والله بعودة يا رمضان- رمضان

منى رضوان
فى أغانى رمضانية هى أشبه بأنك بتشوف نفسك فيها وما ترويه من تفاصيل، تسير معها فى رحلة عبر شبابك وطفولتك.. أغنية هشام عباس رمضان بتحسّسْنى بكدة لما بسمعها، بشوف شريط حياتى وحياة أقرانى من مواليد السبعينيات.
غنّى هشام عباس هذه الأغنية وأصدرها فى ڤيديو كليب عام 2012 وكان وقتها الأغانى المصورة مش زى دلوقتى.
كان الكليب من إخراج أحمد المهدى ومن كلمات وألحان عزيز الشافعى وتوزيع أحمد عادل واتعَرَضت فى رمضان.
أتصورت فى ثلاثة أيام ما بين شوارع ومساجد القاهرة، وفيها يظهر شىء من أهم ما يفعله رمضان فى المصريين وهو تجمُّع العائلة والناس على الإفطار وكمان شكل القهاوى بعد الإفطار.
وكالعادة لم يف ت على المؤلف إضافة أحد أهم ملامح رمضان عندنا وهو تواجُد الشيخ الشعراوى الليّ كان حضوره بيملى المكان وخاصةً فى الأحياء الشعبية البسيطة.
التصوير أبرز وقت السحور ووقت الإفطار لما الناس بتمشى فى الشوارع لحظة الأذان ويلاقوا موائد الرحمن ترحّب بيهم.
كلمات الأغنية ساحرة، وتفاصيلها صغيرة بس قوية زى ابتسامة الشعراوى وهو بيفسر القرآن، صوت المنشاوى وقراية الطبلاوى والشيخ محمد رفعت وحلاوة الأذان، وصلاة الفجر حاضر والنقشبندى والتواشيح وسبحة أبوه وطرحة أمه ودموعه فى صلاة التراويح... وحاجات لا يمكن تتنسى بأمانة زى عبدالمطلب ورمضان جانا…
وتكلمت الأغنية عن مظاهر اجتماعية للشعب المصرى فى الشهر الفضيل زى السهر فى الحسين للفجرية ولعب الكورة فى الدورة الرمضانية ونداء المسحراتى وفوانيس الإخوات والأطفال وبالطبع الحلويات والمشروبات الرمضانية الليّ موسمها هو رمضان زى التمر هندى والبلح والكنافة وسحور العيلة مع بعض كل ليلة.
ساعة الأغنية دى مكانش فى كنافة بالبستاشيو ولا تريس ليتشيس بالبسبوسة ولا كانت أم على اسمها Auntie Loly.
فى الوقت ده لم تلعب الريد ڤيلڤت أى دور فى حياتنا وكانت الحلويات الرمضانية بعيدة عن التطوير وكلاسيكية بطعم الزمن الجميل.
كانت صوابع زينب زى ما هى مش زوزو فينجرز، وطبعًا كان رمضان خير وبركة وأيام جميلة كما قالت الأغنية بالضبط.
فى تصوير الأغنية فى تفاصيل مصورة كده تقف عندها: السخان المكبب فى الخلفية قبل ظهور السخانات الفورية الفلات والمشروبات الرمضانية المحطوطة فى شفشق قبل أن تعبأ فى أزايز بلاستكية أو تبقى كانز.
وبَرَّاد الشاى الصاج الليّ كنا بنشرب فيه الشاى لما ياخدنى والدى معاه قهوة الفيشاوى.
وزحمة قبل الفطار خصوصًا لما عربية تعطل وتطلّع دخان من الكّبوت والناس تنزل تشوف فى إيه.
ساعتها مكانش فى عربيات كهربا طبعًا وكان من ضمن أهم أجزاء أى عربية هو هَوّاية للموتور وطبعًا شنكل لرفع الكّبوت.
وكما قالت الأغنية: رمضان رمضان رمضان.. هلّ هلاله ظهر وبان فكرنى بحاجات وذكريات.. بيعدى عمرى وليها فى قلبى مكان.