأضاف: «إن الصينيين لا يشترطون فى عقودهم التجارية الالتزام بالمبادئ الديمقراطية».

حصلت الصين فى عام 2008 على امتياز استغلال منجم أينك العملاق للنحاس على بعد 35 كيلومترًا من كابول. ومنذ العام 2015، كانت بكين تتفاوض مع الحكومة السابقة لإدخال تعديلات تسمح بالاستغلال الفعلى للمعدن الذى كانت «تعيقه أسباب مختلفة»، وفقًا لمعهد الدراسات الجيولوجية الأمريكى الذى لم يوضح بالتفصيل تلك المعوقات.

فى الوقت الراهن، يجادل الخبراء بأنه «ليس من المؤكد على الإطلاق» أن تصبح أفغانستان مصدرًا مهمًا لهذه الثروات المعدنية والمضمار «الجيو-سياسى» لانتقال الطاقة العالمى، بسبب عدم الاستقرار وغموض مستقبلها السياسى فى ظل نظام طالبان.

لذلك؛ أكد بيترون «نحتاج إلى مناخ سياسى مستقر تمامًا».

وأضاف إنه فى مجال التعدين، يمكن أن تمر 10 أو 20 عامًا بين اكتشاف المناجم واستغلالها و«لن ترغب أى شركة فى الاستثمار إذا لم يكن هناك إطار سياسى وقانونى مستقر»، مؤكدًا أن بعض المستثمرين قد يفضلون اختيار مصادر توريد أغلى قليلاً، لكنها أكثر استقرارًا.