اغتيال كيندى و«المنطقة 51 والكائنات الفضائية» وهجمات 11 سبتمبر أشهر نظريات المؤامرة الأمريكية بحثا عن حل لغز الاغتيال أم إلهاء عن مخططات على وشك التنفيذ؟!

آلاء البدرى
فى عالم ملىء بالأسرار والغموض، تبرز بعض الأحداث والأماكن كأيقونات للجدل والنظريات التى لا تنتهى. من صحراء نيفادا حيث تقع المنطقة 51، التى لطالما ارتبطت بالكائنات الفضائية والتجارب السرية، إلى اغتيال الرئيس جون كيندى الذى لا يزال يثير التساؤلات حول المؤامرات السياسية، وصولًا إلى أحداث 11 سبتمبر التى غيّرت وجه العالم وأثارت جدلًا واسعًا حول الحقائق والخفايا.
هذه القضايا الثلاث تمثل نقاط التقاء بين الواقع والخيال، بين الحقائق والنظريات، مما يجعلها مادة دسمة للتحقيق الصحفى؛ بحثًا عن إجابة مُرضية للفضول البشرى حول أسئلة من نوعية ما الذى يكمن وراء هذه الألغاز؟ وهل يمكن أن نجد إجابات شافية فى ملفات الـ(CIA) أو الأرشيف الأمريكى الوطنى أو فى ملفات سرية لدى وكالات حكومية أخرى فى بلاد العم سام؟
لكن السؤال الأهم هنا الآن هو هل الفضول هو المحرك الرئيسى للمواطن دونالد ترامب ابن الثقافة الأمريكية الذى تربّى على أساطيرها وألغازها لينتهز امتياز كونه رئيس الدولة ويترك العالم يحترق ليخوض معارك داخلية للإفراج عن أوراق قد تحمل حلاً لواحد من أهم تلك الألغاز على الإطلاق وهو حادث اغتيال الرئيس الأمريكى جون كيندى؟
فالأمر يبدو أن طفلاً أمريكيًا ابن ثقافة أساطير بلاد العم سام قد كبر وأصبح رئيسًا ويحقق حلم طفولته الساذج بأن يستخدم امتيازات منصبه ليفتح كل الوثائق السرية ويطلع على حلول كل الألغاز ويعرف من قتل كيندى وماذا يحدث خلف أسوار المنطقة المحظورة بصحراء نيفادا ومن المُنفذ الحقيقى لهجمات سبتمبر، وهل كانت حقيقة أمْ لا، وعلى طريقة حل لغز ميكى الذى كان يتطلب (قلب المجلة رأسًا على عقب) لأن الحل مكتوب بالمقلوب آخر الصفحة فالرئيس ترامب قلب أمريكا ومؤسّساتها وترك العالم يحترق ليعرف حل (لغز كيندى)!!!
أو أن الأمر برمته قد يكون بالنسبة لترامب عصا موسى متعددة الاستخدامات التى يحاول بها أن يصيب عدة اهداف؟.
أو ربما يكون وسيلة إلهاء مثالية بعيدًا عن ما يحدث من مجازر فى غزة الآن وتخفيف الضغط الإعلامى عن السفاح نتنياهو؟؟
الشك هنا منطقى، والظن هنا ليس بإثم.. فهذه الجريمة تُعد الأكثر خضوعًا للتحليل فى التاريخ، ومع ذلك لم تُظهر أى من تلك التحليلات أدلة كافية لإقناع هيئة محلفين كبرى بمحاكمة أى شخص سوى القاتل الوحيد الذى حددته لجنة وارن.
فبعد آلاف الصفحات من التحقيقات وعشرات الأفلام والكتب يأتى دونالد ترامب ليشعل مجددًا نار التكهنات حول مقتل الرئيس الأمريكى الأسبق جون كيندى بعد سنوات من الوعود بالإفراج عن الوثائق المتبقية عن القضية التى تحولت إلى أسطورة غامضة أبت أن تتلاشى وتركت جرحًا عميقًا مليئًا بالشكوك فى التاريخ الأمريكى لا يزال مفتوحًا بعناد مما يطرح تساؤلات عديدة حول الوثائق السرية المفرج عنها وإمكانية إجابتها عن الأسئلة الأخيرة حول حدث كان ولا يزال موضوعًا لنظريات المؤامرة بعد ستة عقود، وهل سينهى هذا النشر لآخر إصدارات الوثائق التكهنات أخيرًا أمْ ستعمق المعلومات الجديدة الغموض؟
تضمّن الإصدار الذى أمر ترامب بنشر جميع وثائقه السرية أ1123 وثيقة بصيغة بى دى إف وفقًا للأرشيف الوطنى بما فى ذلك تقارير مطبوعة وملاحظات مكتوبة بخط اليد، ويعتبر هذا هو النشر الثانى لوثائق كيندى فى عهد ترامب الذى أراد نشرها جميعًا خلال ولايته الأولى وتمت الموافقة فى النهاية على بعض التنقيحات لحماية معلومات استخباراتية حساسة ولكن ترامب صرّح بأنه لم يعد يرى ضرورةً لتلك التنقيحات وبخلاف الإصدارات السابقة للسجلات المتعلقة باغتيال كيندى لم تصنف هذه الوثائق أو تعرض بأى شكل منظم بدا بعضها نسخًا من أوراق نشرت بالفعل للجمهور بينما لم يكن للبعض الآخر أى صلة واضحة بالاغتيال ومن المحتمل أيضًا أن الإصدار الأول الذى نشر يوم الثلاثاء الماضى فى فترة ولايته الثانية يتضمن جميع الوثائق التى شملها أمر السيد ترامب لكن وفقًا للأرشيف الوطنى أنه تم الكشف عن نحو %99 من وثائق كيندى المعروفة والبالغ عددها نحو 320 ألف وثيقة منذ أن أقر الكونغرس قانونًا عام 1992 يلزم بنشرها إلاّ أن أكثر من 2100 وثيقة لا تزال محجوبة كليًا أو جزئيًا نتيجةً لعمليات التحرير ولا تزال 2500 وثيقة أخرى تحت أختام المحكمة وقيود أخرى.
أسرار ومؤامرات اغتيال كيندى
توصلت كل وكالة حكومية حققت فى وفاة الرئيس الأمريكى الأسبق كيندى إلى نفس النتيجة أنه تم اغتياله على يد لى هارفى أوزوالد وهو مسلح منفرد قام بإطلاق بثلاث رصاصات من الطابق السادس فى مستودع فى ديلى بلازا بينما كان كيندى يركب فى موكب عبر دالاس فى عام 1963 وقد أصيب كيندى وحاكم تكساس جون بى كونالى الابن الذى كان يركب فى نفس السيارة بالرصاص وألقى القبض على أوزوالد بعد ساعات من إطلاق النار وبعد يومين قُتل برصاص رجل يُدعى جاك روبى، لكن هذه النتائج شكك فيها كثيرٌ من الأمريكيين على مَرّ السنوات الماضية وانتشرت معلومات غير مؤكدة حول تورط وكالة المخابرات المركزية والمافيا وحتى نائب الرئيس كيندى ليندون جونسون وتساءل كثيرون عمّا إذا كان أوزوالد قد تصرف بمفرده وما إذا كان الاغتيال مؤامرة من كوبا أو الاتحاد السوفيتى حتى إنه فى عام 2016 ألمح الرئيس ترامب نفسه إلى تورط والد السيناتور تيد كروز من تكساس فى جريمة القتل، وفى عام 2023 ادعى روبرت إف كيندى الابن وجود أدلة دامغة على تورط وكالة المخابرات المركزية فى مقتل عمّه وأن الأمر الذى أثار الشكوك أكثر هو تضارب المعلومات وعدم دقتها ومعقوليتها؛ حيث أكدت المعلومات أن لجنة وارن التى شكلت عام 1963 للتحقيق فى الاغتيال رأت أن إحدى الرصاصات التى أطلقها أوزوالد أصابت الرئيس وخرجت من حلقه ثم أصابت الحاكم كونالى فأصابت فخذه وظهره وصدره ومعصمه ووجدت اللجنة أن هذه الرصاصة الوحيدة التى أطلق عليها من اعتبروا هذه السلسلة من الأحداث غير معقولة اسم الرصاصة السحرية وجدت على النقالة التى كان يحملها الحاكم.. ومؤخرًا أضاف بول لانديس أحد عملاء الخدمة السرية الذى كان على بُعد أقدام قليلة من كيندى عندما تعرض للضرب طبقة أخرى من الشك إلى هذه القصة فى مقابلة أجريت معه فى سبتمبر 2023 مع صحيفة نيويورك تايمز قال لانديس إنه هو من عثر على الرصاصة وأنها لم تكن على نقالة بل استقرت فى الجزء الخلفى من سيارة الليموزين حيث كان كيندى يجلس، أكد لانديس الذى لم تجر لجنة وارن مقابلات معه أنه لا يأمل فى الترويج لنظرية المؤامرة لكن الأمر يدعو للشك وبسبب قلة المعلومات وعشوائية التحقيقات ازدهرت العديد من نظريات المؤامرة حول القصص الخلفية للرجلين أوزوالد وقاتله إذ زعم الباحثون أن أوزوالد كان على صلة بحكومة أجنبية أو وكالات داخلية فى الولايات المتحدة، وقال أوزوالد وهو جندى سابق فى البحرية إنه لم يطلق النار على الرئيس، ووصف نفسه بأنه كبش فداء لجهة ما وكانت أيضًا عملية قتله برصاصة من روبى من مسافة قريبة أثناء احتجازه لدى الشرطة بعد يومين من الاغتيال أمرًا مثيرًا للريبة؛ خصوصًا بعد أن خلصت لجنة وارن إلى أن روبى لم يكن يعرف أوزوالد قبل قتله لكنّ الكثيرين ما زالوا يتساءلون عن دوافع روبى وما إذا كانت هناك صلة بين الرجلين أم لا؟ أدين روبى بتهمة القتل فى عام 1964 واستأنف الحكم فى عام 1966 لكنه أيضًا توفى بشكل غامض فى العام التالى بسبب الانسداد الرئوى قبل بدء محاكمته التالية.
من أكثر الاكتشافات إثارةً للصدمة الإشارة إلى تورط وكالة المخابرات المركزية فى التحضير لاغتيال كيندى؛ حيث كشفت مذكرة رفعت عنها السرية مؤخرًا تعود إلى نوفمبر 1963 كيف أعرب ضابط فى الوكالة عن قلقه إزاء أنشطة أوزوالد بما فى ذلك زيارته للسفارتين السوفيتية والكوبية فى مدينة مكسيكو قبل أسابيع من اغتيال كيندى ومع ذلك رفض كبار المسئولين هذه المخاوف بشكل صادم وبينما لا تؤكد الملفات تورط وكالة المخابرات المركزية فى عملية اغتيال إلاّ أنها تشير إلى أن الوكالة كانت إما متواطئة أو غير كفؤة كما أظهرت الوثائق الأخيرة وجود مطلق نار ثانٍ وهو أمرٌ لطالما نوقش لكن أصرت لجنة وارن على أن أوزوالد تصرف بمفرده وأنه أطلق ثلاث طلقات نارية فى 8.6 ثانية ومع ذلك فإن التقارير الباليستية وشهادات الشهود فى الملفات التى تم إصدارها حديثًا تقول إن هذا لا يتوافق مع التحقيقات ووفقًا للوثائق ربما جاءت الطلقة من التل العشبى وهى منطقة مرتفعة أمام موكب كيندى ويبدو أن الاقتراح الجديد يتناقض مع نظرية المسلح الوحيد، وفى عام 1979 خلصت لجنة الاغتيالات المختارة بمجلس النواب (HSCA) إلى وجود احتمال كبير لوجود مطلق نار ثانٍ بناء على أدلة صوتية وتدعم الملفات الجديدة هذه النظرية بروايات الشهود، وذكرت صحيفة الغارديان أن هناك إفادة واحدة مكتومة من أحد المارة فى دالاس الذى أجبره عملاء الحكومة على الصمت كما تشير نصوص تسجيلات التنصت إلى احتمال تورط الجريمة المنظمة فى مؤامرة الاغتيال؛ حيث ناقش زعماء المافيا ضرورة الاهتمام بكيندى؛ بل إن إحدى الوثائق الصادمة تربط زعماء المافيا فى شيكاغو بتدريب عناصر ميليشيات كوبية كما كشفت قناة ABC7 شيكاغو وتشير الملفات إلى احتمال وجود تحالف بين رجال المافيا والكوبيين المناهضين لكاسترو بالإضافة إلى عناصر من وكالة المخابرات المركزية، وربما كان الدافع هو الانتقام مع الأخذ فى الاعتبار أن خيانة الرئيس المزعومة خلال عملية خليج الخنازير وهى محاولة فاشلة من جانب القوات التى دربتها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية من الكوبيين المنفيين لغزو جنوب كوبا وقلب النظام على فيدل كاسترو قد أبعدت شخصيات المافيا التى خسرت عمليات الكازينو الكوبية لصالح ثورة فيدل كاسترو وتضمنت الملفات أيضًا بعض الاكتشافات بما فى ذلك مذكرة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية تفصل قيام الضابط جورج جوانيدس بتحويل 25 ألف دولار إلى جماعة مناهضة لكاسترو مرتبطة بأوزوالد، وأثار هذا تساؤلات حول علاقة الوكالة بالقاتل، وكشف ملف آخر عن تكثيف الوكالة مراقبة اتصالات أوزوالد مع المخابرات الكوبية ولكن لم يتخذ أى إجراء، وعلاوة على ذلك تنبأ سجل لمكتب التحقيقات الفيدرالى (FBI) لمكالمة هاتفية وردت قبل وفاة أوزوالد وقتله على يد جاك روبى مما يشير إلى أن شخصًا ما ربما كان على علم بأكثر مما كشف عنه.
أسباب إخفاء ملفات اغتيال كيندى
تسلط الوثائق الجديدة الضوء على أسباب حرص وكالات الاستخبارات على إبقاء العديد من هذه الوثائق مخفية جزئيًا أو سرية تمامًا لفترة طويلة.. والجدير بالذكر أن هذه الأسباب لم تتعلق بقضية اغتيال كيندى ولكن تكشف الملفات برامج سرية وعمليات خاصة بوكالة الاستخبارات المركزية ؛ حيث فتحت الإصدارات السابقة قضايا أخرى تتعلق بعمليات الوكالة على سبيل المثال تضمن إصدار عام 2018 مواد تتعلق ببرنامج «كوينتيلبرو» وهو برنامج سرّى بدأه مدير مكتب التحقيقات الفيدرالى ج إدغار هوفر عام 1956 لتقويض الحزب الشيوعى المحلى ثم توسع لاحقًا ليشمل جماعات الحقوق المدنية ومنظمى حرب فيتنام وغيرهم، وانتهى البرنامج عام 1971، وأشارت وثائق كيندى المفرج عنها سابقًا إلى أن الرؤساء بدءًا من دوايت أيزنهاور وأعضاء اللجان الرئيسية فى الكونجرس كانوا على علم بالبرنامج وشاهدوا أجزاء من شهادة هوفر غير الرسمية عنه ومن المتوقع أن تسفر الإصدارات الجديدة عن معلومات أكثر بشأن مسائل لا ترتبط إلاّ بشكل جانبى بالاغتيال ولكنها ذات أهمية كبيرة بالنسبة للشعب الأمريكى عن فضائح الوكالة مثل التنصت السيئ السمعة الذى قام به مكتب التحقيقات الفيدرالى على القس الدكتور مارتن لوثر كينغ جونيور وضعت تلك التسجيلات فى مكتب كينغ ومنزله وغرف فندقه وسجلت أحيانًا مع شركائه الجنسيين وقد رفع مساعدو كينغ دعاوى قضائية للحفاظ على سرية المواد ومعظمها الآن تحت ختم المحكمة حتى عام 2027 إلاّ أن بعضها تسرب عبر سجلات اغتيال كيندى
غرائب وثائق اغتيال كيندى
من الغريب أن يكون لقضية اغتيال واحدة ستة ملايين صفحة فى الأرشيف الوطنى وعدد من القطع الأثرية الغريبة.. على سبيل المثال الجوارب التى ارتداها لى هارفى أوزوالد عندما أطلق عليه جاك روبى النار، وتعد الجوارب من بين عشرات القطع الأثرية التى تحتفظ بها الأرشيفات الوطنية المتعلقة باغتيال كيندى بعضها رمزى مثل بدلة جاكى كيندى الوردية الملطخة بالدماء من شانيل والتى يمنع الوصول إليها إلاّ فى عام 2103، وبعضها الآخر دليل مثل رصاصات فارغة وقطعة من حافة الرصيف عليها علامات رصاص مقطوعة من الشارع بالقرب من ساحة ديلى فى دالاس وأشياء أخرى لها صلة أكثر غموضًا بالجريمة مثل حقيبة يد زرقاء كان أوزوالد يحملها فى رحلة إلى المكسيك وأداة رياضية صغيرة تستخدم لتمارين البطن ومجموعة من قضبان الستائر ورغم أن الأرشيفات تعرف بكونها موطنًا لمئات الآلاف من الوثائق لكن يبدو أن فهرس القطع التى جمعها المحققون يعكس هوس الأمة بحدث لا يزال غامضًا مَهما حدق المرء فى نعال حمام أوزوالد الذى يعتبر من أكثر القطع سرية فى الأرشيف.
آراء الخبراء فى نشر ملفات اغتيال كيندى
أكد الخبراء والمؤرخون أنهم لا يتوقعون اكتشافات جديدة كبرى ولا معلومات من شأنها أن تتناقض مع الظروف الأساسية للقضية، وهى أن كيندى قتل أثناء سفره فى موكب سيارات مكشوفة عبر دالاس على يد مسلح واحد لى هارفى أوزوالد فى 22 نوفمبر 1963، وأشاروا إلى أن مراجعة جميع الوثائق بحثًا عن أى حقائق تاريخية جديدة ستستغرق وقتًا، وقال ديفيد جيه جارو المؤرخ الذى كتب على نطاق واسع عن وكالات الاستخبارات إن هذا المكب أكثر غموضًا إلى حد كبير من كل المكبات السابقة الأكثر تفصيلًا وأن الوثائق فى كثير من الحالات غير واضحة ويصعب قراءتها ولا شك أن هذا يعكس عمرها حيث تمت طباعة العديد منها أو كتابتها منذ نصف قرن من الزمان ولأنها أيضًا نسخ مصورة، بينما يرى تيم نفتالى الأستاذ المساعد فى كلية الشئون الدولية والعامة بجامعة كولومبيا، أن ما أفرج عنه من وثائق أقنعه بأن المعلومات ظلت سرية طوال هذه العقود ليس لأنها تضمنت معلومات مثيرة للجدل حول الاغتيال بل لإخفاء تفاصيل حساسة للغاية حول جمع وكالة المخابرات المركزية للمعلومات الاستخباراتية.. وتوقع ديفيد جيه جارو مؤلف كتاب مكتب التحقيقات الفيدرالى ومارتن لوثر كينج والعديد من المقالات حول وكالات الاستخبارات، أن الإصدار سيكون على الأرجح تافهًا للغاية عندما يتعلق الأمر بالاغتيال نفسه، ولكن هذا لا يعنى أن الأمر لن يكون مثيرًا للاهتمام؛ خصوصًا بالنسبة للباحثين فى مجال عمل وكالات الاستخبارات وأنه بناء على الإصدارات السابقة فمن المرجح أن تكون الكثير من المعلومات الجديدة عبارة عن أسماء محررة سابقًا لشخصيات من عصابات الجريمة المنظمة منخفضة المستوى الذين عملوا كمخبرين أو لاعبين ثانويين آخرين للوكالة الأمريكية، وقال جارو إن معظم ما تبقى وما ناضلت الوكالة والمكتب من أجل إبقاءئه مغلقًا يتعلق بالمخبرين البشريين، كما أكد مؤرخون ذوو خبرة واسعة فى فرز ملفات وكالات الاستخبارات أن العديد من الوثائق المنشورة مؤخرًا بل ربما معظمها قد نشرت سابقًا بشكل أو بآخر ربما نشر بعضها فى إصدارات سابقة من أوراق كيندى مع بعض التعديلات وربما توفر بعضها الآخر من مصادر أخرى حتى الآن لم يتم العثور على جديد.
دور AI فى فحص ملفات اغتيال
يتيح الذكاء الاصطناعى عملية تحليل كميات هائلة من البيانات بما فى ذلك تفسير وفهرسة المستندات المكتوبة بخط اليد وتعلم المواضيع الرئيسية، وفى مختبر مايكروسوفت جمع المهندسون بين بحث Azure والخدمات المعرفية لتحليل أكثر من 34,000 صفحة وصور ممسوحة ضوئيًا لأدلة تتعلق باغتيال الرئيس الأمريكى جون كيندى عام 1963 والتى نشرت للعلن ولا يزالون يعملون على كم هائل من المعلومات والبيانات غير المنظمة التى يصعب تحليلها عن طريق البشر وتساعد التقنيات الحديثة على تحليل البيانات وتقديم تفاصيل ذات صلة ويستخدم مشروع Microsoft AI.Lab البحث المعرفى المدعم بـ Azure Search مع الخدمات المعرفية المدمجة حيث يقوم بسحب البيانات من أى مصدر بيانات ويطبق مجموعة من المهارات المعرفية القابلة للتكوين لاستخلاص المعرفة يسمح هذا النهج بالحصول على إجابات وربطها بالوثائق الأصلية للوصول إلى نتائج سليمة، ومؤخرًا تم إطلاق روبوت هوفر وهو واجهة محادثة لملفات جون كيندى الذى يتيح للباحث البحث فى مجموعة من الوثائق المتعلقة باغتيال الرئيس جون كيندى فى 22 نوفمبر 1963 والتى رفعت عنها حكومة الولايات المتحدة السرية وباستخدام قاعدة البيانات نفسها المستخدمة فى ملفات جون كيندى يتيح روبوت هوفر سؤال الروبوت المستوحى من شخصية مدير مكتب التحقيقات الفيدرالى السابق، ج. إدغار هوفر عن اغتيال جون كيندى إمّا بالكتابة أو بالتحدث عند تفعيل خاصية الكلام يستطيع الروبوت الإجابة باستخدام محاكاة صوت هوفر والرجوع إلى الوثائق الأصلية التى يقوم بتحويلها إلكترونيًا.