
مى كرم جبر
البوصلة
1
الدراما هى العمود الفقرى للفن، لعدة أسباب منها أنها وسيلة ترفيهية تدخل البيوت دون تكلفة تذكر.
2
هذا بالإضافة إلى كونها تطورًا للون فنى ارتبط بوجدان الشعب المصرى وشكَّل ثقافته، وكان نافذة لتناقل السير والعبر والتاريخ، هذا الفن هو فن الحكاية.
3
فى بداية نشأة ماسبيرو كانت الدراما جزءًا أساسيًا من ساعات البث التليفزيونى، وكانت لها صور متعددة وهدف واحد هو شغل مساحة من الوعى العام بقدر من التسلية المدعمة بالقيم.
4
إن أردنا أن نعرف توليفة الإعلام الناجح علينا بأرشيف ماسبيرو، وإن أردنا أن نعرف توليفة الصحافة الناجحة علينا بأرشيف الصحف القومية.
5
ما تواجهه الدراما الآن ليس مجرد تحديات داخلية لأن التدنى الأخلاقى أصبح يأخذ من الفن مطية فى كل دول العالم.
6
آلية صناعية ضخمة عابرة للحدود تُدنى من رسالة الفن وتنشر الفسق، لذلك لم يعد سوء الأخلاق كافيًا لإثارة الشغف؛ بل هناك ما هو أكثر «فانتازيا المجون».
7
فأصبح مستوى الجريمة العادى غير مشبع؛ لذلك يجب أن تكون الجريمة مركبة لأن العين اعتادت على ما هو عادى.
8
فمجرد القتل غير كافٍ، لذلك ظهر القتل والتمثيل بالجثة مع تصويرها وعرضها على «الدارك ويب»، مجرد الاغتصاب غير كافٍ لذلك ظهرت مواد التخدير التى تجعل الضحية مدركة وغير قادرة على المقاومة، مجرد السرقة غير كافية، لذلك ظهرت المضاربة والمقامرة والتسويق الشبكى.
9
ما شأن الفن بكل ذلك، الفن من كثرة عرضه للفكر الملوث جعل منه مادة عادية وخلق نهمًا لدى أصحاب النفوس المريضة للإبداع الإجرامى.
10
الردع الأخلاقى مبعثه العيب والخوف من نظرة الناس، ماذا لو أصبح كل «العيب» هو و«العادي» سواء؟!
11
أرفض وبشدة أن تصبح كل أعمالنا عن الشذوذ الأخلاقى بدعوة التحذير والتوعية، لو نشرنا سلوكًا واحدًا إيجابيًا لأزاح من تلقاء ذاته مئات الأفعال غير المنضبطة.
12
نشر الرقى والأخلاق مقدم على التحذير من مشكلات شاذة لا تحدث إلا نادرًا.